التصنيفات
حول الحركات

كم يكلف النظر إلى بهاء الملك؟

كم يكلف النظر إلى بهاء الملك؟

بقلم د. بام أرلند ود. ماري هو –

بشارة الملكوت التي يكرز بها على الأرض كلها هو رجاء ونداء لكل مؤمن وهو ذروة متى 24. في الحقيقة، متى 24 يجيب على أحد الأسئلة الحاسمة التي يطرحها شعب الله منذ تأسيس الأرض: ما الذي سيكلفه أن نرى اسم الله يتعظم “مِنْ مَشرِقِ الشَّمسِ إلَى مَغرِبِها اسمي عظيمٌ بَينَ الأُمَمِ” (راجع ملاخي 1: 11). ما الذي يجب أن يتحمّله الجيل الذي سيتمّم متى 24: 14؟

في الحقيقة، يسرّنا أن نكون الجيل الذي يمكنه القول أنه لا توجد حرفيا منطقة زمنية لا يُعبد فيها يسوع. ومع ذلك، في كل منطقة زمنية هناك جيوب مظلمة حيث لا يُعرف يسوع ولا يُعبد. لا ينبغي أن يكون الأمر كذلك.

على الرغم من أننا نحب متى 24: 14، فإننا نميل إلى تجنب بقية الإصحاح. وذلك لأن يسوع أوضح أنه سيكون هناك العديد من المصائب في الأرض التي ستأدي إلى تمجيد الله في الأخير بين جميع شعوب الأرض. على سبيل المثال:

  • الحرب على نطاق عالمي (أعداد 6-7)
  • المجاعات والزلازل (عدد 8)
  • سيضطهدوننا ويقتلوننا (عدد 9)
  • ستكرهنا جميع الأمم (عدد 9)
  • سيتخلى الكثيرون عن إيمانهم (عدد 10)
  • الأنبياء الكذبة (أعداد 11، 22-26)
  • سيزيد الشر (عدد 12)
  • ستبرد محبة كثيرين (عدد 12)
  • ستتضاعف الفوضى (عدد 12)

يوضح يسوع أن مجيء الملكوت لن يكون ناعما، سهلاً أو مرتبًا. ومع ذلك، في هذا المقطع نفسه، يعطينا خمس طرق على الأقل ليكون للمؤمنين “مثابرة حقيقية” حتى نتمكن من الصمود حتى النهاية (عدد 13).

  1. يخبرنا يسوع أن نكون متحركين ومتنبهين. ويشير إلى أنه يجب أن نتمكن من الفرار في أي لحظة (عدد 16). سيأتي الملكوت سيأتي على غفلة. لذا يجب أن نكون مستعدين للفرص التي تأتي فجأة وأن نغير حياتنا وأولوياتنا وخططنا بسرعة. إن أزمة اللاجئين الحالية هي إحدى هذه الفرص. لقد جاء عدد أكبر من المسلمين إلى المسيح في هذا القرن أكثر من القرون السابقة. أولئك الذين استجابوا لأزمة اللاجئين رأوا الكثير من المسلمين يأتون إلى المسيح. ولكن كان على الكثيرين منها التوقف عن عملنا المنتظم للاستجابة لهذه الفرصة التي ولدت من الاضطرابات. ستكون هناك فرص أخرى في المستقبل، وعلينا أن نكون مستعدين للاستجابة بسرعة لتحرك الله. في الواقع، يبدو أن هذه المصائب قد تخلق أيضًا فرصة غير مسبوقة لتأسيس حركات الملكوت، ولكن فقط إذا كان شعب الله متحركًا ومتنبهًا.
  2. يخبرنا يسوع أنه سيتعين علينا الفرار ولكن يمكننا أن نطلب منه الرحمة في خضم صعوباتنا (عدد 20). يجب أن نكون أناس صلاة مستمرة وملحة. هذا ليس نوع الصلاة الذي يستغرق بضع دقائق. ولن يكون هذا هو نوع الصلاة التي نتوسل فيها إلى الله أن يتصرف. سيكون الأمر هو أبناء وبنات الملك الذين يقاتلون بقوة إلى جانب أباهم السماوي (راجع أفسس 6) ضد أعداء لا يمكن رؤيتهم ولكن يمكن الشعور بأفعالهم. هذا هو نوع الصلاة الذي هو صعب ومليء بالفرح في نفس الوقت.
  3. يخبرنا يسوع أن نسهر ونترقّب (عدد 42). هذا يعني إدراك الاستراتيجيات التي يطبقها الله. لقد حذرنا لكي نلاحظ الأنبياء الكذبة. كيف يمكن أن نميز بين الأنبياء الكذبة والأنبياء الحقيقيين؟ بمعرفة قلب الملك. فهو يأسر قلوبنا وأرواحنا وعقولنا وقوتنا. وعندما يفعل ذلك، تكون لدينا القدرة على أن نكون جريئين، وشجعان، وأن نحيا بشكل مختلف، ونحب الغير محبوب، ونحب أعداءنا، ونتحمل المشقات. إن محبة كورنثوس الأولى 13 هذه هي “… ليست معاهدة مفروضة صبورة، بل هي شجاعة نشيطة إيجابية. إنها تحمل الجندي الذي لا يفشل أو يستسلم في خضم المعركة”.
  4. يخبرنا يسوع أن نكون خداماً أمناء (عدد 45)، لنعطي أولئك الذين يحتاجون إلى الطعام. لا يبدو أن المقطع يتعلق حرفيا بالطعام، ولكن الأمر هو مماثَلة فقط. على عكس المجاعات الطبيعية حيث يكون ردنا هو مساعدة المحتاجين بالطعام، غالبًا ما نرسل الخدام الذين من المفترض أن يخففوا المجاعة الروحية إلى الأماكن التي يوجد فيها فائض من الموارد الروحية. يساعدنا هذا التشبيه على فهم سبب إعطاء الأولوية لشعوب الأرض المهملة. علينا أن نكون صادقين وبدون رحمة مع أنفسنا لكي نرى ما إذا كان خدّام المأمورية العظمى لدينا يعملون حقًا حيث تكون الحاجة الروحية أكبر.
  5. يخبرنا يسوع أن لا نتعلق بأشياء العالم. ويشير إلى أنه لا ينبغي أن نعود لكي نأخذ أغراضنا (الآيات 17-18). العيش بهذه الطريقة يختلف عن الطريقة التي يعيش بها جيراننا. نحن لا نعيش من أجل رغباتنا الجسدية في الترفيه والثروة والجمال (راجع رومية 8: 5). بدلاً من ذلك، نحن نعيش من أجل بهاء الملك. وهذا يعني قضاء وقت أقل من أجل ملذاتنا الخاصة، وبدلاً من ذلك يجب أن نخدم بجد من أجل خير الآخرين، وإعطاء وقتنا وأموالنا، والعيش من أجل مجد غير مرئي.

إن العيش من أجل بهاء الملك يتطلب تضحية- تضحية شديدة، تضحية مؤلمة. ومع ذلك، مع التضحية، تقول ملاخي 1: 11، أنه في كل مكان حيث يكون اسمه عظيمًا بين الأمم، هناك يكون بخور تقديماتنا الطاهرة. لا توجد تضحية غير ممكنة أو أكبر من اللازم إذا كانت تجعل اسمه عظيمًا بين الأمم.

سيُتمّم وعد يسوع في متى 24: 14. بشارة الملكوت ستعلن في جميع أنحاء العالم كشهادة لجميع الشعوب. هل نحن على استعداد لتقديم التضحيات اللازمة لنرى هذه الرؤية تتحقق في جيلنا؟

ماري هو هي القائدة التنفيذية الدولية لخدمة أسرة كل الأمم، التي تصنع التلاميذ وتدرب القادة وتحفز الحركات الكنسية بين الشعوب المهملة في العالم. ولدت ماري في تايوان وسمعت لأول مرة عن يسوع من المرسلين في سوازيلاند حيث نشأت. أمنت عائلة زوجها جون من خلال خدمة هدسون تايلور. لذلك، جون وماري متحمسون ليستمروا في كونهما جزءًا من عبادة يسوع من قبل جميع الشعوب.

بام أرلوند هي قائدة التدريب العالمي والبحث في خدمة أسرة كل الأمم. خدمت بام وسط مجموعة ناس لم يتم الوصول إليهم في آسيا الوسطى لسنوات عديدة. ومن أجل خدمتهم بشكل جيد في صنع التلاميذ وزراعة الكنائس، تعلمت أيضًا كيف تكون خبيرة لغة ومترجمة للكتاب المقدس. إنها تتوق إلى أن تكون محاربة عبادة مع يسوع.

تم تحريره من مقال نشر أصلاً في عدد يناير- فبراير 2018 من مجلةMission Frontiers، www.missionfrontiers.org، صفحات 42-53. ونُشر على الصفحات 189- 190 (النسخة العربية) من كتاب 24: 14 – شهادة لجميع الشعوب، متاح على 24: 14 أو على أمازون.

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
التصنيفات
حول الحركات

تحوّل وكالة إرسالية: من زرع الكنائس إلى حركات صنع التلاميذ- الجزء 2

تحوّل وكالة إرسالية: من زرع الكنائس إلى حركات صنع التلاميذ- الجزء 2

– بقلم أيلا تاس –

شاركنا في الجزء 1 كيف قادنا الله في خدمة LifeWay للتحول إلى نموذج جديد في الإرسالية. فيما يلي بعض التحديات، الثمار والمفاتيح التي أسندتنا وأعطت ثمارًا.

تحديات التغيير

لم يوافق الجميع على تغيير نهجنا. شعر البعض أن ما كنا على وشك القيام به كان سطحيًا، لأنه لم يكن يركز على مباني الكنيسة أو البرامج التي تحدث في هذا المبنى. اعتقد بعض المسيحيين من خلفية كنسية أننا لم نركز بما فيه الكفاية على الكنيسة كمؤسسة. شعر بعض القادة من خلفية لاهوتية أننا نسير ضد التقاليد التي احتفظت بها الكنيسة لسنوات عديدة. وشعر البعض الذين يخدمون في المدن بتخوف من أن نهج صنع التلاميذ لن يعمل للوصول إلى سكان المناطق الحضرية.

لقد تعلمنا من ديفيد واتسون أوصاف كنائس الفيل مقابل كنائس الأرنب، والتي اعتبرها بعض الناس منتقدة للغاية للكنائس التقليدية. اتهمنا بعض الناس بتعلم أشياء من الأمريكيين فقط، والتي لن تكون فعالة في أفريقيا. وبعض الخدام لم يرغبوا في التغيير، أحبوا ما كانوا يفعلون سابقًا. قالوا: “إن خدمة طريق الحياة هي تنمو ونحن محليون. لقد ساعدنا الله في التغلب على جميع أنواع التحديات. لماذا يجب أن نغير الاتجاه؟” خشي خدام آخرون فقدان شيء ما. اعتقدوا أنه ربما سيصبح هذا بابًا خلفيًا لجلب شيء لا يحبونه.

كنت بحاجة إلى الكثير من الصبر في ذلك الوقت لأنه لم ير الجميع الأشياء بالطريقة التي رأيتها أنا. لقد سبق وقاومت ديفيد واتسون من قبل وكانت لدي تلك الحجج نفسها. لقد سبق و اغتظت من دايف هانت حين قام بتدريبي من خلال خطواتي التجريبية في تطبيق مبادئ حركات زرع الكنائس. كان آخرون لا يزالون يتصارعون مع النموذج بينما كنت أنا أمضي قدمًا فيه. كان أحد كبار قادتي مقاومًا جدًا للنموذج الجديد. لم ير لماذا يجب أن نفعل ذلك.

عندما بدأنا في التحول نحو نهج حركات زرع الكنائس في عام 2005، كان لدينا حوالي 48 كارزًا يخدمون في دولتين في شرق إفريقيا. أربعة وعشرون منهم خدموا كزارعي كنائس بدوام كامل؛ خدم الآخرون كزارعين محفزين للكنائس. في عام 2007، أثناء قيامنا بالتغيير، جاءت طائفة وأخذت 13 من خدامنا، من منطقة كانت الحركة تتوسع فيها بسرعة. عرضوا عليهم رواتب ومناصب جيدة. لقد فقدت اثنين من كبار رجالي، الأمر الذي آلمني حقًا. ومن المحبط أيضًا أنه خلال عامين توقفت الخدمة في تلك المنطقة التي كانت مثمرة سابقًا. كانت السنوات من 2008 إلى 2010 محبطة للغاية لأننا فقدنا بعضًا من أفضل خدامنا خلال هذه المرحلة الانتقالية.

 

الثمار منذ التغيير

منذ أن انتقلنا إلى حركة زرع الكنائس (حركة صنع التلاميذ)، بدأنا في التركيز على ملكوت الله بدلاً من خدمتنا. لم نعد نفكر فيما يتعلق باسمنا نحن أو ما هو “مِلكي” (رؤيتي، خدمتي وما إلى ذلك) إنه ملكوت الله وعمله. ونحن نقوم بتحفيز الحركات، نبتعد عن احتياجاتنا وننظر بدلاً من ذلك إلى تقدم الملكوت. لقد جلب الله نموًا رائعًا في السنوات القليلة الماضية. منذ بداياتنا في كينيا، نقوم الآن بتحفيز حركات صنع التلاميذ في 11 دولة في شرق إفريقيا.

منذ عام 2005، تم زرع ما يقرب من 9000 كنيسة جديدة في منطقة شرق أفريقيا. في إحدى تلك البلدان، وصلت الحركة إلى 16 جيلًا من كنائس تزرع الكنائس. في بلد آخر، وصلت الخدمة بين القبائل المختلفة إلى ما يصل إلى 9 أجيال. لقد مكننا الرب من إشراك أكثر من 90 مجموعة من الناس وتسع مجموعات شبه حضرية في هذه المنطقة. نحن نقف برهبة أمام عمل الله في ولادة آلاف الكنائس الجديدة ومئات الآلاف من أتباع المسيح الجدد.

لقد أشركنا كل مجموعات الناس الذين لم يتم الوصول إليهم في رؤيتي الأصلية وتجاوزنا ذلك. نحن نتحدث الآن عن الوصول إلى 300 مجموعة ناس لم يتم الوصول إليهم وفقًا لمشروع جوشوا. نحن نعمل على الأمر كل يوم، بلد ببلد: نصلّي ونبحث عمن تم الوصول إليهم بأقل قدر.

إن حركات صنع التلاميذ ليس مجرد واحد من العديد من برامجنا؛ هذا هو الشيء الرئيسي في وسط كل ما نقوم به. سواء كانت خدمة الرحمة أو تطوير القيادة أو خدمة الكنيسة، فإن حركات صنع التلاميذ دائمًا في المركز. إذا كان أي شيء لا يؤدي إلى حركات صنع التلاميذ، فإننا لا نفعله.

تشمل أولوياتنا الوصول إلى مناطق جديدة وغير موصولة بالإنجيل، مع الحفاظ على الخدمة القائمة. نحن نبدأ، ونضاعف، ونغذ الحركات باستمرار. قبل أن نبدأ خدمة في منطقة جديدة، نقوم بإجراء مسيرات بحث وصلاة، حيث نطلب من الله من أجل أبوابه المفتوحة. من أجل الحفاظ على العمل، نقوم بإجراء استشارات استراتيجية حركات صنع التلاميذ كل أربعة أشهر. يحضر قادة البلدان من جميع أنحاء شرق أفريقيا أولئك الذين يقومون بالتجهيز والتشجيع المستمر.

أسس أعطتنا قوة وجلبت ثمار

  1. لقد كانت الصلاة أعظم مورد لي.
  2. البقاء في كلمة الله كل الوقت. ما أفعله يكون بقوة إذا كان قائمًا على كلمة الله.
  3. تطوير القادة. لقد ساعدني الله فعلاً في هذا الأمر وأوضح التالي: لا يتعلق الأمر كله بي.
  4. لطالما سعيت إلى أن تكون خدمتنا قائمة على المحليين. يجب على السكان المحليين امتلاكها. إذا كانوا يمتلكونها، فهي ستكلفني أقل لأنها تنتمي إليهم.
  5. التواصل والتعاون مع الأشخاص الذين يفعلون نفس الشيء. طالما أن الله يساعدنا على صنع التلاميذ فلا يهم اسم من تحمله هذه الخدمة. لا نقلق بشأن ذلك. نستغل أي فرصة للمساهمة بما تعلمناه عن صنع التلاميذ. لأن أهم شيء هو إنهاء المهمة التي أوكلها إلينا يسوع.

نرى الله يستخدم أشخاصًا آخرين ومجموعات أخرى، ويسرنا أن نتشارك معهم وأن نتعاون معهم. نحن بحاجة إلى العمل مع جسد المسيح، للتعلم من الآخرين ومشاركة ما تعلمناه. نشكر الله على الطريقة التي قادنا بها والطرق العديدة التي من خلالها يتقدّم ملكوته بين من لم يتم الوصول إليهم من خلال حركات صنع التلاميذ.

الدكتور آيلا تاس هو مؤسس ومدير Lifeway Mission Internationa (www.lifewaymi.org) ، وهي خدمة خدمت بين من لم يتم الوصول إليهم منذ أكثر من 25 عامًا. يقوم آيلا بتدريب وتوجيه حركات صنع التلاميذ في أفريقيا وحول العالم. وهو طرف في شبكة حركات زرع الكنائس في شرق إفريقيا والمنسق الإقليمي لخدمة “الأجيال الجديدة ” في شرق إفريقيا.

نُشر في الأصل على الصفحات 175- 177 (النسخة العربية) من كتاب 24: 14 – شهادة لجميع الشعوب، متاح على 24: 14 أو على أمازون.

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
التصنيفات
حول الحركات

تحوّل وكالة إرسالية: من زرع الكنائس إلى حركات صنع التلاميذ- الجزء 1

تحوّل وكالة إرسالية: من زرع الكنائس إلى حركات صنع التلاميذ- الجزء 1

– بقلم أيلا تاس –

في آب\أغسطس 1989، بدأت أخدم بين بعض المجموعات الإسلامية في شمال كينيا، وفي عام 1992 بدأت أكرز في منطقة أوسع. في 1994-1998، بدأت البحث عن مجموعات ناس لم يتم الوصول إليهم، وأصبحت خدمة “طريق الحياة” منظمة كوكالة إرسالية محلية في عام 1996.

في ذلك الوقت نمت مجموعتنا بشكل ملحوظ. كان لدينا أشخاص ينضمون للخدمة ويتحدثون اللغات المحلية لعدد كبير من القبائل التي أردنا الوصول إليها. كان لدينا أيضًا أعضاء من مجموعات الناس الذين لم يتم الوصول إليهم وهم يذهبون ويخدمون كطرف من خدمتنا. لذلك أنشأتُ مدرسة إرسالية صغيرة، وبدأت في تعليمهم. كنت أذهب إلى كلية لاهوتية، لذا قمت بتحضير تدريب خاص لهم مما كنت أتعلمه. دربنا الشباب وأعدنا إرسالهم إلى مناطقهم. كانوا هم على الخطوط الأمامية، يتواصلون مع الناس ويقودون الكنائس.

جاءت نقطة التحول الكبيرة في عام 1998، عندما بدأت في تحقيق رؤيتي الأكبر. أعطيت مهام للسكان المحليين الذين كنت أدربهم. قلت: “أفضل شيء هو أن نجد أشخاصًا من المجتمع المحلي“. لذلك كانوا يخرجون لمدة شهر، يبدأون في الكرازة إلى الناس، ويعثرون على قادة أساسيين في ذلك الشهر. عندما يعودون هم يحضرون هؤلاء القادة إلى مركز التدريب. لقد دربنا هؤلاء القادة الأساسيين لمدة شهرين ثم أرسلناهم كقادة محتملين للاستراتيجية. بقي الخدام الذين أحضروهم كمرشدين لهم. لم أتعلم هذه الأشياء بالضبط؛ كنت أبتكر الأشياء بينما كنا نمضي قدمًا. كنا نرى أشياء تحدث، ولكن لم يكن لدينا مواد نتعلم منها. لذا جاءت معظم خدمتنا وبرامجنا من الاحتياجات التي رأيتها في هذا الحقل. كنت أقوم بتعليم الكثير من الأشياء التي تحولت فيما بعد إلى حركة زرع كنائس.

التفكير في نموذج جديد

بين عامي 2002 و2005 بدأت أسمع عن حركات زرع الكنائس. ولكن في تلك المرحلة لم أكن أرى تدريبا يشمل قادة حركات زرع كنائس أفارقة آخرين. لقد لمست خدمتنا كل مجموعات الناس الذين لم يتم الوصول إليهم في منطقة تركيزنا، ولكن لم يكن لدينا أي شيء مثل حركة. كنت قد كتبت أطروحة حول زراعة الكنائس وقرأت كل الكتب حول هذا الموضوع، بما في ذلك كتاب ديفيد غاريسون “حركات زرع الكنائس”. لكن تحديا كبيرا لتفكيري جاء في عام 2005.

قابلت أخًا من غرب إفريقيا والذي كان بصدد بدأ تدريب، وكان المدرب الرئيسي هو ديفيد واتسون. كان ذلك عندما بدأت أتصارع بجدية مع فكرة الحركة. لكنني واجهت صعوبة فيما قاله ديفيد واتسون. كان يقول لي “عليك أن تفعل هذا وذاك”، بناءً على ما نجح في الهند بين الهندوس.

قلت: “أنت لم تكن مسلمًا قط. أنا مؤمن من خلفية إسلامية ولدي خبرة وثمار في الخدمة بين المسلمين الأفارقة. قد لا تحدث الأشياء بنفس الطريقة في هذا السياق”. العقبة الكبيرة التي كانت أمامي هي أنني أردت الدفاع عن خدمتي. شعرت بالنجاح في زرع الكنائس بين المسلمين. لذلك قاومت.

لكن أهم شيء بالنسبة لي كان “كيف أنهي المهمة بين مجموعات الناس هذه إن لم يكن ذلك من خلال شيء كحركات زرع الكنائس؟” قال لي الله “ضاعف نفسك في حياة الكثير من الناس.” وقد وسع رؤيتي من فقط القبائل التي في منطقتي، إلى رؤية للكرازة إلى كل شرق إفريقيا. لم أكن أعرف كيف سيبدو ذلك، لكنني كنت أعرف أن الله قد تحدث معي عن الأمر. بدأ هذا رحلتي الجادة نحو الحركات. شعرت أن المهمة كانت أكثر أهمية من المنهجية. رغبت في أي شيء سيساعد في إنجاز هذه المهمة في أقصر وقت، بطريقة كتابية تمجد الله. شعرت أنني على استعداد لشيء جذري- مثل الرجل الذي باع كل شيء لشراء الحقل الذي فيه الكنز المخفي. بأي ثمن، أردت أن أفعل أفضل شيء لمجد الله بين من لم يتم الوصول إليهم.

حوالي عام 2005، بدأت أتحدث عن حركات زرع الكنائس والتنظيم للوصول إلى مجموعات الناس الذين لم يتم الوصول إليهم. كان لدي شغف نحو مهمة ليس لها حدود، وأردت أن أزرع المزيد من الكنائس. لقد كنت بالفعل أقوم بالكثير من الأشياء التي يمكن أن نسميها الحمض النووي لـ حركات زرع الكنائس، وقد أعطاني تدريب 2005 المزيد من الأدوات والعلاقات.

في البداية، لم أكن مركزًا. ولكن على مدار السنوات القليلة القادمة، بدأت في تنفيذ مبادئ حركات زرع الكنائس والقيام بتدريبات مع دايف هانت. دايف لعب دورًا كبيرًا بتدريبي والإجابة على أسئلتي. لقد أعطاني الكثير من التشجيع في مسيرتي. دون معرفة الكثير، استثمرت طاقتي في تطبيق مبادئ حركات زرع الكنائس بدلاً من الجدال حولها، وبدأَت تؤتي ثمارها. لقد وجدت معظم مبادئ حركات زرع الكنائس في الكتاب المقدس. بدأنا في اختبار هذه الحركات وتدريب الناس وإرسالهم. مع استمراري في التعلم عن الحركات، أصبحَت الاستراتيجية واضحة جدًا بالنسبة لي. وبدأَت الحركة في الإقلاع في بداية عام 2007.

حدث تحول كبير عندما بدأت في النظر إلى الكنيسة بشكل مختلف، متسائلا: “ما هي الكنيسة؟” في السابق كنت أريد أن تكون الكنيسة بطريقة معينة، ولم تكن قابلة للتكاثر. الآن أصبحت جادًا بشأن تطبيق نمط أبسط للكنيسة، والذي كان أكثر قابلية للتكاثر.

عاملان رئيسيان آخران أحدثا ثورة في تفكيري:

  1. مساعدة الناس ليكتشفوا الحق (بدلاً من أن يخبرهم شخص ما به) و
  2. الطاعة كنمط طبيعي لتلمذة.

رأيت الاختلاف الجذري الذي يمكن أن يحدثه هذان العاملان تجاه الخدمة التي ستتكاثر بسرعة.

تحول النموذج في خدمة “طريق الحياة”

عندما حدث هذا التحول في عقلي، لم أدفع أي شخص في خدمة “طريق الحياة” للتحرك نحو حركة زرع الكنائس. ركزت على سؤال واحد كبير: “كيف يمكننا إنهاء المهمة المتبقية؟ لقد رأينا بعض الكنائس تبدأ، ولكن هل ستصل مناهجنا الحالية إلى هدفنا؟ هل دعانا الله إلى منهجية معينة أو لإنهاء مهمتنا- المأمورية العظمى؟” أؤمن أن الله يمكنه استخدام أي طريقة يريدها. نحن بحاجة إلى الانتباه ومعرفة الطريقة (المنهج) التي يستخدمها لتحريكنا بجدية نحو الهدف. أمرنا يسوع: “اصنعوا تلاميذ وعلمهم أن يطيعوا.” هذا هو قلب المأمورية العظمى. هذا ما يجعل المأمورية العظيمة عظيمة فعلًا. ما لم نقم بصنع تلاميذ حقًا، فلا يمكننا أن نسمّي المأمورية العظمى عظيمة. لذا مهما كانت المنهجية التي نستخدمها، فهي يجب أن تكون فعالة للغاية في صنع التلاميذ الذين يطيعون.

بدأت بإلقاء الرؤية على زملائي في الخدمة. بدأت في القيادة من الأمام، وأشرح الأشياء وأغيرها ببطء. بدأت أريهم الممارسات والمبادئ، بدلاً من إجبارهم. كنت أرغب في أن يتبنوا الرؤية بدلاً من الضغط عليهم. أعطيتهم مثالًا ليقتدوا به ببدء مجموعات تكاثرت. فتحت الكتاب المقدس وبدأت أريهم المبادئ الكتابية. عندما أصبحت الطاعة أسلوب حياتنا، ساعد ذلك مجموعتي على الفهم. أصبح من الواضح لنا أن هذا هو الطريقة التي يجب أن نتبعها. لم أقم بالضغط كقائد أو التسلط لإحداث التغيير. لم تكن عملية من أعلى إلى أسفل. تعلم بعض الخدام لدينا مبكرًّا جدًا وبدأوا في تطبيق مبادئ حركات زرع الكنائس؛ البعض الآخر كان أبطأ. بالنسبة لأولئك الذين يتحركون ببطء أكثر، قلنا لهم “دعونا نتحرك بلطف وبشكل تدريجي.”

بدأت هذه العملية في عام 2005 واستمرت لبضع سنوات. في تشرين الأول\أكتوبر2007، قمنا بإجراء تغيير كامل كمنظمة. أوضحنا أن هدفنا لم يكن فقط الوصول إلى الذين لم يتم الوصول إليهم، بل تحفيز حركات الملكوت. بدأت خدمة “طريق الحياة” برؤية لنمو الملكوت في شمال كينيا. كان الشيء الرئيسي هو إشراك المجموعات التي لم يتم الوصول إليها وإيصال الإنجيل لها.

الآن أصبح من الواضح أن عملنا لم يقتصر فقط على إيصال الإنجيل إلى مجموعات الناس الذين لم يتم الوصول إليهم، ولكن تسهيل وتحفيز حركات الملكوت في وسط هذه المجموعات. لا يزال تركيزنا يصل إلى  هذه المجموعات، ولكننا الآن نقوم بذلك من خلال حركات صنع التلاميذ (المصطلح الذي نستخدمه الآن بشكل شائع، للتأكيد على أن تركيزنا هو صنع التلاميذ). كان تشرين الأول\أكتوبر2007 نقطة تحول لفرقنا كلها. قمنا بتغيير بيان خدمتنا، وتفاصيل شراكتنا، شبكات خدمتنا، وتعاوننا.

نسعى الآن بوضوح إلى صنع التلاميذ الذين يتكاثرون ويصبحون كنائس تتكاثر. تساعدنا حركة صنع التلاميذ على إنهاء المهمة التي أوكلها إلينا يسوع. نحن لا نركز على منهجية. ولكن إذا ساعدتنا حركة صنع التلاميذ في الوصول إلى هدفنا، فلن نحتاج إلى النقاش. نحن نسعى إلى حركات الملكوت بين مجموعات الناس الذين لم يتم الوصول إليهم، لإنهاء الطرف الخاص بنا من المأمورية العظمى في المنطقة التي عهد بها الله إلينا. في عام 2007 استخدمنا مصطلح “حركات زرع الكنائس”. ومفتاح حركات زرع الكنائس هو صنع التلاميذ. منذ ذلك الوقت، ركزنا على صنع تلاميذ- جلب الشعوب المسلمة في شرق إفريقيا ليصبحوا تلاميذ مطيعين ليسوع.

في الجزء 2، سوف نشارك بعض التحديات في المرحلة الانتقالية، والثمار منذ بدأ الانتقال، والمفاتيح التي أسندتنا وأعطت ثمارًا.

 

الدكتور آيلا تاس هو مؤسس ومدير Lifeway Mission Internationa (www.lifewaymi.org) ، وهي خدمة خدمت بين من لم يتم الوصول إليهم منذ أكثر من 25 عامًا. يقوم آيلا بتدريب وتوجيه حركات صنع التلاميذ في أفريقيا وحول العالم. وهو طرف في شبكة حركات زرع الكنائس في شرق إفريقيا والمنسق الإقليمي لخدمة “الأجيال الجديدة ” في شرق إفريقيا.

نُشر في الأصل على الصفحات 173- 175 (النسخة العربية) من كتاب 24: 14 – شهادة لجميع الشعوب، متاح على 24: 14 أو على أمازون.

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
التصنيفات
حول الحركات

ما هي حركة زرع الكنائس؟ الجزء 1

ما هي حركة زرع الكنائس؟ الجزء 1

بقلم ستان باركس – 

يمكن تعريف حركة زرع الكنائس (CPM) بأنها تكاثر وتضاعف التلاميذ الذين يصنعون تلاميذ والقادة الذين يدرّبون قادة. وينتج عن ذلك كنائس محلية تزرع كنائس. تبدأ هذه الكنائس في الانتشار بسرعة داخل مجموعة الناس أو شريحة من السكان. يبدأ هؤلاء التلاميذ والكنائس الجديدة بتغيير مجتمعاتهم حيث يعيش جسد المسيح الجديد قيم الملكوت.

عندما تتكاثر الكنائس باستمرار على مدار أربعة أجيال في تيارات متعددة، تصبح هذه العملية حركة مستدامة. قد يستغرق الأمر سنوات للبدء. ولكن بمجرد أن تبدأ الكنائس الأولى، نرى عادةً حركة تصل إلى أربعة أجيال في وقت من ثلاث إلى خمس سنوات. بالإضافة إلى ذلك، غالبًا ما تقوم هذه الحركات نفسها بإعادة إنتاج حركات جديدة. أكثر فأكثر، تبدأ حركات زرع الكنائس (CPM) حركات أخرى جديدة لزرع الكنائس في مجموعات أشخاص أخرى وشرائح سكانية أخرى.

يطلق روح الله حركات زرع الكنائس حول العالم، كما فعل في أوقات مختلفة من التاريخ. بعد أن بدأ عدد قليل من هذه الحركات الحديثة في أوائل التسعينيات، اجتمعت مجموعة صغيرة من محفزي الحركة الأولية لمناقشة أعمال الله المذهلة هذه. صاغوا مصطلح “حركات زرع الكنائس” لوصف ما كان يفعله الله. فقد كان أبعد مما تخيلوه.

مع ظهور هذه الحركات الحديثة، يستخدم روح الله نماذج متنوعة أو الاستراتيجيات لبدء حركات زرع الكنائس. تشمل المصطلحات المستخدمة لوصف هذه النماذج تدريب المدرِّبين (T4T)، الاستكشاف، دراسة اكتشاف الكتاب المقدس(DBS) ، حركات صنع التلاميذ(DMM) ، الأربعة حقول، التلمذة المتقدمة بسرعة (RAD)، وتدريب زومي (Zume). وُلدت العديد من الحركات من هذه الأساليب المختلفة. وكذلك تطورت العديد من الحركات أيضًا محليًا خارج هذه النماذج التدريبية.

القادة العالميون الذين شكلوا تحالف 24: 14 اختاروا حركات زرع الكنائس كالمصطلح الأكثر فائدة وشمولية. في بعض الأحيان يتم استخدام مصطلح “حركة الملكوت”، مشيرة بشكل أساسي إلى نفس الشيء مثل حركات زرع الكنائس. تشبه حركات الملكوت هذه ما نراه في العهد الجديد.

لكنكُمْ ستَنالونَ قوَّةً مَتَى حَلَّ الرّوحُ القُدُسُ علَيكُمْ، وتَكونونَ لي شُهودًا في أورُشَليمَ وفي كُلِّ اليَهوديَّةِ والسّامِرَةِ وإلَى أقصَى الأرضِ». (أعمال الرسل 1: 8)

وامتَلأَ الجميعُ مِنَ الرّوحِ القُدُسِ، وابتَدأوا يتَكلَّمونَ بألسِنَةٍ أُخرَى كما أعطاهُمُ الرّوحُ أنْ يَنطِقوا… فبُهِتَ الجميعُ وتَعَجَّبوا قائلينَ بَعضُهُمْ لبَعضٍ: «أتُرَى ليس جميعُ هؤُلاءِ المُتَكلِّمينَ جَليليّينَ؟ فكيفَ نَسمَعُ نَحنُ كُلُّ واحِدٍ مِنّا لُغَتَهُ الّتي وُلِدَ فيها؟ فرتيّونَ وماديّونَ وعيلاميّونَ، والسّاكِنونَ ما بَينَ النَّهرَينِ، واليَهوديَّةَ وكبَّدوكيَّةَ وبُنتُسَ وأسيّا وفَريجيَّةَ وبَمفيليَّةَ ومِصرَ، ونَواحيَ ليبيَّةَ الّتي نَحوَ القَيرَوانِ، والرّومانيّونَ المُستَوْطِنونَ يَهودٌ ودُخَلاءُ، كِريتيّونَ وعَرَبٌ، نَسمَعُهُمْ يتَكلَّمونَ بألسِنَتِنا بعَظائمِ اللهِ!». (أعمال الرسل 2: 4، 7-11)

وكثيرونَ مِنَ الّذينَ سمِعوا الكلِمَةَ آمَنوا، وصارَ عَدَدُ الرِّجالِ نَحوَ خَمسَةِ آلافٍ. 

(أعمال الرسل 4: 4)

وكانتْ كلِمَةُ اللهِ تنمو، وعَدَدُ التلاميذِ يتَكاثَرُ جِدًّا في أورُشَليمَ، وجُمهورٌ كثيرٌ مِنَ الكهنةِ يُطيعونَ الإيمانَ.
(أعمال الرسل 6: 7)

وأمّا الكَنائسُ في جميعِ اليَهوديَّةِ والجَليلِ والسّامِرَةِ فكانَ لها سلامٌ، وكانتْ تُبنَى وتَسيرُ في خَوْفِ الرَّبِّ، وبتَعزيَةِ الرّوحِ القُدُسِ كانتْ تتَكاثَرُ. (أعمال الرسل 9: 31)

وأمّا كلِمَةُ اللهِ فكانتْ تنمو وتَزيدُ. (أعمال الرسل 12: 24)

وانتَشَرَتْ كلِمَةُ الرَّبِّ في كُلِّ الكورَةِ. ولكن اليَهودَ حَرَّكوا النِّساءَ المُتَعَبِّداتِ الشَّريفاتِ ووُجوهَ المدينةِ، وأثاروا اضطِهادًا علَى بولُسَ وبَرنابا، وأخرَجوهُما مِنْ تُخومِهِمْ. أمّا هُما فنَفَضا غُبارَ أرجُلِهِما علَيهِمْ، وأتَيا إلَى إيقونيَةَ. وأمّا التلاميذُ فكانوا يَمتَلِئونَ مِنَ الفَرَحِ والرّوحِ القُدُسِ.

 (أعمال الرسل 13: 49-52)

فبَشَّرا في تِلكَ المدينةِ وتَلمَذا كثيرينَ. ثُمَّ رَجَعا إلَى لستِرَةَ وإيقونيَةَ وأنطاكيَةَ، يُشَدِّدانِ أنفُسَ التلاميذِ ويَعِظانِهِمْ أنْ يَثبُتوا في الإيمانِ، وأنَّهُ بضيقاتٍ كثيرَةٍ يَنبَغي أنْ نَدخُلَ ملكوتَ اللهِ. 

(أعمال الرسل 14: 21-22)

فاقتَنَعَ قَوْمٌ مِنهُمْ وانحازوا إلَى بولُسَ وسيلا، ومِنَ اليونانيّينَ المُتَعَبِّدينَ جُمهورٌ كثيرٌ، ومِنَ النِّساءِ المُتَقَدِّماتِ عَدَدٌ ليس بقَليلٍ… فآمَنَ مِنهُمْ كثيرونَ، ومِنَ النِّساءِ اليونانيّاتِ الشَّريفاتِ، ومِنَ الرِّجالِ عَدَدٌ ليس بقَليلٍ…

(أعمال الرسل 17: 4، 12)

وكِريسبُسُ رَئيسُ المَجمَعِ آمَنَ بالرَّبِّ مع جميعِ بَيتِهِ، وكثيرونَ مِنَ الكورِنثيّينَ إذ سمِعوا آمَنوا واعتَمَدوا. 9فقالَ الرَّبُّ لبولُسَ برؤيا فيِ اللَّيلِ: «لا تخَفْ، بل تكلَّمْ ولا تسكُتْ، لأنّي أنا معكَ، ولا يَقَعُ بكَ أحَدٌ ليؤذيَكَ، لأنَّ لي شَعبًا كثيرًا في هذِهِ المدينةِ». (أعمال الرسل 18: 8-11أ)

وكانَ ذلكَ مُدَّةَ سنَتَينِ، حتَّى سمِعَ كلِمَةَ الرَّبِّ يَسوعَ جميعُ السّاكِنينَ في أسيّا، مِنْ يَهودٍ ويونانيّينَ. 

(أعمال الرسل 19: 10)

نرى في هذه الحركات الحديثة ديناميات مماثلة لما فعله الله في الكنيسة الأولى. سيصف الجزء الثاني من هذا المنشور هذه الديناميات وخصائص حركات صنع التلاميذ.

الدكتور ستان باركس يخدم مع  Ethne(فريق القيادة) و Beyond (نائب الرئيس الاستراتيجيات العالمية) وتحالف 24: 14 (شريك ميسر). وهو مدرب ومرشد لمجموعة متنوعة من حركات زرع الكنائس في العالم وقد عاش وخدم بين من لم يتم الوصول إليهم منذ عام 1994.

تم أخد هذا المقال من كتاب 24: 14 شهادة لجميع الشعوب، من الصفحات 30-31، متاح على 24: 14 أو على موقع أمازون. أعيد طبعه من عدد يوليوز- أغسطس 2019 من مجلةMission Frontiers ، www.missionfrontiers.org.

التصنيفات
حول الحركات

24: 14- الحرب التي تنتهي أخيرًا

24: 14- الحرب التي تنتهي أخيرًا

– بقلم ستان باركس وستيف سميث – 

لقد تم شن حرب متجددة بهدوء منذ أكثر من 30 عامًا. في البداية، بدأت كتمرد هادئ من قبل عدد قليل من “مقاتلي الحرية” غير الراغبين في رؤية مليارات الناس يعيشون ويموتون من دون الوصول إلى الإنجيل. إن الراديكاليون، الذين لم يقبلوا أن يعيش الكثيرين في عبودية “لرئيس هذا العالم”، قدمّوا حياتهم لرؤية يسوع يطلق سراح السجناء.

هذه ليست عودة إلى الحروب الصليبية المروعة أو المعارك الدنيوية المضللة التي تم خوضها باسم يسوع. هذا الملكوت غير مرئي، كما أعلن يسوع:

«مَملكَتي لَيسَتْ مِنْ هذا العالَمِ. لو كانتْ مَملكَتي مِنْ هذا العالَمِ، لكانَ خُدّامي يُجاهِدونَ لكَيْ لا أُسَلَّمَ إلَى اليَهودِ. ولكن الآنَ لَيسَتْ مَملكَتي مِنْ هنا».”
(يوحنا 18: 36).

هذه معركة من أجل خلاص النفوس. لقد حارب هؤلاء الجنود قيود الدين المؤسسي لإطاعة وصايا الكتاب المقدس. لقد تحمّلوا ليس فقط هجمات القوى الشيطانية، ولكن أيضًا النيران الصديقة من قادة الكنائس الذين أساءوا فهم رغبتهم في العيش كتلاميذ حقيقيين للملك.

تنتشر حركات زرع الكنائس مرة أخرى اليوم كما فعلت في سفر أعمال الرسل وفي أوقات مختلفة من التاريخ. (انظر الفصل 23: “ قصة الحركات وانتشار الإنجيل “). إنها ليست ظاهرة جديدة، بل إنها قديمة. إنها عودة إلى التلمذة الكتابية الأساسية التي يمكن لجميع تلاميذ يسوع أن يحتذوا بها بصفتهم 1) أتباع يسوع و2) صيادي الناس (مرقس 1: 17). فقد بدأت تنتشر الحركات في كل قارة حتى حيث قيل ذات مرة “لا يمكن أن تحدث حركات زرع الكنائس هنا”.

يتم تطبيق مبادئ الكتاب المقدس في نماذج عملية وقابلة للتكرار في سياقات ثقافية متنوعة. إن خدام الله يربحون الناس البعيدين ويصنعون تلاميذ ويشكلون كنائس صحية ويدربون قادة صالحين بطرق يمكن أن تعطي تكاثر جيل بعد جيل وتبدأ في تغيير مجتمعاتهم بشكل جذري.

هذه الحركات هي الطريقة الوحيدة التي وجدناها تاريخيًا لكي ينمو ملكوت الله أسرع من عدد السكان. بدونها، حتى جهود الخدمة الجيدة تؤدي إلى فقدان الأراضي.

يتجه تيار هذا الجهد المتجدد إلى الأمام بقوة لا يمكن إيقافها. هذا التمرد ليس بدعة عابرة. مع أكثر من 20 عامًا من كنائس متضاعفة، تضاعف عدد حركات زرع الكنائس من عدد قليل في التسعينات إلى أكثر من 1360 اعتبارًا من مايو 2020، مع المزيد من الحركات التي يتم الإبلاغ عنها كل شهر. يتم إحراز تقدم في كل حركة بقدر كبيرة من خلال الثبات والتضحية.

إن هذه المهمة- توصيل بشارة الملكوت إلى كل شخص ومكان لم يتم الوصول إليهم أبدا أو جزئيا – تأتي مع خسائر حقيقية من الاضطهاد. هذا صراع حتى النهاية لرؤية اسم يسوع يسود في كل مكان، لكي تعبده كل الشعوب. هذه المهمة تكلف كل شيء، وتستحق ذلك! المسيح يستحق ذلك.

بعد ما يقرب من ثلاثة عقود من عودة الحركات في العصر الحديث، نشأ تحالف عالمي، ليس من خلال التفكير العميق في غرفة اجتماعات، بل من خلال قادة من داخل وجانب الحركات متحدين لتحقيق هدف واحد شامل:

بشارة الملكوت هذه ستُعلَن في جميع أنحاء العالم كشهادة لجميع الأمم، وبعد ذلك تأتي النهاية. (متى 24: 14، ترجمة المحرر)

وبينما يجذب الله جموع من المؤمنين الجدد من كل لسان وقبيلة وشعب وأمة إلى ملكوته، فإننا نتوق: ” تعالَ أيُّها الرَّبُّ يَسوعُ.” (رؤيا 22: 20). نصرخ:

ليأتي ملكوتك! (الحركات)

لا مكان باقٍ! (الوصول إلى الكل)

إنهاء ما بدأه الآخرون! (تكريم أولئك الذين سبقونا)

من خلال الصلاة، نحن كإئتلاف شعرنا أن الله أعطانا موعدًا نهائيًا لرفع مستوى الاستعجالية: نسعى إلى إشراك كل الناس والأماكن الذين لم يتم الوصول إليهم ووضع استراتيجية فعالة لحركة الملكوت بحلول 31 كانون الأول\ديسمبر 2025.

لقد قمنا بإخضاع علاماتنا التنظيمية والطائفية من أجل تعاون ملكوتي أكبر لإنجاز هذه المهمة. نحن نطلق على عضويتنا المفتوحة، جيش المتطوعين بالآية التي تلهمنا: 24: 14.

نحن لسنا مبادرة غربية التمحور. نحن نتألف من حركات كنسية بيتية من جنوب آسيا، وحركات من خلفية إسلامية في النافذة 40\10، ووكالات إرسالية، وشبكات زرع كنائس في مناطق ما بعد عصرية، والكنائس الموجودة وغيرها.

نحن مجتمع تعاوني من أجل أولئك الذين يحفزون ويضاعفون ويدعمون حركات زرع الكنائس لإشراك جميع الناس الذين لم يتم الوصول إليهم في جميع أنحاء العالم بشكل استعجالي.

الهامنا يأتي من عقلية التعبئة في وقت الحرب (اقرأ هذه المقالة: https://www.dropbox.com/s/hgd5n89s4u3pksf/9%20-%20O%27Brien%20-%20Why%20is%202414%20Different%20Than%20Previous%20Efforts.pdf?dl=0) من أجل التضحية إلى جانب الأخوة والأخوات، لنرى الإنجيل يُكرز به في جميع أنحاء العالم كشهادة لجميع الناس.

هل هذه الثورة تختلف عن مئات الخطط الأخرى التي نشأت على مر القرون؟ نؤمن أن الجواب هو “نعم” (اقرأ هذه المقالة: https://www.dropbox.com/s/pz336f9jn9fq167/12%20-%20Dubois%20-%20Finding%20My%20Tribe.pdf?dl=0). نحن مجتمع علاقات نشأ من القاعدة الشعبية للحركات نفسها، مفتونون بنفس الرؤية ومستعدون للعمل معًا لتحقيق ذلك. يمكن أن تكون الرؤية 24: 14 ذروة هذه الجهود التاريخية والحالية من خلال مساعدة الارتباطات على الوصول إلى أهدافها بالكامل.

سيكون هناك جيل أخير. وسيتميز بالانتشار العالمي للملكوت، وسيتقدم أمام المعارضة العالمية. نشعر بشكل غريب أن جيلنا هو مثل الجيل الذي وصفه يسوع في متى 24.

يمكننا أن نرى نهاية حرب روحية دامت 2000 عام. هزيمة العدو في تلوح في الأفق. “لا مكان باقٍ حيث لم يُسمع عن يسوع” هو أمر يلوح في الأفق (رومية 15: 23). يطلب منا الله دفع الثمن والتضحية بعمق لنكون الجيل الذي ينهي متى 24: 14. هل انت معنا؟

تم تحريره وتلخيصه من مقال نُشر في الأصل في عدد يناير- فبراير 2018 من مجلّة Mission Frontiers، www.missionfrontiers.org،، الصفحات 7-12، النسخة الكاملة نشرت على الصفحات 122-126 من كتاب 24: 14 – شهادة لجميع الشعوب، متاح على 24: 14 أو على أمازون.

التصنيفات
حول الحركات

مبادئ واستراتيجيات تغطية يسوع: قابلية النقل والتكرار

مبادئ واستراتيجيات تغطية يسوع: قابلية النقل والتكرار

بقلم شودانكا جونسون – 

تم تحريره من شريط فيديو للجمعية العالمية للرعاة لخدمة إنهاء المأمورية

(Global Assembly of Pastors for Finishing the Task

أنا رئيس فريق إرساليات الحصاد الجديد العالمية، ومقرها في سيراليون، غرب إفريقيا. أنا في تواصل أيضًا مع خدمة الأجيال الجديدة، وأنا أقوم بتداريب على الصعيد العالمي من أجل خدمة الأجيال الجديدة، ومقرها في الولايات المتحدة. لقد شاركت في عمال حركات صنع التلاميذ DMM وزرع الكنائس طوال حياتي كبالغ، وأنا شاكر للرب على تلك الفرصة والتجربة.

أود أن أشارككم حول مبادئ واستراتيجيات تغطية يسوع: قابلية النقل والتكرار. باتباع استراتيجيات تغطية يسوع القابلة للتحوّل والتكرار، يمكن للكنائس الأصلية إعادة إنتاج حركات متعددة. طبق يسوع بعض الاستراتيجيات والمبادئ الأساسية خلال خدمته. إن معرفة هذه الأشياء سيساعدنا بشكل كبير في طاعة الإرسالية العظمى والوصول إلى مجموعات الناس الذين لم يتم الوصول إليهم حول العالم.

عندما دخل يسوع إلى ميدان إرساليته، كانت لديه مهمة فوضها له أباه. كانت النهاية في تفكيره حتى قبل البداية. لقد فكر بشكل استراتيجي حول مبادئ واستراتيجيات التغطية القابلة للتكرار بسهولة. وكان من بين هذه المبادئ والاستراتيجيات رؤية عن الملكوت والحصاد. عن رؤية الملكوت، فقد قال: “تُوبُوا لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ” (متى 4: 17). كان ملكوت السماوات مهمًا جدًا في خدمة يسوع. أراد أن يفهم تلاميذه بوضوح ما هو الملكوت، لذلك تحدث كثيرًا عنه.

لم تكن هذه مهمة طائفية. لم تكن هي مهمة الكنيسة. كانت مهمة الملكوت. لذلك أعلن يسوع بوضوح عن مبادئ الملكوت. إذا أردنا رؤية حركات متعددة تحدث بين مجموعات الناس الذين لم يتم الوصول إليهم، فعلينا أن نعلِّم ونرشد ونكرز بوضوح عن الملكوت. يجب أن ندع الناس يفهمون ما هو الملكوت. إن فهم رؤية الملكوت يجعل الخدمة بسيطة. يحتاج الناس إلى معرفة أن دافعهم للقيام بالخدة ليس الحصول على المال. لا يتعلق الأمر أيضًا المناصب. كل شيء هو يدور حول ملكوت الله. لذلك نحن بحاجة إلى تعليم الملكوت بوضوح شديد.

تحدث يسوع أيضًا عن الحصاد. فقد قال: “الْحَصَادُ كَثِيرٌ وَلكِنَّ الْفَعَلَةَ قَلِيلُونَ. فَاطْلُبُوا مِنْ رَبِّ الْحَصَادِ أَنْ يُرْسِلَ فَعَلَةً إِلَى حَصَادِهِ” (متى 9: 37-38). إذا أردنا أن نصل إلى مجموعات الناس الذين لم يتم الوصول إليهم، فنحن بحاجة إلى فهم وتقديم الملكوت والحصاد بوضوح. نحن بحاجة إلى نبصم رؤية الملكوت والحصاد في قلوب الناس الذين نعلمهم وندربهم. سيساعدنا هذا في تجنب التجربة والمصايد التي يقع فيها كثير من الناس. أشياء مثل، ” طائفتي هي كل شيء”، ” كنيستي هي كل شيء” “مملكتي هي كل شيء”. الملكوت والحصاد هما كل شيء في الحقيقة!

كان المبدأ الموالي الذي أعلنه يسوع هو الصلاة الوفيرة. كانت الصلاة شديدة الأهمية في خدمة يسوع. كان يعلّم أن الصلاة هي المحرك الذي تعمل عليه الحركات. بدون كثرة الصلاة، وثقافة الصلاة، تكون الكنيسة وكأنها فقط تتنزّه. لقد قام المسيح بنفسه بالصلاة كثيرا، حتى قبل أن يبدأ خدمته (لوقا 4: 1-2). صلّى قبل أن يختار تلاميذه الاثني عشر (لوقا 12: 6-13). كما صلّى كل يوم قبل أن يبدأ يومه (مرقس 1: 35). وكان يصلي كثيرًا (لوقا 5: 16). كما أن يسوع قد علّم تلاميذه كيف يصلّون (لوقا 11: 1-4). كان يسوع رجل صلاة. صلّى قبل أن يقيم لعازر من الموت. صلّى من أجل تلاميذه في يوحنا 17: 1-25. صلّى قبل أن يصنع المعجزات. حتى أنه طلب من تلاميذه الصلاة من أجل أعدائهم (متى 5: 44). صلّى ثلاث مرات عندما كان يواجه الموت. كانت كلمته الأولى على الصليب صلاة وآخر كلمة على الصليب كانت صلاة.

كان رجل صلاة. كانت الصلاة مبدأ تغطية قوي ليسوع. يمكن نقله واستنساخه بسهولة في أي ثقافة؛ يمكن أن ينتج كنائس متعددة في أي مجتمع. يحتاج شعب الله إلى قضاء وقت في الصلاة والصوم. يجب علينا تدريب وتعليم تلاميذنا على الصلاة. يجب أن ننقل هذه الرسالة إلى تلاميذنا: أن نصلي ونصوم كما فعل يسوع. على الرغم من أنه كان الله في الجسد، فقد صلى قبل أن يبدأ خدمته. إذا صلّى يسوع كثيرًا، فعلينا أيضًا أن نصلي كثيرًا. إذا كنا نأمل في رؤية أي نجاح بين مجموعات الناس الذين لم يتم الوصول إليهم، فنحن بحاجة إلى خدمة صلاة. نحن بحاجة إلى تلاميذ صلاة. بينما نستمر في الصلاة وندرّب التلاميذ على الصوم والصلاة، يمكننا أن نأمل في رؤية حركات متعددة. تذكر أن الصلاة هي محرك الحركات. مثلما كان لدى يسوع رؤية واضحة للملكوت والحصاد، كانت لديه أيضا رؤية لصلاة كثيرة.

من مبادئ التغطية الأخرى التي كانت لدى يسوع هو مبدأ الناس العاديين. يسوع قام بتقوية الناس، وقام بتقوية كل مؤمن. هكذا تصبح الخدمة قابلة للتطوير والتكرار: من خلال الناس العاديين. عندما نقرأ متى 4: 18، ومتى 10: 2-4، وأعمال الرسل 4: 13، نرى كيف ركز يسوع على الناس العاديين. كان الناس العاديون هم خطة يسوع الرئيسية وخطته الوحيدة. لا يزالون هم خطة يسوع الرئيسية والخطة الوحيدة. الناس العاديون سوف ينجزون المهمة. عندما نقوم بتدريب الناس وتلمذهم، نحتاج إلى التركيز على البحث عن الأشخاص العاديين. هذا أمر قابل للنقل والتكرار. أينما تذهب حول العالم، يمكنك أن تجد أشخاصًا عاديين. لدينا أعداد هائلة من الناس العاديين يجلسون في المقاعد.

عرف يسوع أنه لا يبحث عن محترفين. كان يبحث عن أناس عاديين. عندما ننظر إلى جميع الأشخاص الذين كانوا قريبين من يسوع، كان كل واحد منهم شخصًا عاديًا. وضع تركيزه على الناس العاديين. قام بإرشادهم وتدريبهم وتمكينهم لكي يصبحوا كما يريدهم. لذلك إذا كنا سنشهد حدوث حركات في جميع أنحاء العالم، إذا كنا نعتزم الوصول إلى مجموعات الناس الذين لم يتم الوصول إليهم، فلنفعل ذلك مع الأشخاص العاديين. أينما ذهبنا- في كل مجتمع، في كل ثقافة- ابحث عن الأشخاص العاديين، تمامًا كما فعل يسوع. كان مبدأ التغطية واستراتيجية الأشخاص العاديين مفتاحًا لخدمة يسوع، ويمكن أن ينتِج حركات متعددة حول العالم.

كان مبدأ التغطية الموالي الذي تحدث عنه يسوع هو صنع التلاميذ الذين يصنعون تلاميذ. قال يسوع، “فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ … وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ.” (متى 28: 19-20). قال يسوع لتلاميذه بوضوح شديد: كان يجب أن يذهبوا إلى العالم. أرادهم أن يذهبوا! لكن عندما تذهب، ما هو الشيء الرئيسي؟ ما هي الاستراتيجية الرئيسية؟ أثناء ذهابك، اصنع تلاميذًا. إن صنع التلاميذ هو مفتاح أساسي لاستراتيجيات التغطية ومبادئ يسوع. لم يكن مهتمًا بالراحة؛ كان مهتمًا بالتلاميذ. لأنه كان يعلم أن صنع التلاميذ هو أمر قابل للنقل والتكرار. سيقود التلاميذ الذين يتلمذون إلى حركات متعددة أثناء طاعتهم. لم يكن يريد فقط تلاميذ على أساس المعرفة. أراد التلمذة القائمة على الطاعة. لهذا كتب بولس إلى تيموثاوس: “وَمَا سَمِعْتَهُ مِنِّي بِشُهُودٍ كَثِيرِينَ، أَوْدِعْهُ أُنَاسًا أُمَنَاءَ، يَكُونُونَ أَكْفَاءً أَنْ يُعَلِّمُوا آخَرِينَ أَيْضًا.” (2 تيموثاوس 2: 2). أريد التركيز على ما كتبه بول إلى تيموثاوس: التعاليم التي تلقيتها، والتدريب الذي أعطيتك إياه، والتوجيه الذي أعطيتك إياه- من المهم جدًا أن تسمعه مني أمام شهود عندما كنت أقوم بتدريبك. تحتاج الآن إلى أن تستثمر في تلاميذ يتلمذون. أنت أيضًا اذهب واصنع تلاميذ أمناء الذين سيقومون بعد ذلك بتجهيز آخرين أيضا. هذا هو التوجيه والتدريب متعدد الأجيال الذي قدمه بولس إلى تيموثاوس، الذي بدوره أودعه في مسؤولية تلاميذ أمناء آخرين. صنع يسوع تلاميذ الطاعة: إذا أردنا أي فرصة لرؤية حركات متعددة، فنحن بحاجة إلى التعليم والوعظ والتدريب ووضع مثال الطاعة النموذجي- بنفس الطريقة التي اتبعها وعلّمها يسوع لتلاميذه.

كان المبدأ الموالي هو شخص السلام، كما نرى في متى 10: 11-14. عندما أرسل يسوع تلاميذه، قال لهم: “ وَأَيَّةُ مَدِينَةٍ أَوْ قَرْيَةٍ دَخَلْتُمُوهَا فَافْحَصُوا مَنْ فِيهَا مُسْتَحِقٌ، وَأَقِيمُوا هُنَاكَ حَتَّى تَخْرُجُوا. وَحِينَ تَدْخُلُونَ الْبَيْتَ سَلِّمُوا عَلَيْهِ، فَإِنْ كَانَ الْبَيْتُ مُسْتَحِقًّا فَلْيَأْتِ سَلاَمُكُمْ عَلَيْهِ، وَلكِنْ إِنْ لَمْ يَكُنْ مُسْتَحِقًّا فَلْيَرْجعْ سَلاَمُكُمْ إِلَيْكُمْ. وَمَنْ لاَ يَقْبَلُكُمْ وَلاَ يَسْمَعُ كَلاَمَكُمْ فَاخْرُجُوا خَارِجًا مِنْ ذلِكَ الْبَيْتِ أَوْ مِنْ تِلْكَ الْمَدِينَةِ، وَانْفُضُوا غُبَارَ أَرْجُلِكُمْ”. قال لهم: “اذهبوا وابحثوا عن شخص مستحق”. نحن نسمي هذا شخص سلام: شخص أعده الله أمامك في المجتمع. شخص السلام هو الجسر في المجتمع. شخص السلام هو الشخص المؤثر الذي يرغب في استقبالك والاستماع إلى رسالتك، ويصبح في معظم الأحيان من أتباع يسوع المسيح. كان يسوع يعلم جيدًا أن حركته ستكون حركة من الناس الذين هم مسبقا داخل الثقافة. مبدأ شخص السلام يتجاوز كل الحواجز والروتين الثقافي والديني الذي لدينا اليوم. إذا أردنا أن نرى حركات تنشأ بين مجموعات الناس الذين لم يتم الوصول إليهم، فنحن بحاجة إلى تطبيق مبدأ شخص السلام. هذا الأمر هو أقل تكلفة. إنه أيضًا سهل جدًا. لأنه عندما يكون لديك شخص من داخل الثقافة، فلن يحتاجوا للذهاب وتعلم كل اللغات. إنهم يعرفون اللغات مسبقًا. لا تحتاج إلى إنفاق الكثير على الذين من الداخل. لأن هذه هي ثقافتهم مسبقًا، لديهم شغف. فهم يعرفون المنطقة ويفهمون الثقافة والأفكار ويمكنهم الارتباط بها بسهولة. الذي هو من الداخل لديه مسبقًا علاقات داخل الثقافة. لهذا السبب ربط يسوع البشارة بمبدأ واستراتيجية شخص السلام. هذا أمر قابل للنقل والتكرار في أي ثقافة.

مبدأ آخر من مبادئ تغطية يسوع هو مبدأ الروح القدس، كما نرى في يوحنا 14: 26؛ 20: 22 وأعمال الرسل 1: 8. أكد يسوع على الروح القدس. يلعب الروح القدس دورًا مهمًا في الحركات المستدامة التي تحدث في جميع أنحاء العالم. الروح القدس هو مصدر الماء الحي في حياة التلاميذ وصانعي التلاميذ، كما وعدنا يسوع في يوحنا 7: 37-38. الروح القدس هو المعين والمعلم في عمليات حركات صنع التلاميذ. نقرأ في يوحنا 14: 26؛ 16: 14-15، 32 أن الروح القدس هو القوة الساكنة فينا التي تقوّينا لنكون شهودًا للملكوت. في أعمال الرسل 1: 8 قال يسوع لتلاميذه: “لا تتركوا أورشليم حتى تأخذوا قوة الروح القدس، وحينئذ تكونون لي شهودًا”. قام الروح القدس بمعجزات غير عادية وشجّع حتى أكثر التلاميذ خجلًا، كما نرى في أعمال الرسل 4: 18-20؛ 9: 17. حتى الأشخاص الأقل احتمالاً أن يفتحوا الأبواب يمكن للروح القدس أن يستخدمهم للتكاثر السريع. في أعمال الرسل 10: 44-48 نرى أن الروح القدس ليس فقط من أجل الناس في الماضي؛ إنه لنا جميعًا اليوم أيضًا. لن نرى أبدًا عمليات صنع تلاميذ مستدامة بدون قوة الروح القدس المستمرة. أكد يسوع مبدأ التغطية هذا لأنه كان يعلم أن موقعك حول العالم لا يهم حقًا. يمكن للروح القدس أن يصل إليك أينما كنت. هذا المبدأ قابل للنقل. يمكنك اخذه الي اي مكان. يمكنك إعادة تكراره في أي مكان. إذا أردنا أن نرى هذا العمل يحدث، فنحن بحاجة إلى القيام به على طريقة يسوع. الروح القدس أساسي لهذا العمل. إنه مهم لكل كنيسة محلية وكل تلميذ وكل صانع تلاميذ.

المبدأ الموالي هو بساطة الكلمة. في متى 11: 28-30 ولوقا 4: 32 نرى أن يسوع لم يكن مفتوحا فقط في شخصيته؛ كان أيضًا بسيطًا في تعليمه. أحبّت الجماهير تعليمه بسبب بساطته. يسوع يجعل الأمور المعقدة بسيطة ويجعل الأشياء البسيطة أكثر بساطة. إذا أردنا أن نرى إنجازًا بين مجموعات الناس الذي لم يتم الوصول إليهم، فنحن بحاجة إلى اتباع مبدأ التغطية القابل للنقل الخاص بيسوع: جعل الأمور بسيطة للغاية.

كان مبدأ التغطية الموالي الذي استخدمه يسوع هو خدمة الوصول، أو ما يسميه البعض خدمة الرحمة. نرى ذلك في متى 9: 35؛ 14: 17؛ لوقا 9: 11؛ 11: 1 مرقس 6: 39-44. استخدم يسوع الشفاء كخدمة للوصول في متى 9: 35. في لوقا 9: 11، استخدم يسوع الشفاء مرة أخرى كخدمة للوصول. كما استخدم الطعام كخدمة وصول (خدمة الرحمة). يجب أن نتعلم من يسوع ونمسك كل ما باركنا به الله بيد مفتوحة من أجل العطاء، لكي يتقدم الملكوت.

كان المبدأ الموالي الذي استخدمه يسوع هو طلبه من تلاميذه أن يعتمدوا على الله في الموارد (متى 10: 9-10؛ مزمور 50: 10-12). يجب على كل واحد منا أن يتبنى مبدأ التغطية هذا. إنه قابل للنقل والتكرار. وإذا اعتمدناه فسوف يقودنا إلى الحركات. كانت رسالة يسوع واضحة جدًا: “اذهبوا بدون أي شيء واعتمدوا على الله في الموارد.” نحن نعلم أن الله قد دعم خدمته في الماضي، وسوف يدعم خدمته دائمًا في المستقبل إذا تم ذلك على طريقته. لا يمكن للكنيسة العالمية بأي حال من الأحوال إفلاس إله عالمي. موارده غير محدودة. يمكننا الاعتماد على الله في موارده. عندما نصرخ إليه، فسوف يعطينا ما نحتاجه من موارد. عرف يسوع أننا إذا طبقنا هذا المبدأ، فسنرى انفجارًا في الخدمة. سنرى التضاعف والتكاثر. هذا أمل قابل للنقل- في أي ثقافة، بين أي كنيسة محلية. إذا فعلنا ذلك بالطريقة التي فعلها يسوع، فيمكننا الرجوع إلى ما رأيناه في أعمال الرسل. ما حدث في الأيام الأولى للكنيسة يمكن أن يبدأ في الحدوث مرة أخرى في كنائسنا. وبالتأكيد يمكن أن يبدأ في الحدوث بين مجموعات الناس الذين لم يتم الوصول إليهم. ولكن إذا لم نفعل ذلك بطريقة يسوع، فإننا بذلك نضيع وقتنا. هذا هو عمل الله، لذلك إذا أردنا النجاح، علينا أن نفعل ذلك بطريقة يسوع. هذا هو مبدأ تغطيته. إنها خطته ولن يغيرها من أجل أي شخص.

في الخلاصة، أود أن أذكرك مرة أخرى برؤية يسوع للحصاد والملكوت. عن الصلاة الوفيرة. عن الناس العاديين. أريد أن أذكرك بمبادئ التغطية هذه: صنع التلاميذ الذين يصنعون تلاميذ، وشخص السلام. أريد أيضًا أن أذكرك بمبدأ تغطية الروح القدس وبساطة الكلمة. ولا تنسوا الخدمة الوصول (خدمة الرحمة) والاعتماد على الله في الموارد. نحن بحاجة إلى الاحتفاظ بكل هذا في أذهاننا.

أؤكد لك أنه عندما نقوم بالأشياء على طريقة الله، فإنه دائمًا ما يكون أمينًا، كما كان دائمًا أمينًا في الماضي. العالم يتغير وسيستمر في التغيّر، لكن إلهنا لن يتغير أبدًا. لن تجعل أبدًا الله يفلس بطلب أي شيء منه في الصلاة. أعتقد أن الله يمكن أن يستخدمك لأشياء عظيمة في رؤية الحركات. فلنصلّي إلى رب الحصاد أنلكي يرسل خدّامًا إلى حقل الحصاد. دعونا نصلّي أيضًا أنه أينما ذهب الناس حاملين الإنجيل، سيكون الباب مفتوحًا أمامهم. أنهم سيكونون قادرين على إيصال هذا الإنجيل إلى الناس الضائعين الذين يُحتضرون. لنتضرّع أيضًا إلى الله من أجل موارد العمل. دعونا نصلّي من أجل أهل السلام – أن يفتح الله الأبواب ويُظهر أشخاص السلام.

استراتيجيات التغطية هذه قابلة للنقل والتكرار في أي ثقافة. يمكن للكنائس المحلية الأصلية استخدامها للوصول إلى حركات تغطية متعددة. هذه ليست نظرية. هذا ما عشتُ من أجله، وما أخدم من أجله وما سأموت من أجله (إذا لزم الأمر). أريد تشجيعنا جميعًا على أنه يمكن القيام بكل هذا. ضع هذه الأشياء في قلبك وصلّي من أجلها. يمكن أن يكون الأمر صعبا في البداية. لكن ثق أن الله سيمنحك النجاح. لقد فعل ذلك من أجلنا عندما رأينا كنائس متعددة في كل مكان. يمكن أن يحدث نفس الشيء معك. لذلك أشجعك على أن تكون قويًا. آمين.

التصنيفات
حول الحركات

إطلاق الحركات بين البوذيين:

إطلاق الحركات بين البوذيين:

 دراسة حالات لأفضل الممارسات

– بقلم ستيف بارلاتو – 

تم تحريره من شريط فيديو للجمعية العالمية للرعاة لخدمة إنهاء المأمورية

(Global Assembly of Pastors for Finishing the Task)

الجزء الثاني: أدوات ومقاربات مثمرة

للتحدث عن النظرة البوذية للعالم، هذا الفهم المختلف تمامًا للواقع، طورت أنا وآخرون بعض الأدوات. هذه الأدوات تنقل الإنجيل، وتضع الرسالة في سياقها، بطريقة تجذب المزيد من الانتباه بين البوذيين. إحدى هذه الأدوات هي “من الخلق إلى الدينونة”. الأداة الثانية هي ما سأسميه “الحقائق النبيلة الأربع ليسوع”. تم تطوير هذه الأداة في ميانمار من قبل مؤمن ذي خلفية بوذية ومغترب يتصارعان معًا حقًا مع معنى الإنجيل والمعنى الذي يجب توصيله إلى شعوب بامار البوذية المحلية. شهدت “الحقائق النبيلة الأربع ليسوع” الكثير من الاهتمام: كثير من المؤمنين من خلفية لبوذية يأتون إلى الإيمان. ثم بعد ذلك تم استخدام الأداة إلى تايلاند وكمبوديا. لقد رأينا بعض الاهتمام في كمبوديا، ولكن ليس بنفس القدر في تايلاند، (جزئيًا لأنه لم يستخدمها الكثير من الناس). لم يتم استخدامها على نطاق واسع في تايلاند لرؤية تأثيرها حقًا. لكن في تجربتي الخاصة في السياق التايلاندي، فإن العديد من البوذيين الذين تحدثت معهم لم يعرفوا المصطلحات. لم يكونوا على دراية بالمقارنات التي يتم التطرق إليها باستخدام الأداة. بصفتي مُرسلًا بدأت أشرح لهم المفاهيم البوذية التي لم يكونوا على دراية بها على الإطلاق.

في سياق ميانمار، يبدو أن الشخص العادي هو على دراية كبيرة بهذه المصطلحات ويمكن تكوين فهم فوري. في الحقائق النبيلة الأربع عن بوذا، يمكن للمسيحيين أن يتفقوا تمامًا على أن الحياة مليئة بالمعاناة. وهي ليست مليئة بالمعاناة فحسب، بل نعرف بالضبط من أين أتت تلك المعاناة. يمكنك اقتباس أشياء من الفصول الثلاثة الأولى في سفر التكوين. نحن نتفق تماما على أنه توجد thunha (الرغبة). نرى الجسد- الطبيعة الشريرة داخل البشر- يتّحد ويخلّق مجتمعات محطمة: مليئة بالمعاناة وتخلق المعاناة. لذا فإن المعاناة تأتي من الخطيئة والعصيان، وانكسار العلاقة مع خالقنا. يمكننا أن نلاحظ نفس الشيء بأن الحياة مليئة بالخطيئة وأن أصولها مرغوبة للغاية. أخيرًا، يوجد مكان بدون معاناة. يسمونه نيرفانا، ونحن نسميه ملكوت الله.

إذا كنت تستخدم كلمة الجنة أو السماء، فستواجه على الفور مشكلة في التواصل. البوذيون لديهم سبعة مستويات من الجنة، لذا فهم لا يحتاجون إلى جنة مسيحية؛ لديهم جنّة مسبقًا. ما نعنيه بالجنة هو شيء خارج النظرة البوذية للعالم تمامًا. إنه التحرر من الكارما: خطيتك، الكارما وآثارها. الأخبار السار في يسوع هو أنه يمكنك التحرر من خطيئتك والكارما الخاصة بك والتمتع بالحياة الأبدية معه. النقطة الرابعة من الحقائق النبيلة الأربع هي أنك تحصل على الخلاص من خلال التنفيذ الكامل للطريق الثماني. في المسيحية، لدينا طريق واحد فقط: اتبع يسوع. المسيح هو الطريق والحق والحياة؛ لا أحد يأتي إلى الآب إلا باتباعه. الباب ضيّق والطريق الذي يؤدي إلى الحياة طويل. ذلك الباب وهذا الطريق الطويل هو يسوع. إذن لدينا طريق واحد وليس ثمانية.

الأداة الأخرى، “من الخلق إلى الدينونة”، رأيت شخصيًا أنها فعالة جدًا في توصيل المعنى للبوذيين. لقد قمت بتدريب مئات من الناس على استخدام الأداة، وقاموا بدورهم بتدريب آخرين. وقد أبلغ الكثير منهم عن نجاح في استخدام تفسير طريقة “من الخلق إلى الدينونة”. في تايلاند، يستغرق إخبار أداة من الخلق إلى الدينونة حوالي ثلاث دقائق ونصف وهي كما يلي:

“في البدء خلق الله السماوات وخلق الأرض. وخلق ملائكة في السماء: الكثير والكثير من الملائكة الذين كانوا هناك لخدمة الله وعبادته. على الأرض، صنع الناس. جعل الرجل والمرأة على شبهه لكي يكونا معه. وكانت هناك علاقة وثيقة بين الله والإنسان في شكل عائلة رائعة. كل شيء صنعه الله كان جيدًا جدًّا. لكن حدثت مشكلة. في السماء، تمرد ملاك وجماعة من أتباعه على الله. أرادوا أن يكونوا مثل الله، لذلك طردهم الله من السماء إلى الأرض، مما أدى إلى مشكلة أخرى. الناس الذين خلقهم الله لم يطيعوا الله، لذلك انكسرت العلاقة العائلية الوثيقة بين الله والبشرية. في تلك المرحلة، دخل الموت إلى العالم. دخلت المعاناة إلى العالم واستمرت إلى يومنا هذا. كل شيء كان في حالة فوضى رهيبة. لكن الله الذي يحب الناس لم يترك الأمور على هذا الحال. لقد وعد بأنه سيكون هناك مخلص، معين سيأتي ويعيد العلاقة بين الناس والله. ذلك المعين، المُخلِّص، هو يسوع. عاش يسوع حياة كاملة. لم يخطئ قط. كان لديه القدرة على شفاء المرض، ومساعدة العمي لكي يروا، ومساعدة الصم على السمع. إذا كان هناك ناس بهم شياطين، فهو كان قادرًا على طرد الشياطين منهم. حتى أنه أعاد إلى الحياة أشخاصًا قد ماتوا. ولكن على الرغم من حياته المثالية، فقد شعر القادة الدينيون في أيام يسوع بالغيرة ووضعوا خطة لقتله، قتله بتعليقه فوق الصليب. قبضوا على يسوع وعلقّوه على الصليب. بعد موته أنزلوا جسده ووضعوه في قبر داخل كهف. نظر الله إلى تضحية يسوع وكان مسرورًا. لإظهار سعادته، أقام يسوع من بين الأموات في اليوم الثالث. يقول الكتاب المقدس أن كل من يتوب عن خطيئته ويضع إيمانه وثقته في هذا المعين يسوع، فسيكون قادرًا على التحرر من خطيئته- الكارما. سيتم منحه السلطان لكي يصير ابن الله ويعيش إلى الأبد. وسيقبل الروح القدس حتى يكون لديه القوة ليعيش حياة ترضي الله. بعد أن قام يسوع من الموت، أمضى حوالي 40 يومًا مع تلاميذه. ثم صعد ودخل السماء. لكن يسوع قال أنه سيعود. وعندما يعود، جميع الناس الذين عاشوا على الإطلاق، من جميع الأجيال، ومن كل الأماكن، سيقفون أمام كرسي دينونة الله. سيتقدم كل شخص، واحدًا تلو الآخر، لتحسب أعمالهم، الخير والشر الذي فعلوه. أولئك الذين وضعوا إيمانهم وثقتهم بيسوع سيعيشون معه إلى الأبد في ملكوته. وأما أولئك الذين لم يضعوا إيمانهم وثقتهم بيسوع سوف ينفصلون عنه إلى الأبد. [اسم الشخص] أنا فرد من عائلة الله والله يحبك ويريدك أن تكون فردًا في عائلته أيضا. هل هذا شيء تريد أن تقبله اليوم؟”

في الممارسة الفعلية في الحقل، نشارك هذه الأداة مع العديد والعديد من الأشخاص. نحن تقريبا لا ننهي مشاركة القصة. يوقفنا الناس ويطرحون أسئلة. يريدون تفسيرا: ماذا تعني بهذا؟ هل الأمر فعلًا هكذا؟ كيف يكون هذا الأمر؟ من المهم دائمًا التوقف والتعامل مع أسئلتهم. إذا استغرق الأمر نصف ساعة أو ساعتين لإنهاء الأمر برمته، فهذه علامة رائعة.

هاتان الأداتان- “الحقائق النبيلة الأربع ليسوع” و “من الخلق إلى الدينونة” – هما أداتان داخل السياق الثقافي تساعدان في إيصال الرسالة. اتبعت الكنيسة في العالم البوذي بشكل أساسي الممارسات الغربية وأنشأت هياكل كنسية غربية للغاية في شكلها. أينما كانت زراعة الكنائس مثمرة في العالم البوذي، سترى أنه كان هناك مستوى جيّد من التوفيق داخل السياق الثقافي. قد نستخدم شيئًا بسيطًا، مثل جرس جيزي في ميانمار لإرسال صلواتنا إلى الجنة، أو بعض المصطلحات المحلية لقول “آمين”. هذه الأشياء تساعد. استخدام الموسيقى المحلية واستخدام قصص الكتاب المقدس الشفوية للمتعلمين الشفويين الذين يفضلونها: هذه عناصر مهمة حقًا عن كيفية نقوم بالكنيسة معًا، بحيث تبدو الكنيسة مألوفة وطبيعية بقدر الإمكان في تلك البيئة الثقافية. إن ابتكار هياكل كنسية تتناسب مع محيط محلي هو محادثة يجب إجراؤها مع مؤمنين من خلفية بوذية من تلك الثقافة. وهم يتصارعون مع الكتاب المقدس، فهم ربما بمساعدة شخص خارجي أو مبشر خارجي، يمكنهم أن يبتكروا هذه الأشكال.

عالمنا، ثقافاتنا، في تغير هائل. لا توجد ثقافة ثابتة، لذا فإن إنشاء هياكل كنسية محلية أصلية لا يعني الحفاظ على صورة ما للتاريخ الماضي أو بعض أشكال الموسيقى القديمة المثالية. في كل هذه البلدان البوذية، يذهبون إلى أنواع مختلفة من الموسيقى، لذا فأنت تلتحم في الأشكال التي لها معنى اليوم. بهذه الطريقة لا تدمر أشكال الكنيسة هوية الناس في عرقهم أو جنسيتهم. يمكن أن يكونوا مسيحيين بالكامل في سياقهم الوطني. يحتاج المؤمنون المحليون ذوو الخلفية البوذية إلى التفكير بشكل نقدي في الأشكال والمصطلحات الفعلية التي يتم استخدامها. إنهم بحاجة إلى التفكير مليًا، حتى لا ينظروا فقط إلى الكنائس الموجودة ويقولون، “حسنا، إنهم يفعلون ذلك بهذه الطريقة؛ يجب علينا ذان نقوم بذلك بهذه الطريقة”. أو “لقد رأيتُ هذا على الأنترنت؛ علينا أن نفعل ذلك بهذه الطريقة “.

يتمثل الدور العظيم والمفيد للخدّام الخارجيين في مساعدة المؤمنين من الخلفية البوذية المحلية على التفكير مليًا فيما يوصلونه للأخرين وأن لا يدخلوا شكلاً غربيًا عن غير قصد. كان أدونيرام جودسون مبشرًا مثمرًا وسط البوذيين في ميانمار. نرى في مذكراته بعض الأمور التي ميزته وميزت خدمته وثمارها. أولاً، كان لديه شغف بالضائعين. اشتهر بترجمة الكتاب المقدس إلى البورمية، وهذه إحدى الثمار الرئيسية لحياته في الخدمة. لكنه كانت مشكلة كبيرة بالنسبة له ألا يخرج لكي يوصل رسالة المسيح إلى الضائعين، وأن يقوم فقط بترجمة الكتاب المقدس. لكنه قبل الأمر على أنه دعوته وقام بترجمة الكتاب المقدس. ومع ذلك فقد تم وصفه بأنه شخص لديه شغف بالضائعين. أراد أن يسمع الجميع. كانت لديه رؤية لجميع البوذيين في جميع أنحاء البلاد لكي يعرفوا المسيح. كانت رؤية “لا مكان باقٍ” في قلبه وروحه.

كما سمح للسكان المحليين بالقيادة في وقت مبكر جدًا. سمح بتعيين قادة الكنيسة، فنشأ قادة جدد للكنيسة، ليقوموا بالمعموديات ثم قيادة اجتماعات الكنسية. كان لديه نظام فعال للسماح للسكان المحليين بالقيادة في كنائسهم. كان لديه أيضًا رؤية لتلمذة عائلات بأكملها. يمكنك أن ترى في مذكراته: جمع عائلات بأكملها معًا، حيث عيّن قائدًا رئيسيًا في الأسرة، القائد الذي لمسه الله. من خلال هذا الشخص، كانوا يجمعون عائلاتهم معًا ويتحدثون مطولًا ليكرزوا بالإنجيل.

أخيرًا، أعتقد أن بعض موضوعات الحرب الروحية هي فريدة من نوعها في العالم البوذي. أول ما واجهته أنا والآخرون هو سوء الفهم. في كثير من الأحيان عندما يشرح أحد أعضاء الفريق شيئًا ما لعضو آخر في الفريق، يسمع عضو الفريق الذي يستمع شيئًا مختلفًا تمامًا، حتى عكس ما قاله أو قصده. لقد لاحظت صراعًا عائليًا عندما ندخل في موقف بوذي، على عكس ما رأيناه عندما كنا نعمل مع الأرواحيّين أو في أجزاء أخرى من العالم. يبدو أن هناك حاجزًا تقريبًا شيطانية يمنع التواصل الجيد. تحدثنا عن ذلك مع فشل في وضع الرسالة في سياقها، ولكن حتى عندما يتم إيصال الرسالة بوضوح، يكون هناك حاجز من نوع ما- يكاد يكون بمثابة حاجز أمام سماع ما يقال. الفكرة الثانية التي لاحظناها هي أن الكثير من الخدّام عابري الثقافات لديهم كوابيس مروعة: كوابيس عن الموت العنيف. يبدو أن هناك روح الموت يتبع أولئك الذين يأخذون الإنجيل إلى البوذيين.

أدعو الله أن يجهزك بعض ما شاركتك إياه لإطلاق حركة صنع التلاميذ بشكل أفضل بين البوذيين، أينما كنت في هذا العالم. مهما كانت نسخة الطائفة، ومهما كان مزيج الفلسفات البوذية الموجود بين الأشخاص الذين تذهب إليهم، فقط اقبلهم كما هم. استخدم لغة المحبة العالمية لتجعلهم يفهمون تمامًا التحرير الحقيقي والحقيقة المطلقة التي في يسوع. لا تقدم نفسك أبدًا كرسول آخر لدين أخر. إيماننا هو الحقيقة المطلقة، يشرح كل الواقع، وكل مستقبلنا. إنه الرجاء النهائي لجميع الناس في كل مكان. لا يجب أبدًا أن تتأرجح أو تخجل.

أفهم أنه كان هناك تقدم ضئيل في العالم البوذي لأسباب مختلفة: هوة التفاهم الكبيرة، والاختلافات بين التعاليم البوذية والمسيحية، والفشل في وضع الرسالة في سياقها، والفشل في تأطير أساليبنا وأشكال الكنيسة لدينا، والفشل في اتباع مبادئ التكاثر الكتابي، ونقص الوعي حول بعض قضايا الحرب الروحية التي ينطوي عليها الوصول إلى البوذيين. بينما تمضي في رحلتك، قد تتمكن من إضافة أشياء أخرى لهذه الرسالة. أنا على ثقة من أنك ستفعل، وأنك ستبني على هذا الأساس الصغير المتواضع للوصول إلى البوذيين وجعله أفضل للجيل القادم. ليباركك الرب فيك ويبارك كل ما تفعله.

التصنيفات
حول الحركات

إطلاق الحركات بين البوذيين:

إطلاق الحركات بين البوذيين:

 دراسة حالات لأفضل الممارسات
– بقلم ستيف بارلاتو –

تم تحريره من شريط فيديو للجمعية العالمية للرعاة لخدمة إنهاء المأمورية

(Global Assembly of Pastors for Finishing the Task)

الجزء الأول: التاريخ والتحدي


وكالتي الإرساليةBEYOND ، هي جزء من شبكة عالمية تسمى 24: 14 والتي تسعى إلى تحفيز الحركات بين كل مجموعة ناس وفي كل مكان في العالم. أود أن أشارك معكم بعض المشاكل في تحفيز حركات صنع التلاميذ بين البوذيين. قرنان من الخدمة الإرسالية البروتستانتية لم تحقق سوى تقدم ضئيل وسط البوذيين. شهدت البوذية أقل استجابة لبشارة الإنجيل من أي دين عالمي رئيسي أخر. إذا كان قد تمت الاستجابة لمشاركة يسوع مع البوذيين بمثل هذا الرد الضئيل، فإن تحفيز حركات صنع التلاميذ بين البوذيين يبدو بعيد المنال. تنبثق وجهة نظري من جهودي الخاصة خلال 30 عامًا من خدمة صنع التلاميذ بين البوذيين، ومن دراسات حالات أخرين قاموا بنفس الخدمة أيضًا. آمل أن أتمكن من مساعدتك في أن تصبح مُجهّزًا بطريقة أفضل في صنع التلاميذ بين البوذيين وتحفيز حركات صنع التلاميذ.

كثير من البوذيين هم باحثون روحيون حقيقيون. فلماذا لا يقبل البوذيون حق يسوع؟ يمكنني أن أقدم لك خمسة أسباب على الأقل لبطء القبول.

أولاً، التعاليم البوذية والمسيحية هي مختلفة جدًا. ولا يوجد شيء يمكننا القيام به حيال ذلك.

السبب الثاني هو فشل من جانب المسيحيين في وضع الرسالة في السياق الثقافي. في كثير من الحالات، نكون قد فهمنا الكلمات بشكل صحيح، لكننا نكون قد فشلنا في إيصال المعنى.

ثالثًا، يميل المسيحيون إلى استخدام الأساليب الغربية ويقومون بزرع الكنائس على غرار البنية الغربية. بين شعوب جنوب شرق آسيا، هوية البوذيين هي مزروعة في عرقهم أو هويتهم الوطنية. على سبيل المثال، أن تكون “برماوي (من بورما)” يعني أن تكون بوذيًا؛ أن تكون تايلنديًا يعني أن تكون بوذيًا. هذا يجعل من الصعب بالنسبة للمؤمنين ذوي الخلفية البوذية أن يندمجوا في بنية الكنيسة الغربية في المقام الأول.

السبب الرابع هو الفشل في استخدام الممارسات الكتابية المعززة للحركات في التلمذة وزرع الكنائس.

أخيرًا، هناك بعض المشاكل المعينة للحرب الروحية في الوصول إلى البوذيين، ولم يكن العديد من الخدام العابرين للثقافات مستعدين تمامًا لهذه التحديات. باستثناء النقطة الأولى المتمثلة في الاختلاف الكبير بين التعاليم البوذية والمسيحية، يمكننا كرسل المسيح أن نفعل شيئًا حيال النقاط الأخرى.

التناقض بين التفكير البوذي والتفكير المسيحي

دعونا نلقي نظرة على التفكير البوذي ونرى كيف يختلف عن التفكير المسيحي. أولاً، بالنسبة للبوذي، لا يوجد إله. لا إله ستحاسَب أمامه، لا إله تسيء إليه. ولكن أيضا لا يوجد إله لتكون لك علاقة معه. لا يوجد مصدر إلهي لمساعدتك في رحلة الحياة. أنت وحدك تمامًا لتكون مستحقًا: لتفعل الخير أول تفعل الشر. الدين البوذي هو بالكامل رحلتك الشخصية من أجل التحرر. ثانيًا، يؤمن البوذيون بالكارما. الكارما تعني ببساطة الأفعال. مع أنه عندما يستخدم معظم الغربيين كلمة “كارما”، فإن ما يقصدونه في الواقع هو قانون الكارما. قانون الكارما هو ملخص لكل من تصرفات الفرد الجيدة والسيئة. قانون الكارما هو قوة غير شخصية تحدد مجرى حياة الشخص وكل الحياة المستقبلية.

الصعوبة الثالثة هي أن البوذية تختلط بسهولة مع معتقدات أخرى. حتى أنها تجلب معتقدات من ديانات أخرى تتعارض مع نظامها الإيماني الخاص، فتتشكل بوذية شعبية مختلطة. المسيحية لها عقيدة مكتوبة. الإيمان والممارسة المحددان كتابياً يتعارضان مع التوفيق بين الأديان.

الانتشار التاريخي للبوذية والتوفيق بين الأديان

كانت الهند هي مهد البوذية، منذ حوالي 2560 عامًا. ولكن لم يتم إرسال المبشرين البوذيين حول العالم إلا بعد ذلك بوقت طويل، في عهد الإمبراطور الهندي أشوكا (268 إلى 232 قبل الميلاد). يوضح انتشار البوذية كيف انسجمت مع المعتقدات الدينية القائمة.

ذهب المبشرون البوذيون إلى آسيا الوسطى: أماكن مثل باكستان وإيران حيث بدأوا نسخة من بوذية ماهايانا. في الوقت الحاضر، تبقى البوذية في هذه المنطقة فقط في الحفريات الأثرية. عندما دخلت البوذية الصين فقد انغمست في الفلسفة الطاوية وعبادة الأسلاف. المبشرون البوذيون الذين ذهبوا إلى سريلانكا بدأوا مدرسة ثيرافادا البوذية. كانت مدرسة ثيرافادا أول من كتبت تعاليم بوذا، حوالي عام 30 بعد الميلاد. بدأ أول معبد لمدرسة ثيرافادا في ميانمار في عام 228 قبل الميلاد. انتشرت مدرسة ثيرافادا من سريلانكا إلى تايلاند وكمبوديا ثم إلى لاوس. أخيرًا، أرسل أشوكا مبشرين بوذيين إلى نيبال، ثم ذهبوا بعد ذلك إلى بوتان والتبت ومنغوليا وحتى شعوب بوريات في سيبيريا. غرست البوذية نفسها في هذه المناطق مع الديانة البونية الأرواحي. نتج عن ذلك مدرسة فاجرايانا أو المدرسة التبتية البوذية.

مع انتشار البوذية بشكل تاريخي، فقد غطت كظل فوق الثقافة والفلسفة والدين الموجودين مسبقًا في عدة مناطق. مثل قطعة قماش، فقد تضمّنت الأرضية الفلسفية التي كانت موجودة عندما وصلت. كما في هذه الصورة، يمكنك أن تعرف أن هناك كرسيًا تحت القماش. ولأن البوذية تدمج بسهولة كل المعتقدات في نظامها، فمن الصعب على البوذيين قبول أي ادعاءات حصرية ثابتة عن المسيحية. 

إليكم مثال شخصي. لقد شاركت المسيح على مدى عامين مع شرطي تايلاندي كان صديقًا قريبًا لي. ذات يوم جاء إلي وقال، “مرحبًا ستيف، أنا مسيحي مثلك الآن.”

لكوني مرتاب قليلاً سألته، “ماذا تقصد بذلك؟”

أخرج قلادته المملوءة بالتمائم والتعويذات، وقال، “انظر، لقد ربطتُ الصليب هنا وهو الآن أحد تمائمي الروحية التي تحميني.”

لذا يمكنك أن ترى كم سهل أن يقول شخص بوذي: “نعم، أنا أؤمن بذلك”، لكن كل ما فعله حقًا هو دمج القليل من ما قلتَه داخل ما يؤمن به مسبقًا.

مشكلة الدفاعيات 

عندما كرز المبشرون المسيحيون لأول مرة للبوذيين، اتخذوا نهجًا دفاعيّا. هاجموا التناقضات المنطقية في النظام البوذي، على أمل ربح نفوس البوذيين إلى مجموعة حقائق أكثر تماسكًا و(كما قد يجادل البعض) وأكثر منطقية. على سبيل المثال، قد يجادل أحد المبشّرين: “أنتم البوذيين تؤمنون بالتناسخ ولكنكم تقولون أيضًا أن الناس هو لا شيء (أناتا). لذا، إذا كانت واقعي المطلق هو اللاشيء، فما الذي يتجسد في الحياة التالية؟” سيحاول المبشرون أن يجدوا ما يبدو وكأنه مغالطات منطقية في النظام، ثم يقدمون المسيح على أنه النظام الأفضل. لقد كان هذا إخفاقًا كبيرًا عبر التاريخ، ودائمًا ما أدى تقريبًا إلى نشوب صراعات.

ثغرة النظرة العالمية

في الستينيات، تم إجراء عدد من الحوارات بين الأديان بين البوذيين والمسيحيين في شيانغ ماي، تايلاند. كانت الكثير من تلك الحوارات عبارة عن عروض دفاعية. بعد تلك الحوارات البوذية المسيحية، كتب راهب تايلاندي مشهور جدًا كتابًا لشرح المسيحية للبوذيين. قال فيه أن الله هو الجهل (Avidya) وأن الله هو مصدر عالم المعاناة المحطم الذي وقعنا فيه. ومن الواضح جدًا، أنه حتى بعد الحوار بين اللاهوتيين المسيحيين والبوذيين، ظل سوء فهم واسع النطاق حول المفهوم الأكثر أساسية: من هو الله؟ وما هو مصدر المعاناة؟

النظرة البوذية للعالم

لذلك دعونا نلقي نظرة على نظرة البوذيين إلى العالم لفهم الاختلاف الشاسع بين التفكير البوذي والمسيحي. نظرة بوذية ثيرافادا تشتمل على سبعة مستويات من الجنة ومستويات مختلفة من الجحيم. هنا على الأرض، ولد غوتاما كأمير في القرن السادس قبل الميلاد وفي سن 29 ترك حياته المحمية في القصر ليذهب في رحلة بحثًا عن الحقيقة الروحية. لاحظ غوتاما أننا نعيش في عالم من المعاناة. على وجه التحديد، لاحظ أن الناس يولدون، ثم مع استمرار حياتهم يتقدمون في السن. لاحظ بعد ذلك أن الناس يمرضون. فهم يواجهون أنواعًا مختلفة من الأمراض، ثم يموتون مع استمرار حياتهم. لم يتوقف عند هذا الحد. وقال أيضًا إن الناس بعد موتهم يولدون في حياة أخرى. أي أنهم يتجسدون أو يتناسخون من جديد. هذا النظام بأكمله يسمى سامسارا. سامسارا تعني ببساطة الحركة المستمرة. يقع الناس في حلقة من الولادة، الشيخوخة، المرض، والموت. ثم بتناسخهم، يدورون ويدورون، في حركة مستمرة، مثل نفوس ضائعة تم ربطها في دائرة لا نهاية لها. لذلك قد تكون لديك حياة هنا على هذه الأرض وربما لا تسير الأمور على ما يرام. وتم اكتشاف أنك تمارس الزنى لذا عليك النزول إلى جهنّم، جهنّم تم إعدادها خصيصًا للزناة. ربما تسير الأمور على ما يرام معك وأنت تعيش الحياة في الجحيم، ثم تعود كشخص على هذه الأرض مرة أخرى. تشيخ، تمرض، تموت. ربما تسير الأمور معك على نحو جيّد وتصل إلى إحدى مستويات الجنة، ثم يمكن تعود إلى الأرض، ثم إلى مستوى أعلى من الجنة، ثم ربما تعود إلى الأرض، ثم تعود إلى جهنّم. يمكن أن تستمر هذه الدورة آلاف المرّات.

لذلك يمكننا أن نرى أن البوذيين لديهم مفهومهم الخاص عن الحياة الأبدية. إنها للأسف حياة أبدية مليئة بالمعاناة. الهدف في البوذية هو الخروج من دائرة المعاناة هذه، والهروب منها بطريقة ما إلى مكان لا يوجد فيه معاناة. نظرًا لتعدد التقاليد البوذية في العالم، قد تحصل على تفسيرات مختلفة جدًا لما تعنيه النيرفانا. سيشرح البعض أنها مثل قطرة ماء تتدفق عائدة إلى البحر، وتفقد هويتها. سيقول آخرون إنها المدينة الذهبية السماوية ومكان السعادة عظيمة. لكن هناك شيئًا واحدًا مشابهًا في جميع تقاليد البوذية: النيرفانا هي مكان بلا معاناة.

يمكن تلخيص النظرة البوذية للعالم في الحقائق النبيلة الأربع والطريق الثُماني. الحقيقة النبيلة الأولى هي أن الحياة كلها معانات (tuk). من الولادة، إلى الشيخوخة، الاحتضار، وكل شيء في الوسط: هي كلها معاناة. مصدر المعاناة، الحقيقة النبيلة الثانية، هو الرغبة- كالشهوة الداخلية من الداخل (thunha). الحقيقة النبيلة الثالثة هي أن هناك طريقة للخروج من المعاناة (nirot). الحقيقة النبيلة الرابعة هي أنه إذا أراد الناس الخروج من دائرة المعاناة هذه، فعليهم أن يعيشوا الطريق الثُماني بشكل مثالي (mak).

كتشف بوذا الطريق الثماني. يتم وصف كل من هذه الطرق الثمانية بكلمة “صحيح”، مثل “الرؤية الصحيحة”. ولكن يمكن أيضًا ترجمة كلمة “صحيح” إلى “مثالي” أو “كامل”. لذلك إذا كانت لديك الرؤية المثالية أو الصحيحة، فلديك الرؤية الصحيحة للواقع. الطريق الثاني هو أن يكون لديك نية صحيحة: هذا يعني أن يكون لديك التزامًا كاملًا أو مثاليًا بالطريق. ثالثًا، أن يكون لديك الكلام الصحيح أو المثالي: أنت تعتني بكل كلماتك طوال الوقت. رابعًا، أن يكون لديك السلوك الصحيح أو المثالي: أن تعيش حياة أخلاقية كليًّا. يجد المسيحيون والبوذيون الكثير من أوجه التشابه في الكلام الصحيح والسلوك الصحيح. خامسًا، أن تكون لديك المعيشة الصحيحة. يجب أن تحترم المهنة التي تختارها كل الحياة. على سبيل المثال، لا يمكن أن يكون البوذي الجيد جزارًا، ولا يمكنه تصنيع الأسلحة وبيعها. سادساً: المجهود الصحيح: الثبات والسعادة في كل شيء. سابعاً، أن يكون لديك إدراك صحيح أو مثالي: وعي مثالي، وقادر على عيش اللحظة بشكل مثالي. الطريق الأخير هو التأمل الصحيح: أن يكون لديك حياة تأمل مثالية ومركزة. إذا تمكنت بطريقة ما من القيام بجميع الطرق الثمانية بشكل مثالي، فقد تصله إلى التنوير.

تؤمن مدرسة الماهايانا بتناسخ بوذا. بوذا هم أشخاص وصلوا إلى مرحلة التنوير ثم وُلدوا من جديد على هذه الأرض للقيام بمهمة محددة تتمثل في مساعدة بعض الناس على طول الطريق، لكي ينجحوا في مسيرتهم. في مدرسة ثيرافادا، لا يوجد تناسخ بوذا؛ كل فرد يكون بمفرده تمامًا في مسيرته. هذه بعض الاختلافات الهائلة في تعاليم المسيحيين والبوذيين.

الآن بمجيئنا إلى الرسول المسيحي تكون الأشياء معرضة لسوء الفهم للغاية. لنأخذ التفسير الأكثر بساطة وأمانًا للإنجيل: يوحنا 3: 16، “لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ.” في الواقع، ستحتاج كل كلمة في هذه الجملة إلى شرح إضافي إذا كان صديقك البوذي يريد فهم المعنى. بإمكانك أن تشرح الكلمات بشكل صحيح، لكنك ما زلت بحاجة إلى إيصال المعنى.

في بادئ الأمر، هم يؤمنون أنه لا يوجد إله. لذلك إذا قلت “أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ”، فإن صديقك البوذي سيكون قد بدأ يشك فيك؛ لقد تم خداعك لأنه لا وجود لإله. وإذا كان الله يحب العالم (كل الناس في العالم)، فلا بد أن تكون لديه الرغبة. لذلك فقد وقع هذا الإله في حلقة سامسارا. لقد وقع في حلقة الموت والولادة والولادة من جديد. “كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ” إذن أنت تقول إنه بالإيمان يمكن أن يخلص المرء. لكن بالنسبة للبوذيين، فإن الأمر كله يتعلق بما تفعله؛ الدين هو يدور حول الممارسات والأشياء التي تفعلها. إذن هناك خلاف: ليس من خلال الإيمان. فقط الجهد الذاتي يمكن أن يخلّص. “تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ”: في أذهانهم هذا يعني حلقة سامسارا. فهم يفكّرون: “لا أريد هذا. كبوذي، أحاول الخروج من الحلقة الأبدية (سامسارا) من المعاناة. فلماذا أتبع يسوع، لأكون عالقًا في حلقة الولادة والشيخوخة والموت؟”

لن يخبرك أيّ منهم بكل هذا التحليل بصوت عالٍ. كل ما ستسمعه هو، “هذا ليس له علاقة.” أو شيء من هذا القبيل، “جميع الأديان تعلّم الناس أن يكونوا صالحين”، مما يعني “لدي ديني؛ لديك دينك. ودين ليس له علاقة بي. لا أحتاجه. نهاية المناقشة.” البوذيون متسامحون للغاية، لذلك قد يقولون بأدب، “نعم، يسوع هو شخص جيد ونحن جميعًا مثله”، لكن لا يمكنهم رؤية أي تصريح فريد في المحادثة. فهم يرفضون المحادثة بأكملها باعتبارها ليس لها علاقة بهم.

كانت هذه الهوة بين التعاليم البوذية والمسيحية والنظرة العالمية أحد العوامل الرئيسية المساهمة في ضعف الاستجابة للإنجيل بين البوذيين. لكن في أيامنا هذه، سمح الرب لأولاده باكتشاف بعض الأدوات التي يمكن أن تساعد في بناء جسر فوق الثغرة. سوف ننظر إلى هذه الأدوات في الجزء الثاني من هذه الدراسة.

التصنيفات
حول الحركات

الحركات في الكتاب المقدس

الحركات في الكتاب المقدس

– بقلم ج. سنودغراس –

حركة. في عالم الإرساليات، تجلب الكلمة ردود فعل قوية. هل هي، كما يقول المؤيدون، مستقبل المأمورية العظمى؟ أم أنها مجرد هوس، حلم براغماتي خيالي بين حشود معينة من زارعي كنائس؟ السؤال الأهم هو “هل الحركات هي كتابية؟”

يضع تسجيل لوقا لقصة الانتشار المذهل للإنجيل في سفر أعمال الرسل المعيار لما نعنيه بـ “حركة”. يسجل لوقا في سفر أعمال الرسل انتشار الإنجيل من “أورشليم وفي كل اليهودية والسامرة وإلى أقصى الأرض”. عندما تم تعميد أولئك الذين لمست عظة بطرس قلوبهم في عيد يوم الخمسين، انضم 3000 إلى الإيمان في يوم واحد (أعمال الرسل 2: 41). نمت الكنيسة في أورشليم عندما”… كانَ الرَّبُّ كُلَّ يومٍ يَضُمُّ إلَى الكَنيسَةِ الّذينَ يَخلُصونَ.” (أعمال الرسل 2: 47). بينما كان بطرس ويوحنا ” نِدائهِما في يَسوعَ بالقيامَةِ مِنَ الأمواتِ “، “كثيرونَ مِنَ الّذينَ سمِعوا الكلِمَةَ آمَنوا، وصارَ عَدَدُ الرِّجالِ نَحوَ خَمسَةِ آلافٍ. ” (أعمال الرسل 4: 2، 4). بعد ذلك بوقت قصير، يصرّح لوقا بأنه ” وكانَ مؤمِنونَ يَنضَمّونَ للرَّبِّ أكثَرَ، جَماهيرُ مِنْ رِجالٍ ونِساءٍ” (أعمال الرسل 5: 14). بعد ذلك، ” وكانتْ كلِمَةُ اللهِ تنمو، وعَدَدُ التلاميذِ يتَكاثَرُ جِدًّا في أورُشَليمَ وكانتْ كلِمَةُ اللهِ تنمو، وعَدَدُ التلاميذِ يتَكاثَرُ جِدًّا في أورُشَليمَ.” (أعمال 6: 7).

استمر هذا النمو والتكاثر مع انتشار الإنجيل خارج أورشليم. ” وأمّا الكَنائسُ في جميعِ اليَهوديَّةِ والجَليلِ والسّامِرَةِ فكانَ لها سلامٌ، وكانتْ تُبنَى وتَسيرُ في خَوْفِ الرَّبِّ، وبتَعزيَةِ الرّوحِ القُدُسِ كانتْ تتَكاثَرُ.” (أعمال الرسل 9: 31). عندما وصل أولئك الذين تشتتوا بسبب اضطهاد استفانوس إلى أنطاكية، تكلمّوا مع اليونانيين هناك، “وكانتْ يَدُ الرَّبِّ معهُمْ، فآمَنَ عَدَدٌ كثيرٌ ورَجَعوا إلَى الرَّبِّ.” (أعمال الرسل 11: 21). وأمّا في اليهودية، فإن “…كلِمَةُ اللهِ فكانتْ تنمو وتَزيدُ.” (أعمال الرسل 12: 24).

عندما فرز الروح القدس والكنيسة في أنطاكية بولس وبرنابا من أجل “الخدمة”، كرزوا في أنطاكية بيسيدية، وسمع الأمم وأمنوا بكل سرور. ” وانتَشَرَتْ كلِمَةُ الرَّبِّ في كُلِّ الكورَةِ.” (أعمال الرسل 13: 49). في وقت لاحق، في رحلة بولس الثانية مع سيلا، قاموا بزيارة ثانية تفقدية لكنائس دربة ولسترة، ” فكانتِ الكَنائسُ تتَشَدَّدُ في الإيمانِ وتَزدادُ في العَدَدِ كُلَّ يومٍ.” (أعمال الرسل 16: 5). خلال خدمة بولس في أفسس، كان “مُحاجًّا كُلَّ يومٍ” في مدرسة تيرانّس، ” حتَّى سمِعَ كلِمَةَ الرَّبِّ يَسوعَ جميعُ السّاكِنينَ في أسيّا، مِنْ يَهودٍ ويونانيّينَ.” (أعمال الرسل 19: 10). مع نمو الإنجيل في أفسس، “كانتْ كلِمَةُ الرَّبِّ تنمو وتَقوَى بشِدَّةٍ.” (أعمال 19: 20). وأخيرًا، بعودة بولس إلى أورشليم، أبلغه الشيوخ هناك أنه “كمْ يوجَدُ رَبوَةً مِنَ اليَهودِ الّذينَ آمَنوا….” (أعمال 21: 20).

مع نهاية الرحلات التبشيرية، نما جسد المؤمنين من الـ 120 الذين اجتمعوا في أورشليم (أعمال 1: 15) إلى الآلاف منتشرين في جميع أنحاء حوض شمال شرق البحر الأبيض المتوسط. اجتمع هؤلاء المؤمنون في الكنائس التي كانت تتكاثر في العدد والإيمان (أعمال الرسل 16: 5). كانوا أيضًا يرسلون خدامهم المبشرين للانضمام إلى بولس في أعماله الرسولية في زراعة الكنائس (أعمال الرسل 13: 1-3؛ 16: 1-3 ؛ 20: 4). حدث كل هذا في حوالي 25 سنة. 

هذه حركة. يسجّل سفر أعمال الرسل الحركة الأولى للإنجيل، والتلاميذ والكنائس التي نتجت عنها. ماذا يمكننا أن نقول عن تلك الحركة؟ وماذا يعنيه هذا في خدمتنا اليوم؟

أولاً، لقد كان عمل الروح القدس هو الذي:

  • بدأ (أعمال الرسل 2: 1-4)
  • سيَّر ودفع (أعمال الرسل 2: 47، 4: 7-8، 4: 29-31، 7: 55، 10: 44-46)
  • وجّه (أعمال الرسل 8: 29، 13: 2، 15: 28، 16: 6-7، 20: 22)، و
  • ساند (أعمال الرسل 9: 31، 13: 52، 20: 28، رومية 15: 19)

ثانياً، تقدمت الحركة عن طريق الكرازة بإنجيل يسوع المسيح وإرجاع الخطاة إلى الله. (أعمال 2: 14-17 أ، 21-24؛ 3: 12-26؛ 4: 5-12؛ 7: 1-53؛ 8: 5-8، 26-39؛ 10: 34-43؛ 13: 5، 13: 16-42؛ 14: 1، 6-7؛ 16:13، 32؛ 17: 2-3، 10-11، 17؛ 18: 4؛ 19: 8-10). 

حمل الإنجيل (كلمة الله) معه قوة طبيعية لجلب الخلاص (رومية 1: 16). “هكذا كانتْ كلِمَةُ الرَّبِّ (الإنجيل) تنمو وتَقوَى بشِدَّةٍ.” (أعمال الرسل 19: 20) وسيّر ودفع الحركة إلى مناطق جديدة.

ثالثًا، نتجت كنائس جديدة في أماكن جديدة عبر منطقة جغرافية واسعة (“من أورشليم وما حولها إلى إللّيريكون”). (أعمال الرسل 14: 21-22؛ 16: 1، 40؛ 17: 4، 12، 34؛ 18: 8-11؛ 19:10؛ 20: 1، 17).

شاركت هذه الكنائس بدرجات متفاوتة في عمل الله عندما أصبحت “مطيعة للإيمان” (رومية 15: 19).

بناءً على هذه الصورة من سفر أعمال الرسل، نقدم تعريفًا للحركة الكتابية على النحو التالي: تقدُّم دينامي للبشارة بقوة الروح القدس من خلال مراكز أو أناس متعددين. وهذا يشمل جموعًا كبيرة من المؤمنين الجدد، إيمان يغيّر ونابض بالحياة، وتكاثر التلاميذ والكنائس والقادة.

الصورة التي رسمناها هنا تلهم لطرح السؤال: “لما لا هنا والآن؟” هل هناك أسباب كتابية مقنعة للاعتقاد بأن عوامل الحركات لم تعد متاحة لنا؟ أو أن الحركات مثل تلك الموصوفة في سفر أعمال الرسل لا يمكن أن تحدث اليوم مرة أخرى؟ لدينا نفس الكلمة ونفس الروح. لدينا سجل الحركة في سفر أعمال الرسل ويمكننا أن نحصل على وعد الله: “لأنَّ كُلَّ ما سبَقَ فكُتِبَ كُتِبَ لأجلِ تعليمِنا، حتَّى بالصَّبرِ والتَّعزيَةِ بما في الكُتُبِ يكونُ لنا رَجاءٌ” (رومية 15: 4).

هل نجرؤ على أن نأمل أن يعود اليوم إلى الحياة نفس نوع الحركات التي وصفها سفر أعمال الرسل؟ في الواقع لقد حدث ذلك بالفعل! نرى الآن مئات الحركات حول العالم!

عاش ج. سنودجراس خدم كزارع كنائس ومدرب زرع كنائس في جنوب آسيا طوال الـ 12 عامًا الماضية. وقد ساعد هو وزوجته في زراعة الكنائس وتدربا على الحركات بين الهندوس والمسلمين. هو الآن في طور إكمال رسالة دكتوراه في اللاهوت التطبيقي.

 

تم تحريره من مقال نشر أصلاً في عدد يناير- فبراير 2018 من مجلةMission Frontiers، www.missionfrontiers.org ، صفحات 26 – 28. وتو توسيعه ونشره على الصفحات 99- 105 (النسخة العربية) من كتاب 24: 14 – شهادة لجميع الشعوب، متاح على 24: 14 أو على أمازون.

التصنيفات
حول الحركات

كيف يجتاح الله جنوب آسيا- الجزء

كيف يجتاح الله جنوب آسيا- الجزء

– بقلم عائلة “وولكر –

في الجزء 1، شاركنا عن بزوغ حركات زرع الكنائس في جنوب آسيا، من وجهة نظرنا كخارجيين، ومن وجهة نظر شريكنا الرئيسي سنجاي. فيما يلي بعض الدروس العديدة التي تعلمناها في هذه العملية:

فيما يلي بعض الدروس العديدة التي تعلمناها:

  1. يقدم متى 10، لوقا 9 و10 استراتيجية فعالة للتواصل مع الناس البعيدين.
  2. المعجزات (الشفاء و/أو طرد الشياطين) هي عنصر ثابت في دخول الناس إلى الملكوت.
  3. كلما كانت عملية اكتشاف الكتاب المقدس أسهل، كلما كانت أكثر فاعلية. وبالتالي، قمنا بتبسيط الأداة عدة مرات.
  4. التدريب من كلمة الله هو أكثر قوة وفعالية وقابل للاستنساخ أكثر من الأدوات والأساليب التي صنعها الإنسان.
  5. من الأفضل التعمق في تقوية الأشخاص الذين يطبقون مبادئ حركات زرع الكنائس بدلاً من التركيز على إجراء المزيد من التدريبات.
  6. على الجميع أن يطيعوا يسوع بمحبة، وعلى كل شخص أن ينقل التدريب إلى شخص آخر.
  7. من المهم التكلّم عندما يتبع شخص التقليد بدلاً من الكلمة، ولكن فقط مع اعتبار الثقافة والثقة المتنامية، وليس عن طريق الهجوم.
  8. مهم للغاية الوصول إلى الأسر والعائلات، وليس فقط الأفراد.
  9. استخدم دراسات اكتشاف الكتاب المقدس (DBS) للمجموعات ما قبل-كنسية والتي هي كنيسة أيضا.
  10. إن تقوية التلاميذ الأميين وشبه المتعلمين للقيام بالخدمة يؤتي ثماره. ولتحقيق هذه الغاية، نوفر سماعات غير مكلفة بالبطارية ومجموعات قصص على بطاقات الذاكرة لأولئك الذين لا يستطيعون القراءة. تم زرع حوالي نصف الكنائس من خلال استخدام تلك السماعات. يجلس التلاميذ معًا، ويستمعون إلى القصص ويطبقونها في حياتهم.
  11. توفر دوائر القيادة إرشادات متبادلة مستدامة وقابلة للاستنساخ للقادة.
  12. صلاة الشفاعة وصلاة الاستماع أمران حاسمان.

وصلت الحركة باستمرار إلى ما بعد الجيل الرابع من المجموعات في العديد من الأماكن. في عدد قليل من الأماكن، وصلت إلى 29 جيلًا. في الواقع، هذه ليست حركة واحدة فقط، ولكنها حركات متعددة، في أكثر من 6 مناطق جغرافية ولغات متعددة، وكذا خلفيات دينية متعددة. فقط حفنة من الكنائس تستخدم المباني الخاصة أو أماكن مستأجرة. كلها تقريباً كنائس منزلية، تلتقي في منزل أو فناء، أو تحت شجرة.

أدوارنا كمحفزين خارجيين (مغتربين)

  • نحن نقدم نماذج تغيير كتابية بسيطة، قابلة للاستنساخ.
  • نحن نقدم دعما قويا من خلال الصلاة كفريق، ونحشد أيضا دعما استراتيجيا للصلاة من الخارج.
  • نطرح الأسئلة.
  • ندرب الوطنين لتدريب الآخرين.
  • نقدم التوجيه إذا/أو عندما تكون الخطوة التالية غير واضحة.
  • نحن حريصون للغاية عند مواجهة مسألة قد نختلف حولها مع سانجاي وجون. نحن نعتبرهم أكثر أهمية من أنفسنا. إنهم ليسوا موظفين لدينا، ولكن هم زملاء خدمة يسعون إلى طاعة الرب معنا. وبالتالي، نشجعهم على عدم أخذ كلمتنا فقط في أي قضية، ولكن أيضًا البحث عن الرب شخصيًا لمعرفة ما يقوله هو.
  • ندعو في بعض الأحيان مرشدنا الشخصي في حركة صنع التلاميذ ليجتمع مع سانجاي وجون حتى يتمكنوا من الاستماع من شخص شاهد وعمِل أكثر مما فعلنا نحن.
  • نحن نسعى جاهدين لتقليل شعورهم بالاعتماد علينا. نختار بشكل عملي الابتعاد عن الطريق في أسرع وقت ممكن.
  • نحن نقدم أدوات لتلمذة القادة (تدريبات الكتاب المقدس وتدريبات نمو القيادة)، وأدوات لتلمذة الكنائس (دراسة اكتشاف الكتاب المقدس).

دور المرأة في الحركة

ظهرت القيادات النسائية في تيارات صنع التلاميذ بتيسير من القادة الرجال. كما تضاعفت القيادات النسائية وطورت بدورها قيادات نسائية أخرى. في الواقع، تشكل القيادات النسائية مكونًا رئيسيًا في الخدمة، ربما يصل إلى ما بين 30-40 ٪ من القادة الأساسيين للحركات. تقود النساء، وحتّى الشابات، كنائس البيوت، ويزرعن كنائس جديدة ويعمدون نساء أخريات.

دور القادة الداخليين الرئيسيين

الوطنيون هم الذين يقومون بالعمل “الحقيقي”. إنهم يسيرون في الطرق المغبرة ويدخلون المنازل ويُصلّون من أجل المعجزات والخلاص. إنهم هم الذين يبدأون دراسات الكتاب المقدس مع مزارعين بسيطين وعائلاتهم، ويقيمون في منازلهم ويأكلون طعامهم، حتى عندما تزيد درجة الحرارة عن 100 درجة (فهرنهايت) ولا توجد كهرباء أو مياه. إنهم يقومون بالخدمة ويشعرون بسعادة غامرة بالثمار التي يجنونها! قصصهم تغذي بقيتنا من أجل الاستمرار.

عوامل رئيسية قيد التقدم

  1. صلاة الاستماع. الصلاة هي عملنا. لقد قام الرب بتغيير وتعديل نهجنا عدة مرات من خلال الصلاة. الاستماع جزء مهم من الصلاة. لقد حدثت العديد من التغييرات على طول الطريق. الكثير من الأسئلة: ما هي الخطوة التالية؟ هل نعمل مع هذا الشخص؟ لقد وصلنا إلى “حاجز في الطريق”؛ ما هي الاسفار المقدسة التي نستخدمها في التدريب القادم؟ هل هذا استخدام جيد لتمويلنا؟ هل حان الوقت لإطلاق سراح هذا الأخ الذي لا يطبق النموذج، أم نعطيه فرصة أخرى؟ هل نواصل التدريب في هذه المدينة أم أن هذا طريق مسدود؟ لقد تعلمنا نحن، الفريق بأكمله، أن نجلس وننتظر إجابة الله، بغض النظر عن السؤال.
  2. المعجزات. نمت الحركة في المقام الأول على طول الخطوط العلاقاتية من خلال المعجزات. لقد رأينا العديد من الشفاء وطرد شياطين. إن المعجزات لا تفتح فقط أبواب دراسات اكتشاف الكتاب المقدس، ولكن الأخبار عن المعجزات تنتشر على طول خطوط الأسرة والعلاقات بحيث تفتح بيوتًا أخرى. على سبيل المثال، قد يجد التلميذ فرصة للصلاة من أجل شخص به شيطان. عندما يتم تحرير الشخص، تنتشر الكلمة في جميع أنحاء عائلته، بما في ذلك الأقارب الذين يعيشون في قرى أخرى. هؤلاء الأقارب على طول الطريق يطلبون من التلميذ أن يأتي للصلاة من أجلهم. عندما يذهب التلميذ والمولود حديثًا ويصلّي، غالبًا ما تحدث معجزة وسط الأقارب أيضًا، وهكذا تبدأ دراسة اكتشاف أخرى. بهذه الطريقة، يرى الناس البسيطون وغير المتعلمين – بمن فيهم أولئك الذين على عتبة الملكوت- ملكوت الله ينمو.
  3. التقييم. نسأل الكثير من الأسئلة: “كيف حالك؟ هل ستوصلنا أعمالنا الحالية إلى حيث نريد أن نصل؟ إذا فعلنا _____، هل يمكن لوطنيين القيام بذلك بدوننا؟ هل يمكنهم تكرار الأمر؟ “
  4. نحن حريصون للغاية بشأن استخدام الموارد المالية.
  5. نقوم بتكييف أدواتنا. نحن انتقائيون بشأن الأدوات التي نستخدمها. إذا كانت الأداة الجديدة التي نقدمها غير مناسبة تمامًا، فسنقوم بتعديلها. لا توجد صيغة واحدة تعمل للجميع.
  6. نحن متمركزين في الكتاب المقدس. إن أي “تعليم جيّد” قد نعطيه لن يكون فعالًا أبدًا مثل ما يمكن أن يفعله الروح القدس في قلوب الناس من خلال كلمة الله. لذا فإن كل تدريب نقوم به له أساس كتابي قوي. خلال التدريبات، يقوم الجميع بمشاركة الملاحظات، وطرح الأسئلة، والتعمق.
  7. يتشارك الجميع مع الآخرين ما يتعلمه هو أو هي. لا أحد منا هو بِركة جامدة. كلنا أنهار متحركة. من المتوقع أن ينقل التلاميذ كل تدريب يتلقونه إلى سلاسل التلمذة الخاصة بهم.

نشكر الله على العمل العظيم الذي قام به منذ أن بدأ فريقنا في التركيز فقط على وصية صنع التلاميذ من جميع الأمم.

بدأت عائلة “وولكر” الخدمة عبر الثقافات في عام 2001. وفي عام 2006، انضموا إلى خدمة Beyond (www.beyond.org) وفي عام 2011 بدأوا في تطبيق مبادئ حركات زرع الكنائس. انضمت إليهم “فيبي” في عام 2013. وانتقلوا إلى بلد آخر في عام 2016، وكانوا يدعمون الحركات من بعيدة.

تم تمديد هذا من مقال نشر في عدد يناير- فبراير 2018 من مجلة

 Mission Frontiers ويتضمن مواد مقتطفة من كتاب “أمي وأبي العزيزان: مغامرة في الطاعة” العنوان الأصلي”Dear Mom and Dad: An Adventure in Obedience”، بقلم ر. ريكيدال سميث. ونُشر المقال الكامل على الصفحات 80- 84 (النسخة العربية) من كتاب 24: 14 – شهادة لجميع الشعوب، متاح على 24: 14 أو على أمازون.

التصنيفات
حول الحركات

الممارسة الكتابية لحركات زرع الكنائس\حركات صنع التلاميذ

الممارسة الكتابية لحركات زرع الكنائس\حركات صنع التلاميذ

– ناثان شانك –

تم تحريره من شريط فيديو للجمعية العالمية للرعاة لخدمة إنهاء المأمورية

(Global Assembly of Pastors for Finishing the Task)

لقد عشت وخدمت أنا وزوجتي كاري في جنوب آسيا منذ عام 2000. لقد كان لنا الشرف أن نرى ملكوت الله في حلل عديدة، وتكاثر الكنائس بين العديد من المجموعات التي لم يتم الوصول إليها. يمكن للمرء أن يدرك أن جهود إرسالية “إنهاء المأمورية”
“Finishing the Task” يجمعنا معًا للاحتفال بمرور 20 عامًا على أمستردام 2000. حيث اجتمع مئات القادة من منظمات الإرساليات وكنائس مختلفة وخلفيات طائفية في أمستردام للاحتفال بثمار مؤتمر لوزان وحركة عام 2000. وفي نهاية المطاف، السعي وراء معرفة المدى الذي وصلنا إليه في سعينا وراء المأمورية العظمى منذ أكثر من 2000 عام من تاريخ المأمورية العظمى.

في ذلك الاجتماع نفسه، تم الاعتراف بأن عدة آلاف من مجموعات الناس في العالم لا تزال بدون الإنجيل. وطبعا هو أمر غير مقبول. الأمر الذي أعطى رؤية بأنه يمكن لنا أن نُنهي مهمة الوصول إلى كل مجموعة من الناس- كل أمة، وقبيلة، وشعب، ولغة، والذين سيتم تمثيلهم في النهاية أمام عرش الله- حتى نتمكن في جيلنا من رؤية الإنجيل يصل إليهم. ولأننا تشرّفنا أنا وزوجتي برؤية الكنائس تتكاثر في جميع أنحاء جنوب آسيا، فقد أصبحنا أيضًا على دراية ليس فقط بمجموعات الناس التي لم يتم الوصول إليها ولكن أيضًا التي لم يتم إشراكها. في بعض الحالات تكون هذه المجموعات مختبئة في أحيائنا.

على مدار العقدين الماضيين منذ أمستردام 2000، كانت إرسالية “إنهاء المأمورية” وجهود أخرى مثل FTT بمثابة محفزين رئيسيين في إشراك أكثر من 2500 مجموعة ناس لأول مرة في تاريخ المأمورية العظمى. أريدك أن تفكر في ذلك معي. عقدين من الزمن، في سياق 2000 عام من تاريخ المأمورية العظمى. إذا كانت حساباتي الرياضية مفيدة، فهذا يمثل 1٪ من تاريخ المأمورية العظمى. فهذين العقدين الأخيرين، عقدي حركة FTT من عام 2000 حتى اليوم، يمثلان 1٪ (20 سنة من أصل 2000) من تاريخ المأمورية العظمى. ما نحتفل به اليوم هو ثمرة جهود إرساليات مثل FTT على مدى تلك السنوات العشرين: ما يقرب من مائة مجموعة في المتوسط، تخدم معًا للمرة الأولى منذ برج بابل. لهم فرصة التعرف على المسيح الذي قدم ذبيحة من أجل خطاياهم.

لدينا الكثير لنحتفل به. نحن نعيش في جيل كايروس (جيل اللحظة المناسبة): ما يقرب من 20٪ من مجموعات الناس في العالم تمت مشاركتهم لأول مرة في 1٪ من إجمالي تاريخ المأمورية العظمى. لقد اعتقدنا في كثير من الأحيان أن إشراك مجموعة هو في بعض النواحي مثل طلقة مسدس الانطلاق في بداية السباق. إذا كان الإشراك مثل مسدس بدء السباق، فإننا ندرك أننا نتولى الإشراف على دورات السباق التي يجب إكمالها. هذا ما نحن هنا لنتحدث عنه اليوم.

الهدف من هذه الدورة هو السؤال من الكتاب المقدس: “ما هي المكونات الحاسمة؟ ما هي دورات السباق بعد إشراك مجموعة؟” لا نريد أن نرى فقط الكنائس تُؤسس بين الشعوب، والتعبيرات الأصلية لملكوت الله في السياقات والثقافات المحلية في جميع أنحاء العالم. نريد أيضًا أن نرى تلك الكنائس تتكاثر وتتولى المهمة وتتحمل جهود المأمورية العظمى وسط كل مجموعة ومكان. نريد أن نرى كنائس تلد كنائس، وأن تتكاثر أجيال الكنائس بينما نتوقع حشدًا كبيرًا من كل أمة وقبيلة وشعب ولغة يتجمع حول العرش. نحن في خضم مهمة هائلة: كل شعوب هذا الكوكب! حتى في خضم جيل كايروس حيث انخرط الكثيرون لأول مرة، سنخدع أنفسنا إذا اعتقدنا أن خططنا واستراتيجياتنا وقدراتنا هي كافية. لا أحد منا يمكن أن يفترض أن يكون هو الجواب والحل. لا أحد منا يمكن أن يفترض أنه لدينا في أذهاننا وأفكارنا وحتى خططنا استراتيجية كافية لإنهاء المأمورية. في النهاية، ليس لدينا خيار. شكرا لله، ليس لدينا خيار سوى أن نتوجّه لكلمته ونسأل كلمة الله: “كيف نجري في السباق الذي بدأ مسبقًا؟”

هل تنضم إلي في دراسة من الكتاب المقدس؟ عندما نفكر في الإخلاص لعقيدة العهد الجديد، فإننا غالبًا ما نستخدم مصطلح “التشدّد”. ما نعنيه هو أننا نستمد عقيدتنا مباشرة من كلمة الله، ومن الأشياء الأولية في تعاليم العهد الجديد. بنفس الطريقة، عندما نفكر في المأمورية، من المهم أن نسعى وراء تقويم التشوّهات. خاصة في السياق الرائد حين نعبر الثقافات أو الحواجز من أجل إشراك شعوب وأماكن جديدة لأول مرة. ليس لدينا مكان أفضل من صفحات العهد الجديد لنذهب إليه من أجل تقويم التشوهات. لهذا السبب، بينما نجلس معًا، أود أن أطلب منك أن تفتح كتابك المقدس على السّفر الذي يحمل العنوان الأصلي “إيبركسيس”. قد تعرفه باسمه العربي: سفر أعمال الرسل.

عندما تفتح كتابك المقدس على أعمال الرسل 13، حيث سنقرأ معًا، يجب أن نتذكر أنه في سفر أعمال الرسل، يتبع لوقا باستمرار دوائر توسع وتأثير الملكوت الموضحة في أعمال الرسل 1: 8. أمر مخلصنا في اليوم الذي صعد فيه إلى السماء، أتباعه بالبقاء في أورشليم لانتظار الروح القدس الموعود به. لأنه عندما يحل الروح، قال يسوع، ” لكِنَّكُمْ سَتَنَالُونَ قُوَّةً مَتَى حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْكُمْ، وَتَكُونُونَ لِي شُهُودًا فِي أُورُشَلِيمَ وَفِي كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ وَالسَّامِرَةِ وَإِلَى أَقْصَى الأَرْضِ”.

ونحن نقرأ في النصف الأول من سفر أعمال الرسل، نبدأ في رؤية مرحلة أورشليم في الخدمة، ثم إشراك حقلي يهودا والسامرة من خلال مبشرين مثل فيليبس وبطرس. ثم نأتي إلى أعمال الرسل 13 ونجد الإرسال المقصود لبرنابا وشاول من كنيسة أنطاكية، ليؤسسا ويرسخا مرحلة خدمة “أقصى الأرض” بين الأمم. أرجو أن تقرأ معي أعمال الرسل 13. سأبدأ في الآية الأولى. “وَكَانَ فِي أَنْطَاكِيَةَ فِي الْكَنِيسَةِ هُنَاكَ أَنْبِيَاءُ وَمُعَلِّمُونَ “ولدينا خمسة أسماء مدرجة هنا. الآية الثانية: ” وَبَيْنَمَا هُمْ يَخْدِمُونَ الرَّبَّ وَيَصُومُونَ، قَالَ الرُّوحُ الْقُدُسُ: «أَفْرِزُوا لِي بَرْنَابَا وَشَاوُلَ لِلْعَمَلِ الَّذِي دَعَوْتُهُمَا إِلَيْهِ». فَصَامُوا حِينَئِذٍ وَصَلُّوا وَوَضَعُوا عَلَيْهِمَا الأَيَادِيَ، ثُمَّ أَطْلَقُوهُمَا”. غالبًا ما يُطلق على هذا الحدث اسم بداية الرحلة التبشيرية الأولى لبولس. بالطبع نرى أنه لم يكن بولس فقط، بل بالأحرى برنابا وشاول، هذا اسم بولس قبل الرحلة الأولى. لقد تم اختيارهم بناءً على دعوة وفرز الروح القدس.

هناك عدة أسباب تجعلنا نأتي إلى هذا المقطع ونعتبره مسألة تقويم تشوهات في إرسال المرسلين. أولاً، في هذا المقطع، نرى الإرسال المقصود لأول مرة. نشأ هذا في كنيسة أنطاكية. فقد جمعت الكنيسة قادتها في الصلاة والصوم، وهي صورة للثبات. كانوا قادرين على سماع صوت الروح والاستجابة من خلال إطلاق هؤلاء المرسلين في خدمة الإرسالية. ربما يكون أكبر سبب من أجله نسلط الضوء على هذا المقطع، هو حقيقة بسيطة ألا وهي أن هنا أحد الأماكن القليلة في كل الكتاب المقدس حيث تم اقتباس الأقنوم الثالث من الثالوث. هذا هو الروح الذي كان يرف على وجه المياه في تكوين 1 كمشارك في الخلق، عندما قال الله، “ليكن نور”. وفقًا لرسالة بطرس الأولى هو نفس الروح الذي حمل وساق أنبياء العهد القديم، الذين أعطونا كلمات الله ذاتها من خلال الوحي. غالبًا ما يكون الروح القدس صامتًا. من النادر أن نقتبس من الروح القدس.

هذا المقطع فريد من نوعه لأن الروح القدس يتكلّم هنا ولأول مرة في كل الكتاب المقدس، بما في ذلك ما بعد يوم الخمسين، حيث يتم اقتباس تعليماته للكنيسة. ما هي هذه التعليمات؟ «أَفْرِزُوا لِي بَرْنَابَا وَشَاوُلَ لِلْعَمَلِ الَّذِي دَعَوْتُهُمَا إِلَيْهِ». يقدم لنا لوقا هنا مقطع كتابي مُقتبَس من روح الله القدس. نحن ندرك أن الروح القدس هو من بدأ هذه المأمورية الروحية، وسوف نراه وهو يوجه خطوات هؤلاء المرسلين في كل منعطف خلال رحلتهم التبشيرية. لكننا نرى أن هذا المقطع الكتابي نفسه قد وصل إلى خلاصة في أعمال الرسل 14. من فضلك اقلب صفحة واحدة في كتابك المقدس.

في أعمال الرسل 14: 26، ذكر لوقا مرة أخرى العمل الذي بدأه الروح القدس. تقول أعمال الرسل 14: 26: “وَمِنْ هُنَاكَ سَافَرَا (برنابا وشاول، المسمى الآن بولس) فِي الْبَحْرِ إِلَى أَنْطَاكِيَةَ، حَيْثُ كَانَا قَدْ أُسْلِمَا إِلَى نِعْمَةِ اللهِ لِلْعَمَلِ الَّذِي أَكْمَلاَهُ”. يستخدم لوقا أداة أدبية لغوية هنا. يطلق عليها اسم “انكلوسيو (التضمين الإقتباسي)”، فهي تُركّب مجموعة من الأقواس حول مقطع من الكتاب المقدس. في هذه الحالة، الأقواس هي العمل. يقتبس أعمال الرسل 13: 2 قول الروح القدس، «أَفْرِزُوا لِي بَرْنَابَا وَشَاوُلَ لِلْعَمَلِ الَّذِي دَعَوْتُهُمَا إِلَيْهِ». في أعمال الرسل 14: 23، يختتم لوقا المقطع بالقوس الثاني. فقد رجعا إلى حيث كانا قد أُسلِما إلى نعمة الله للعمل الذي أكملاه الآن. بوضع الأقواس الإقتباسية حول هذه الرحلة التبشيرية الأولى، يخبرنا لوقا أن نقرأ هذين الإصحاحين كوحدة نصية، أي أن نقرأهما معًا.

إذا تم إرسالنا كمبشرين للوصول إلى الأمم، والشعوب الموجودة في أقاصي الأرض في جيلنا، وأردنا السعي وراء الممارسة الصحيحة (أن يكون لدينا الإخلاص للممارسات الأولى للإرسالية، وخاصة في سياق الريادة- أقاصي الأرض حيث يمكن أن نرسَل)، سيكون من الطبيعي، في الواقع ربما من الضروري، أن نعيد النظر في السفر المسمى إيبركسيس ونجد أنفسنا هنا في وسط سفر أعمال الرسل: النظر إلى وحدة نصية مصممة حول عمل الإرسالية. سيبدو من المناسب إذن لو كانت رغبتنا هي إنهاء المأمورية، العمل الذي كلفنا به الرب، أن نأتي إلى مثل هذا المقطع ونسأل ببساطة السؤال التالي: “ما هو العمل الذي وضع بولس وبرنابا يدهما فيه؟” ثم ثانيًا، “متى يمكن وصف العمل الذي وضعا أيديهما في بأنه -مكتمل أو منجز-؟” من الواضح أن العمل الذي قاموا به قد تم بنزاهة.

الآن، هذا المقطع ليس جديدًا على أي منا. لقد قرأ البعض منا عن هذه الرحلة التبشيرية الأولى مئات المرات. الأمر المثير للاهتمام عندما نفكر في العمل الذي تم تكليف برنابا وشاول (الذي سيُدعى قريبًا بولس) به وأُرسلا للقيام به، هو أنه مرة أخرى تم إطلاق وتمكين وتوجيه العمل من قبل الروح القدس. نرى هذين الرسولين المرسلين، في أعمال الرسل 14: 14. هؤلاء المرسلين هم رواد في المقاطعات والمدن التي لم يتم الوصول إليها أو إشراكها. الريادة- الخدمة المتنقلة لبرنابا وبولس في هذين الفصلين- تقودهم إلى مواجهة ليس فقط حواجز اللغة مثل تلك الموجودة في ولسترة (لغة لاكونيا)، ولكن أيضًا كل أنواع عبادات الأصنام الوثنية. في العديد من الحالات، كما هو الحال في الانتقال من المجمع اليهودي (كما في أنطاكية بيسيدية)، نرى تحولًا يتوافق مع تصريحات بولس المتعلقة بدعوة الأمم. نراهم رائدين في وعبر جزيرة قبرص بأكملها قادمين إلى بافوس. نرى الوالي سرجيوس بولس يسمع كلمة الرب ويؤمن. ثم تحديات أخرى لاحقًا في أنطاكية بيسيدية وإيقونية ولسترة ودربة.

بينما هم كانوا روادا بين هذه الشعوب والأماكن مرارًا وتكرارًا، نسمع على شفاههم “كلمة الرب”، “كلمة الرب”، “كلمة الرب”. في الواقع لقد تمت كتابة كلمة الرب يَكرز بها المرسلون- المبشرون تسع مرات في فصلين. لقد كانوا يهتمون بالناس بينما كانوا يطوفون ويزرعون بذور شهادة الإنجيل. في أعمال الرسل 13، خصّ لوقا ما لا يقل عن 25 آية من أجل عظة واحدة في أنطاكية بيسيدية. فبينما كان بولس وبرنابا يكرزان، لم يتم قبول الإنجيل في كل مكان. في الواقع، عندما ننظر إلى نهاية الفصل 13 (الآية 46)، نجد أن الحاضرين اليهود في مجمع أنطاكية بيسيدية كانوا في الواقع غيورين من الاستجابة للإنجيل. تقول الآية 46، ” فَجَاهَرَ بُولُسُ وَبَرْنَابَا وَقَالاَ: كَانَ يَجِبُ أَنْ تُكَلَّمُوا أَنْتُمْ أَوَّلًا بِكَلِمَةِ اللهِ، وَلكِنْ إِذْ دَفَعْتُمُوهَا عَنْكُمْ، وَحَكَمْتُمْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُسْتَحِقِّينَ لِلْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ، هُوَذَا نَتَوَجَّهُ إِلَى الأُمَمِ. لأَنْ هكَذَا أَوْصَانَا الرَّبُّ”. واقتبس بولس من النبي إشعياء قائلا، “قَدْ أَقَمْتُكَ نُورًا لِلأُمَمِ، لِتَكُونَ أَنْتَ خَلاَصًا إِلَى أَقْصَى الأَرْضِ”. الآية 48: “فَلَمَّا سَمِعَ الأُمَمُ ذلِكَ كَانُوا يَفْرَحُونَ وَيُمَجِّدُونَ كَلِمَةَ الرَّبِّ. وَآمَنَ جَمِيعُ الَّذِينَ كَانُوا مُعَيَّنِينَ لِلْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ”. الآية 49: “وَانْتَشَرَتْ كَلِمَةُ الرَّبِّ فِي كُلِّ الْكُورَةِ”.

لذلك نحن لا نرى فقط المبشرين الرائدين يشتبكون في الحقول (في هذه الحالة أنطاكية بيسيدية)، وهم يبشرون بكلمة الرب بين الأمم. نرى تلك الأمم بنفسها، الأمم التي تم تعيينها للحياة الأبدية، تتّجه فورًا إلى الرب. نراهم في جميع أنحاء المنطقة يواصلون السعي وينضمون إلى نفس خدمة زرع البذور. هذا تحول مهم. في الرحلة التبشيرية الأولى، قبل نهاية الفصل 13، في الآية 52، نرى كلمة “تلاميذ”. هناك في أنطاكية بيسيدية، امتلأ التلاميذ بالفرح، وبنفس الروح القدس، بحيث أنه حيثما كان يُكرز بالإنجيل، وحيث تُزرع البذور، نرى حياة جديدة تنبثق في الحقل، على شكل تلاميذ. قبل نهاية الرحلة، في الفصل 14، ستظهر كلمة تلميذ ثلاث مرات إضافية. في مدن مقاطعة غلاطية: إيقونية، لسترة ودربة، وحتى في لسترة حيث رُجم بولس حتى اعتُقد أنه مات وجُرّ جسده خارج المدينة واجتمع المؤمنون الجدد حوله. اجتمع التلاميذ، وعندما صلّوا، قام بولس وعاد إلى المدينة. إن التلاميذ في دربة، لسترة، وإيقونية، هم الذين علّمهم برنابا وبولس أنه ” أَنَّهُ بِضِيقَاتٍ كَثِيرَةٍ يَنْبَغِي أَنْ نَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللهِ”. لم يكن بولس وبرنابا مبشّرين رائدين فقط، ولم يكرزوا برسالة الإنجيل فحسب، بل عززوا أيضًا النمو الجديد في شكل تلاميذ في كل من تلك المدن، حتى أنهم عادوا إلى المدن التي تعرضوا فيها للاضطهاد. (في حالة بولس حتى أنه رُجم بالحجارة حتى الموت من أجل تشجيع هذا النمو الجديد).

إذا كانت كتبكم المقدسة مفتوحة، اقرأوا أعمال الرسل 14: 23. في رحلة العودة، وفي زيارتهم الثانية لكل تلك المدن نفسها التي زرعوا فيها كلمة الرب، حيث صُنِع التلاميذ، نرى أن بولس وبرنابا يشرعان في تعيين شيوخ في جميع الكنائس. من الواضح أنهم اهتموا كثيرا بتكوين الكنيسة لدرجة أنهم كانوا على استعداد أن يرجعوا ويتعرفوا على الرعاة المحليين، والشيوخ المعاينين الذين انبثقوا من وسط الحصاد والذين يمكن تعيينهم هناك لرعاية وإدارة القطيع الجديد. هذه المهمة التبشيرية، هذه الرحلة الأولى، التي وصفها لوقا بأنها “العمل (الخدمة)”، لها هذه المكونات المختلفة. تتطلب منا مهمة الإرسالية لإنهاء المأمورية أن نكون روادًا. هذه المهمة التي تبدأ بالذهاب والاشتباك. لكن عليك أن تدرك أنه بما أن الذهاب هو مسدس الانطلاق، نحتاج أيضًا إلى جري دورات السباق. حيق نذهب إلى الحقول الفارغة، نقوم بذلك من أجل زرع بذور الإنجيل. حيث يُزرع الإنجيل، فمن الطبيعي- حتى الشراكة مع روح الله القدوس- متابعة ورعاية النمو الجديد على شكل تلمذة. هذا هو المكان الذي يتم فيه جمع الحصاد، لكي تتشكل الكنائس.

قد يظهر القادة ليس فقط لرعاية القطيع محليًا، ولكن أيضًا (كما في أعمال الرسل 16: 1 حيث نرى تيموثاوس يخرج من نفس الكنيسة في لسترة) قد ينضمون إلينا في الريادة وزرع بذور الإنجيل في الحقل الفارغ الموالي. هل تتذكر هذا النمط؟ عمل الإرسالية في سفر أعمال الرسل؟ هو ليس مرتبط فقط بالرحلة الأولى. فإن ما يتم تقديمه هنا- نهايات الخدمة في الرحلة الأولى- نراه يتكرر في الرحلة الثانية والثالثة. نراهم أيضًا يمسكون مسؤولية الخدمة بين الكنائس التي تُركت، بينما كان يستمر بولس وبرنابا (لاحقًا بولس وسيلا، بما في ذلك تيموثاوس) نحو الدعوة إلى مقدونية. نحو تأسيس كنيسة كورنثوس في مقاطعة أخائية، وتأسيس كنيسة أفسس في مقاطعة أسيّا.

في كل حالة، من خلال صدى الإنجيل، من خلال صنع التلاميذ والكنائس التي تزرع كنائس، نرى أدلة على التكاثر. نرى أدلة على الموارد القادمة من الحصاد والتي تقود إلى حصاد. أعتقد أن كل عنصر من هذا النمط هو ضروري. حين ننهي مهمة البدء، نخوض السباق. حين ننهي الخدمة وسط الحقول الفارغة، نضع أيدينا على مهمة زرع بذور الإنجيل وصنع التلاميذ وتشكيل الكنائس وتكاثر القيادة التي يمكن أن تسهر على تكرار هذه العملية.

دعونا نسعى لنكون وكلاء جيدين على حياتنا وأيامنا، وفقًا لمزمور 90: نطلب من الرب أن يعلمنا أن نحصي أيامنا، حتى يثبت عمل أيدينا. المهمة، المهمة، المهمة. أن نراها مكتملة، ونرى عودة الرب، هما على رأس أولوياتنا. أن يجدنا الرب نقوم بعمله عندما يأتي، ونسمع منه، “أحسنت، أيها الخادم الصالح والمخلص” حسب متى 25. لنضع في اعتبارنا المهمة التي دعانا لإنهائها: تحريك المؤمنين في كنائسنا، وطائفتنا، وخدماتنا الإرسالية. في كل حالة وبغض النظر عمن يكون هذا الجمهور، فإن الأمر يتعلق ببساطة بطرح الأسئلة والإجابة عليها، “مع من أشارك الحق؟ من أقدم له الإنجيل؟” FTT على استعداد لمساعدتك في الإجابة على هذا السؤال. وأنت تحدد هدفك، وتجد دعوتك للأمم، ربما إلى أقاصي الأرض، يُطرح سؤال ثانٍ: “ماذا أقول؟ كيف أمضي في حمل كمال كلام الرب إلى الذين لم يسمعوا؟ ” السؤال الثالث: “ماذا أفعل إذا قالوا نعم؟ كيف أبدأ في التلمذة؟” إذا تمكنت من الإجابة على هذا السؤال في قلوب وعقول تلاميذك، فسيكون من الممكن تحريكهم للذهاب والتلمذة أيضًا”. سؤال رابع: كيف نشكل الكنيسة؟ بعيدا عن تفضيلاتنا، توقعاتنا الثقافية، أو حتى التقاليد المذهبية، ماذا تقول كلمة الله عن عروس المسيح؟ كيف نشكلها؟” إذا أجبنا على هذا السؤال من كلمة الله، فقد نرى تلاميذنا كزارعي كنائس في وسط الحقول البعيدة. أخيرًا، “كيف يمكننا مضاعفة القادة الذين يمكنهم الذهاب والقيام بكل هذه الأشياء نفسها: الوصول إلى الحقول الفارغة، وزرع بذور الإنجيل بنزاهة، والمتابعة من أجل صنع التلاميذ بين أولئك الذين يقولون نعم، وتشكيل كنائس من هذا الحصاد، ثم من الحصاد نستخرج كل ما هو مطلوب من أجل الحصاد، وأيضا تدريب القادة الذين سيخرجون مرة أخرى ويتكاثرون. هذا هو الطريق الحاسم للجموع من كل أمة وقبيلة وشعب ولغة.

إن الجمع الهائل الموصوف في سفر رؤيا 7 يتطلب أن نتكاثر في إحدى المراحل. هل أنت على استعداد لإعطاء نفس المهام لتلاميذك؟ هل أنت على استعداد لرؤيتهم ينطلقون ويرسَلون حتى بين أمم وشعوب العالم؟ السؤال السابق: هل تسمع صوت روح الله الذي يستمر في دعوة وإرسال الخدّام؟

لإنهاء المأمورية يجب أن نكون في المهمة. لإنهاء المهمة يجب إرسال مبشرين. في رومية 10 نجد “كيف يؤمنون بمن لم يسمعوا به؟ وكيف يسمعون بلا كارز؟ وكيف يكرزون إن لم يرسلوا؟” أيتها الكنائس المحلية، والطوائف التي تسمع، يبدأ تدبير ملكوت الله بالإرسال. ونحن في وسط جيل كايروس (جيل اللحظة المناسبة).

قبل مائة عام، خدم مبشر بطل يدعى جيمس و. فراسير بين شعب ليسو في جنوب غرب الصين. وقال ما يلي عن العمل التبشيري:

من الجانب الإنساني، يكون العمل التبشيري في مجال الإرسالية يشبه رجلًا يدور في واد مظلم وفي يده عود ثقاب مشتعل، ويسعى لإشعال أي شيء قابل للاشتعال. لكن الأشياء رطبة للغاية ولن تحترق مهما حاول. في حالات أخرى، تكون رياح الله وشروق الشمس قد أعدتا مسبقًا المكان، والوادي جاف في بعض الأماكن، وعندما يتم استعمال عود الثقاب المشتعل، تكون هنا شجيرة، هناك شجرة، هنا بضع أعواد، وهناك كومة من الأوراق. يأخذون النار ويعطون النور والدفء لفترة طويلة حتى بعد مرور عود الثقاب المشتعل وحامله. هذا ما يريد الله أن يراه. بقع صغيرة من النار مشتعلة في جميع أنحاء العالم.

خلال عقدين من هذا الجيل وبفضل جهد إرسالية Finishing The Task، كان هناك حرفياً ألف شعلة اندلعت في جميع أنحاء العالم. تم إشراك 20٪ من مجموعات الناس في العالم في آخر 1٪ من تاريخ المأمورية العظمى. إذا كان الإشراك هو كمسدس الانطلاق، وإذا كان الإشراك يشبه الدخول إلى حقل فارغ، فلا يزال يتعين علينا جري دورات السباق: زرع بذور الإنجيل، التلمذة، وتشكيل الكنائس. كما يقول فراسير، مثل وضع الحطب على نار صغيرة.

بينما نمضي قدمًا لإشراك الذين لم يتم إشراكهم وبينما نجري سباق زرع الكنائس بين هؤلاء الناس، تأكدوا أيها الإخوة والأخوات أن: الألف شعلة تلك التي أوقدتها المنظمات، وجهود مثل FTT، كلها تشتعل في اتجاه بعضها البعض. يجب أن تدرك معي أن النهاية قريبة: عمل ملكوت الله في جيلنا. لماذا لا نكون الجيل الذي ينهي المأمورية؟ تقف خدمةFTT على أهبة الاستعداد ليس فقط لإلقاء الرؤية، ليس فقط لمساعدتك على تحديد الأشخاص، ولكن للتجهيز والتدريب. لرؤيتك تحشد كنيستك، وطائفتك، وحتى تنظيم إرسالياتك، لكي يقود زرع بذور الإنجيل إلى التلمذة وتشكيل الكنائس. ومن ثمار تلك الكنائس، يمكن أن نرى قوة عاملة متزايدة ومتضاعفة تنضم إلينا في مهمة الإرسالية.

دعني أصلي. يا رب، بالروح، بمبادرة منك، بقوتك، بإرشادك، أيها الرب الإله كما كنت القائد في القرن الأول، نعلم ونثق أنك تعمل في هذا الجيل. قم بالدعوة. قم بإرسال الخدام من وسط الإخوة والأخوات الذين سيستجيبون لدعوتك يا رب. أظهر قوتك. أظهر جبروتك، أظهر حكمتك بيننا. أيها الرب الإله، حين تسكن كلمتك في قلوبنا، أعنا حتى لا نتجاهل روحك أبدًا بل نسير حسب ما تفعله. يا رب أعنا حتى ننكب على عملك إلى أن تكمُل المأمورية. نحن نحبك ونحمدك. باسم يسوع، آمين. ليبارككم الرب.

التصنيفات
حول الحركات

شغف من أجل الله، رأفة من أجل الناس

شغف من أجل الله، رأفة من أجل الناس

– بقلم شودانكا جونسون 

عمليات إظهار محبة الله تلعب دورًا أساسيًا في حركات زرع الكنائس. 

إنها تخدم كنقاط دخول للأخبار السارة وكذلك كثمار التغيير من الملكوت 

في حياة الناس والمجتمعات.

 

تعد خِدمة فتح الطريق إحدى ركائز إرساليات الحصاد الجديدة (NHM). منذ أن بدأ الحصاد الجديد، قد لعبوا دورًا رئيسيًا في إظهار رأفة الله، وصناعة التلاميذ، وزرع الكنائس في أكثر من 4000 مجتمع في 12 دولة. لقد كانت هذه الاشتباكات الرؤوفة عوامل محفزّة رئيسية في تشكيل مئات الآلاف من التلاميذ الجدد، وأكثر من عشرة آلاف قائد مسيحي جديد.

 

الرأفة هي قيمة ملكوتية أساسية موجودة في الحمض النووي لكل حركة صنع تلاميذ. لدينا العشرات من أنواع خِدمات فتح الطريق المختلفة. تلعب كل واحدة منها دورًا فريدًا في مساعدتنا في التقدّم بملكوت الله في إفريقيا. معظمها ليست باهظة الثمن، ولكن بعون الله، لها تأثير كبير. نحن شركاء مع السكان المحليين في كل الخِدمة. غالبًا ما يوفرون القيادة، العمل والمواد- الأشياء الموجودة في المجتمع والتي يمكن أن تساعد في تلبية الاحتياجات.

 

رأفة بطولية

 

إرساليات الحصاد الجديدة تخدِم العديد من البلدان من مقرنا الرئيسي في سيراليون. عندما ضرب فيروس إيبولا في عام 2014، لم يمكن بإمكاننا البقاء في أماكن آمنة وألا نتشابك في خضم الكارثة من حولنا. ضربت الأزمة بقوة العديد من القرى المسلمة بشكل خاص، حيث تسببت طقوس الدفن في تفشي الوباء هناك. فجأة، وبسبب الإيبولا، لم يستطع الناس حتى لمس الآباء أو الأطفال المحتضرين. في هذا السياق، تطوع العديد من قادة الحصاد الجديد في أكثر الأماكن خطورة. نجا البعض، لكن العديد فقدوا حياتهم في خدمة الآخرين- معظمهم من المسلمين.

 

كان زعيم مسلم من إحدى المجتمعات محبطا برؤية الناس يحاولون الهروب من قريته التي كانت تحت الحجر الصحّي. اندهش لرؤية المسيحيين يأتون للخدمة. صلّى هذه الصلاة بشكل سرّي: “يا إلهي، إذا أنقذتني من هذا، إذا أنقذت عائلتي، أريد أن نكون جميعًا مثل هؤلاء الناس الذين يظهرون لنا المحبة ويجلبون لنا الطعام.” نجا الزعيم وعائلته وقد حافظ على وعده. حفظ مقاطع من الكتاب المقدس، وبدأ يشاركها في المسجد حيث كان شيخا. ولدت كنيسة في تلك القرية، واستمر الزعيم في التنقّل من قرية إلى أخرى، مشاركا الأخبار السارّة عن محبة الله.

 

اكتشاف الاحتياجات المحسوسة، والتعامل مع الضياع

 

بالنسبة إلى إرساليات الحصاد الجديدة، خدمات فتح الطريق تبدأ بتقييم الإحتياجات المحسوسة للمجموعة. عندما نكمل تقييم احتياجات، يجب على الشراكة مع المجموعة أن تبني احترام وثقة متبادلين. بعد فترة، تؤدي العلاقة إلى رواية القصص ودراسات اكتشاف الكتاب المقدس (DBS). تسمح لهم خدمات فتح الطريق برؤية محبة المسيح ولمس قلوبهم بقوة.

 

الطريق إلى حركات الملكوت

 

الصلاة هي الأساس لكل ما نقوم به. لذلك بمجرد إجراء التقييم، يبدأ المتشفعون بالصلاة من أجل:

 

  •  فتح الأبواب وفتح القلوب
  •  اختيار قادة المشروع
  •  أيادي مفتوحة من السكان المحليين
  •  تحرّك إلهي خارق
  •  قيادة الروح
  •  أن يوفّر الله الموارد اللازمة.

 

تعرف جميع مراكز الصلاة لدينا المجتمعات التي يتم خدمتها. يصومون ويصلون من أجل كل منهم. والله يفتح دائما الباب الصحيح، في الوقت المناسب، مع التوفير المناسب.

 

الصلاة هي خدمة فتح الطريق الأقوى والأكثر فعالية. وقد تسببت في تأثير متتالي عبر الحركة. نحن مقتنعون بدون أي شك بأن الصوم الاستراتيجي والصلاة المتواصلة يؤديان إلى هزيمة قوى الظلام. أحيانًا تفتح الصلاة من أجل المرضى بابًا واسعًا لفتح الطريق. من خلال الصلاة الملحّة، رأينا مجتمعات معادية بشدة تنفتح، وأشخاص بعيدين عن السلام تم تشخيصهم بالسلام، وتم خلاص أسر بأكملها. كل المجد يذهب إلى الآب الذي يسمع ويجيب على الصلاة.

 

إن الصلاة تدعم كل شيء نقوم به. أقول للناس أن العناصر الثلاثة الأكثر أهمية لخِدمات فتح الطريق هي: أولاً- الصلاة، ثانياً: الصلاة، وثالثاً: الصلاة.

 

كل مشروع يجعل ملكنا معروف

 

نحن نفعل كل ما يلزم لإيصال الإنجيل للناس حتى يتمجّد المسيح. عملُنا لا يتعلق بنا أبداً. إنه يتعلّق بالمسيح. نجعله معروفًا من خلال تركيز استراتيجي على مجموعات الأشخاص الذين لم يتم الوصول إليهم.

 

فريق التعليم

 

عندما يكون التعليم حاجة واضحة، يأخذ متشفعونا هذه الحاجة إلى الله في الصلاة. بينما نحن نصلي، نرى داخل المجتمع لاكتشاف ما لديهم من موارد. نكتشف ما يمكنهم تقديمه لتلبية احتياجاتهم الخاصة. غالبًا ما يقوم المجتمع بتوفير الأرض، مبنى لكي تجتمع فيه المجموعة، أو مواد البناء من أجل بناية مؤقتة.

 

نحن عادة نشجع المجموعة على دفع جزء من راتب المعلم. المعلم يكون معتمد وهو أو هي صانع تلاميذ متمرس أو زارع كنائس. تبدأ المدارس ببضعة مقاعد، أقلام رصاص أو أقلام حبر، صندوق من الطباشير، وسبورة. يمكن أن تبدأ المدرسة تحت شجرة أو في مركز مجتمعي أو في منزل قديم. نبدأ ببطء وننمّي المدرسة أكاديميا وروحيا.

 

عندما يفتح شخص سلام منزله(ها)، تصبح نقطة الانطلاق لاجتماعات دراسات اكتشاف الكتاب المقدس DBS وبعد ذلك كنيسة. لقد أطلقنا أكثر من 100 مدرسة ابتدائية، معظمها مملوكة الآن للمجموعات.

 

من هذا البرنامج البسيط، قد أقام الله أيضًا 12 مدرسة ثانوية، ومدرستين تقنيتين تجاريتين، وكل كلية “كل أمة”. هذه الكلية لديها مدرسة معتمدة لإدارة الأعمال وكلية اللاهوت. على عكس ما قد يتوقعه البعض، تحتاج حركات صنع التلاميذ أيضًا إلى معاهد قوية.

 

التطبيب، الأسنان، النظافة

 

عندما نحدد حاجة صحية، نرسل فرقًا طبية متمرسة ومؤهلة جيدًا مع أدوية ومعدات وإمدادات. جميع أعضاء فريقنا هم صناع تلاميذ أقوياء وماهرين في تسهيل عملية دراسات اكتشاف الكتاب المقدسDBS . العديد منهم هم زارعو كنائس ماهرين كذلك. بينما يعالج الفريق المرضى، يبحثون أيضًا عن شخص سلام. إذا لم يكتشفوه في الزيارة الأولى، فإنهم يقومون بزيارة ثانية. بمجرد اكتشاف شخص سلام، سيكون هو أو هي بمثابة الجسر والمضيف المستقبلي لـدراسات اكتشاف الكتاب المقدسDBS. إذا لم يعثروا على شخص سلام، يذهب الفريق إلى مجتمع أخر، بينما يستمرون في الصلاة من أجل باب مفتوح في المجتمع السابق.

 

تم تدريب عشرة زارعي كنائس بشكل جيد، وتم جهيزهم كأطباء أسنان. هم معتمدون من قبل السلطات الصحية للقيام بدورات متنقلة لخلع الأسنان وحشوها. واحد منهم يعمل أيضًا كطبيب عيون. يقوم بفحص النظر وتوزيع النظارات المناسبة. يفعل ذلك بتكلفة، لإبقاء العملية مستمرة وتجنب الاعتماد على الغير. يوفر أعضاء الفريق الصحي الآخرون التدريب على النظافة الشخصية، والرضاعة الطبيعية، والتغذية، ولقاحات الأطفال، والرعاية قبل الولادة للنساء الحوامل.

 

خدمة فتح الطريق الأكثر غرابة

 

نفعل كل هذا بطريقة شبيهة بالمسيح، سعيًا لجعل ملكوت الله مرئيًّا. يتحرك الله ويعلن عن حضوره. غالبًا ما يبدأ هذا بأسرة واحدة أو زعيم مجموعة غير محتمل. بهذه الطريقة نرى استمرار تضاعف التلاميذ، ومجموعات اكتشاف الكتاب المقدس، والكنائس.

 

كان من الصعب للغاية بالنسبة لنا دخول مجموعة كبير في الجزء الجنوبي من سيراليون. كانوا معاديين للغاية تجاه المسيحيين. وجد الأشخاص المسيحيين أنه من الصعب حتى دخول هذا المكان. لذلك صلينا من أجل تلك المدينة. لكن الوقت قد مر ولم تنجح أي من استراتيجياتنا.

 

ثم فجأة حدث شيء! أفادت الأخبار الوطنية بوجود مشكلة صحية في تلك البلدة. كان الشباب يمرضون ويموتون. وقد تبين أن العدوى تتعلق بحقيقة أن القرية لم تختن أبنائها أبداً. عندما كنت أصلي من أجل المشكلة، شعرت أن الرب أقنعني أن هذا كان بابنا المفتوح لخدمة هذه المدينة أخيرًا.

 

قد جمعنا فريقًا طبيًا متطوعًا وذهبنا إلى المجموعة بالمعدات والأدوية المناسبة. سألنا إذا كانوا سيسمحون لنا بمساعدتهم. لقد سررنا عندما وافق قادة المدينة. في اليوم الأول ختنوا أكثر من 300 شاب.

 

في الأيام التالية كان الرجال يتعافون لا غير. أعطانا ذلك فرصة لبدء مجموعات اكتشاف الكتاب المقدس خلال أيام الشفاء. لقد رأينا استجابة كبيرة، وسرعان ما بدأ تضاعف الملكوت يحدث من خلال زرع الكنائس! في غضون بضع سنوات فقط، تحول المكان الذي لم يتمكن فيه المسيحيون من الدخول إلى مكان أضاء فيه مجد الله بإشراق. إن رأفة شعب الله، وقوة الصلاة، وكلمة الله التي تغيّر الناس غيرت كل شيء.

 

فريق زراعي

 

كانت أول خدمة فتح الطريق لدينا هي الزراعة. في الأماكن التي تكون فيها الزراعة حرجة، تصبح الزراعة بوابة عظيمة لخدمة الناس. معظم الزراعة هي زراعة اكتفائية، فقط للاستهلاك العائلي. في كثير من الأحيان لا يتم حفظ البذور للزراعة التالية.

 

قادتنا هذه المواقف إلى تطوير بنوك البذور للمزارعين. كما هو الحال مع فرقنا الأخرى، قمنا بتدريب تسعة مزارعين وهم أيضًا زارعي كنائس. هؤلاء المزارعون/صناع التلاميذ يُعلّمون المزارعين. يؤدي تدريبهم وإرشادهم إلى علاقات تؤدي بدورها إلى مجموعات دراسات اكتشاف الكتاب المقدس DBS، ثم المعمودية، وفي النهاية الكنائس. اليوم أصبح العديد من المزارعين من أتباع المسيح…

 

زراعة الكنائس

 

حوالي 90٪ من محاولات خدمات فتح الطريق قد أدت إلى زرع كنيسة. في كثير من الأحيان تؤدي مشاركة واحدة إلى العديد من الكنائس المزروعة. وحينما نرجع لزيارة المجموعات، نسمع العديد من الشهادات حول تغيير أشخاص، عائلات، ومجتمعات بأكملها. رأفة من أجل الناس، تجعل الله معروفًا!

شودانكا جونسون، زوج سانتا وأب لسبعة أطفال، هو قائد إرساليات الحصاد الجديد (NHM)  في سيراليون. بفضل الله، والالتزام بحركات صنع التلاميذ، شاهدت NHM مئات الكنائس البسيطة تبدأ، وأكثر من 70 مدرسة أنشئت، والعديد من الإرساليات الجسر تبدأ في سيراليون في السنوات الخمس عشرة الماضية. وهذا يشمل كنائس بين 15 مجموعة من المسلمين. كما أرسلوا خدامًا بأمد طويل إلى 14 دولة في إفريقيا، بما في ذلك ثماني دول في الساحل والمغرب العربي. قام شودانكا بتدريب وتحفيز الصلاة وحركات صنع التلاميذ في أفريقيا وآسيا وأوروبا والولايات المتحدة. وقد شغل منصب رئيس الجمعية الإنجيلية في سيراليون والمدير الأفريقي لإرساليات الأجيال الجديدة. وهو حاليًا مسؤول عن التدريب العالمي وتعبئة الصلاة في إرسالية الأجيال الجديدة. وهو قائد رئيسي في تحالف 24: 14 في أفريقيا والعالم.

 

تم تحريره من مقال نُشر أصلاً في عدد نوفمبر- ديسمبر 2017 من مجلةMission Frontiers ، www.missionfrontiers.org، صفحات 32-35،. ونُشر على الصفحات 24- 28 (النسخة العربية) من كتاب 24: 14 – شهادة لجميع الشعوب، متاح على 24: 14 أو على أمازون.



التصنيفات
حول الحركات

نموذج السكتين للكنائس الموجودة للوصول إلى الذين لم يتم الوصول إليهم- الجزء 2

نموذج السكتين للكنائس الموجودة للوصول إلى الذين لم يتم الوصول إليهم- الجزء 2

– بقلم تريفور لارسن وفرقة الإخوة المثمرة – 

في الجزء 1 من هذا المنشور، شاركنا مشروع التنمية والريادة لنموذج السكتين. إليكم كيف عمل الله خلال أربع سنوات من تطبيق هذا النهج.

3 – السنة الأولى: تدريب وانتقاء المشاركين 

خلال العام الأول، قدمنا ​​تدريباً يتكون من ستة عشر موضوعاً. تم ذلك في ظرف يوم كامل من التدريب كل أسبوعين. وافقت على أن نصف مواضيع التدريب تستهدف تنمية كنيسة “السكة الأولى”. هذا ساعدهم على رؤية أننا نريد خدمة الكنيسة فوق أرضية. لكن أولويتي كانت النصف الآخر من مواضيع التدريب- التي هي المصممة لتجهيز مجموعة “السكة الثانية”. وتركز تلك المواضيع على خدمة المسلمين خارج الكنيسة وتلمذتهم بهدوء في مجموعات صغيرة.

ركزت سنة التدريب الأولي على الشخصية وثماني مهارات أساسية في القيادة. إحدى هذه المهارات هي “تدبير البيض”. هذا ما نسميه تقريرنا باستخدام دوائر (على شكل بيض) لإظهار التكاثر في مجموعات صغيرة. نقوم بالتدبير والإدارة على أساس الثمار، وليس الأنشطة. في الحقل، نريد العثور على خدام يستخدمون مجموعة متنوعة من الاستراتيجيات والتكتيكات. لكننا نريد بشكل أساسي تقييم الثمار التي تنتجها أنشطتهم. لذا فإننا نشرح للخدام الميدانيين علامات التقدم. بعد أن يوافقوا على هذه العلامات، نقوم بإجراء تقييم منتظم معًا.

"السكة الثانية"

هذه المهارات الأساسية الثمانية هي مهمة للخدام الميدانيين الذين يذهبون إلى المسلمين. في كل تقييم، أردنا معرفة المتدربين الذين طبقوا المهارات الثمانية. بدأ المتدربون النشطون في الظهور بصفتهم هم الذين طبقوا هذه المهارات. إذا لم يتم تطبيقها، لماذا لا؟ أشرفنا على المتدربين، وحفزناهم، وقمنا بتقييمهم بناءً على هذه المهارات الثمانية.

من أصل 50 شخصًا بالغًا في الكنيسة، تم تدريب 26 شخصًا على السكتين معًا من خلال مواضيع التدريب الستة عشر. بعد شهرين، شعر 10 فقط أن الله يدعوهم للذهاب إلى المسلمين وتلمذتهم خارج الكنيسة. أفرز هؤلاء الأشخاص العشرة (حوالي 20 في المائة من أعضاء الكنيسة البالغين) أنفسهم لتلمذة المسلمين.

خلال تقييماتنا الفصلية (كل ثلاث شهور)، رأينا أن ستة من هؤلاء العشرة اختاروا الاستمرار في الخدمة داخل الكنيسة (السكة الأولى). ركزوا على خدمة الكنيسة، وتدريب أعضائها، والتواصل مع الكنائس الأخرى. أربعة فقط من أصل 10 كانوا نشطين في الوصول إلى الأغلبية. قد يشعر بعض المدرِّبين بالإحباط في هذه المرحلة، لكن هؤلاء الأشخاص الأربعة يمثلون ثمانية في المائة من الكنيسة، وهي نسبة عالية للعديد من الكنائس. أظهر هؤلاء الأربعة دعوة خاصة لتلمذة المسلمين في المناطق حيث الأغلبية هي مسلمة.

4 – من السنة الثانية إلى الرابعة: تدريب ودعم الخدام الميدانيين الصاعدين

لقد قمنا بتوجيه الأشخاص الأربعة فقط الذين برزوا كخدام نشطين في الخدمة. تم توجيه هؤلاء الأربعة من قبل مؤمنين من الجيل الثالث في مجموعة صغيرة من فريق إرساليتنا. هؤلاء كانوا مسلمين سابقين آمنوا وكانوا يعيشون في الجوار.

تم إرسال الأربعة لخدمة المسلمين في المناطق المجاورة. اختار كل منهم منطقة حيث أرادوا أن يكونوا رائدين، على بعد 25 إلى 30 كيلومترًا من الكنيسة. بدأت هذه الكنيسة المكونة من 25 عائلة بدعم هذه العائلات الأربع التي كرست نفسها لخدمة المسلمين. أكثر من التقدمات الخاصة لأعضاء الكنيسة، فقد قاموا أيضا بذلك بجمع موارد مالية مع مانحين خارج الكنيسة. تواصلوا مع أعضاء الكنيسة السابقين الذين انتقلوا إلى مدن أخرى وكان لديهم الآن مدخول أعلى.

ركزنا تدريبنا على هؤلاء الأربعة. الأساس في هذه الخدمة ليس التدريب الأولي، لأن معظم الناس ينسون تدريبهم قبل أن يتمكنوا من تطبيقه. يعمل التدريب الأولي كمصفاة للعثور على الأشخاص الذين تم دعوتهم لخدمة ميدانية نشطة من أجل المسلمين. أساس التدريب للوصول إلى الإثمار هو الحوار المنتظم بين المرشدين والناس النشطين في الخدمة. يناقش المرشدون مع المتدربين ما يواجهونه في حقل الخدمة. كما أنهم يراجعون “الممارسات المثمرة” التي تمت مناقشتها في التدريب، ويساعدون الخدام الميدانيين النشطين على جعل نقاط التدريب هذه تعمل في سياقاتهم. يحتاج العديد من الأشخاص إلى تدريب منتظم لتطبيق تدريبهم بشكل أفضل في حقل الخدمة.

زادت الكنيسة من التزامها بمشروع “السكتين” مستلهمة من التزام هؤلاء الأشخاص الأربعة. ووافقت على تزويد هؤلاء الأربعة موارد مالية خدمات تنمية المجتمع. إن تنمية المجتمع طريقة مهمة لمحبة المسلمين ذوي الدخل المنخفض. فهي تمنح الكارزين الدخول للمجتمع ليتمكنوا من بدء مجموعات صغيرة. لقد أمضينا الكثير من الوقت في مناقشة القضايا الأمنية مع الكنيسة والأشخاص الميدانيين النشطين الأربعة. هذا ساعد الجميع على أن يصبحوا أكثر قدرة على التمييز.

5 – ثمار كثيرة في أربع سنوات

الآن، بعد أربع سنوات، وصلت ثمار الخدمة التي بدأها هؤلاء الأعضاء الأربعة إلى حوالي 500 مؤمن. هذه الثمار في كنيسة “السكة الثانية” تحت أرضية (في مجموعات صغيرة) أكبر بكثير من الخمسين البالغين في كنيسة “السكة الأولى” فوق أرضية (في مبنى).

لقد أنشأوا مجموعات تلمذة صغيرة حيث آمن المسلمون. هذه المجموعات بدورها قد بدأت وتقوم بقيادة مجموعات صغيرة أخرى من المسلمين الذين آمنوا. أبقى الراعي هذه الأخبار عن الثمار المبهجة في صمت.

6 – عوائق تم مواجهتها، ورؤية تم تأكيدها

أصبح هؤلاء الخدام الميدانيون الأربعة الآن يرون الكثير من الثمار في أربع مناطق. التقيت بهم مؤخراً وكذلك بالراعي الجديد للكنيسة فوق أرضية. ناقشنا ما يجب فعله إذا وقع حالة طارئة بسبب صراع مع العدد المتزايد من الأصوليين المتأثرين بتنظيم داعش. اتفقنا على أن المؤمنين في مجموعات صغيرة سيحاولون معالجة المشكلة دون الإشارة إلى ارتباطهم بأي مجموعة صغيرة أخرى. ولكن إذا كانت المشكلة صعبة للغاية وتوجد حاجة للتضحية بشخص آخر، فقد اتفقوا على “التضحية” بالكنيسة فوق أرضية بالإشارة إلى ارتباطهم بها. هذا التزام رائع في بلد لا تريد فيه العديد من الكنائس الوصول إلى المسلمين لتجنب تعرض كنيستهم للخطر. من خلال التضحية بالكنيسة فوق أرضية، سيقتصر الخطر على الكنيسة، ولن يشمل العدد الكبير جدّا من المؤمنين في كنيسة “السكة الثانية” تحت أرضية. قد تحصل الكنيسة المسجلة على حماية القانون، في حين أن الكنيسة تحت أرضية لن تحصل على هذه الحماية.

وبقدر الإمكان، ستتعامل المجموعات الصغيرة مع أي نزاعات باعتبارها “خلية مستقلة” حتى لا تعرض الآخرين للخطر. سيقوم القادة الميدانيون الأربعة بتدريب المؤمنين الأوائل في المجموعات الصغيرة للتعامل مع الأشياء بهذه الطريقة. لن يتم تحديدهم كأعضاء كنيسة (السكة الأولى). هذا سوف يساعد على إبعادهم عن طريق الأذى. وافق راعي الكنيسة الأصغر سنا الذي حل محل الأكبر سنا على المخاطرة لحماية الكنيسة تحت أرضية.

نحن صادقون مع الكنائس التي ندربها في نموذج “السكتين”. إنهم بحاجة لرؤية ليس فقط الفوائد ولكن أيضا مخاطر خدمة المسلمين هذه. يجب أن توافق الكنائس التي ندربها على إبقاء تقاريرنا سرية. لا يمكن مشاركة التقارير مع أعضاء كنيستهم أو المسيحيين الآخرين. ولهذا السبب، نختار بعناية الكنائس التي ندربها والأعضاء الذين نوجههم.

لقد واجهنا تحديات أمنية في نهج السكتين هذا، لكن التحدي الأكبر كان هو هجمات بعض قادة الكنائس. ينتقدوننا على افتراض أننا لن نعتني بالخراف إذا لم يذهبوا إلى مبنى الكنيسة. ومع ذلك، نقوم بتدريب مجموعة كبيرة من الشيوخ على كل رأس مجموعة، لرعاية الخراف. نطلب أن يرعى كل قائد مجموعة صغيرة برعاية متبادلة بين أعضاء المجموعة الصغيرة، بحيث يهتمون ببعضهم البعض. ينتقدنا بعض قادة الكنائس أيضًا لعدم إبلاغ الثمار إلى الشرطة، مما يمنحها وضعًا رسميًا ككنيسة. لكننا لسنا قلقين بشأن الوضع الرسمي. نركز بدلاً من ذلك على نضج جسد المؤمنين حتى يصبحوا مثل الكنيسة التي نراها في العهد الجديد. لم يكن لهذه الكنائس وضع رسمي، لكنها نمت عضويا وكتابيا. هذه هي رؤيتنا.

يحتوي نموذج السكتين هذا على ثلاثة أسس:

1) استخدم التدريب كمصفاة للعثور على عدد صغير من الأشخاص الذين تم اختيارهم بشكل جيّد؛

2) ناقش الشروط الصحية مسبقًا مع الكنيسة لتنمية هؤلاء الناس، حتى لا تتدخل الكنيسة أثناء تبنيهم لنموذج خدمة جديد؛

3) قدّم الدعم التدريبي المستمر لأولئك الذين يدخلون في خدمة المسلمين.

تريفور لارسن هو استاد ومدرب وباحث. فرحه هو في العثور على الوكلاء الرسوليين الذين اختارهم الله ومساعدتهم على زيادة ثمارهم من خلال مشاركة الممارسات المثمرة في فرق قادة أخوة مشابهين. لقد كان شريكا لوكلاء رسوليين آسيويين لمدة 20 عامًا، مما أدى إلى حركات متعددة في مجموعات الناس الذين لم يتم الوصول إليهم.

مقتبس وملخص من كتابFocus on Fruit! Movement Case Studies & Fruitful Practices . متاح للشراء على موقع  www.focusonfruit.org.

التصنيفات
حول الحركات

درسان مهمان في الصلاة

درسان مهمان في الصلاة

– مقتطف بإذن من الكتاب الذي نوصي به بشدّة: –

إطلاق عنان الملكوت: كيف تُغيّر قيم ملكوت يسوع في القرن الأول آلاف الثقافات وتوقظ كنيسته

 بقلم جيري تروسديل وجلين صن شاين.

(المواقع في نسخة كيندل 701- 761، من الفصل 3 “صلوات صغيرة إلى إله قدير”)

هناك درسان تعلمناه من زملائنا المؤمنين في الجنوب العالمي. أولاً، الكنيسة في الشمال العالمي لا تصلي بما فيه الكفاية. ثانيًا، عندما نصلي، تميل أولوياتنا إلى ألا تكون نفس أولويات الله. دعونا ننظر في كلا هذين الدرسين في هذا الفصل. كانت الصلاة مركزية في حياة يسوع وخدمته. بصفته مُعلّمًا، صلى يسوع ثلاث مرات على الأقل يوميًا باستخدام صلوات الساعات النموذجية. لكن الأناجيل تخبرنا كثيرًا عن اختلائه أيضًا إلى البرية للصلاة، وغالبًا ما يقضي الليل بأكمله في الصلاة، على سبيل المثال عندما يحتاج إلى اتخاذ قرارات بشأن اتجاه خدمته (على سبيل المثال، مرقس 1: 35-39) أو قبل اختيار التلاميذ الاثني عشر. يثير هذا الأمر ملاحظة فورية كون أنه إذا كان يحتاج يسوع إلى قضاء أوقات طويلة في الصلاة- وهو الذي كان في شركة كاملة وبدون حواجز مع الآب- فكم بالحري نحتاج إلى فعل الشيء نفسه إذا كنا نود الحصول على إرشاد الروح وقوته؟

صلاة عميدة (الصلاة المركزية)

صلّى اليهود الملتزمون في أيام المسيح صلاة العميدة (المعروف أيضًا باسم المباركات الثمانية عشر). لقد فهموا أن هذا واجب مقدس، وكان عدم القيام بذلك خطيئة. استغرقت هذه الصلوات وقتًا طويلاً. يتم الاعتماد على الحاخامات و “المسؤولين” الآخرين في تلاوة هذه الصلوات بانتظام، لكن أن تقام الصلاة بأكملها ثلاث مرات في اليوم يمكن أن تكون عبئًا على الشخص العادي الذي لديه وظيفة وأسرة. ولذلك طلب الطلاب من الحاخامات نسخة أكثر إيجازًا من الصلوات تكون أكثر عملية بالنسبة لهم للوفاء بواجباتهم الدينية.

يساعد هذا السياق في شرح ما كان يحدث في لوقا 11 عندما جاء التلاميذ إلى يسوع وطلبوا منه أن يعلّمهم الصلاة، بالطريقة التي علّم بها يوحنا المعمدان تلاميذه أن يصلوا: أراد التلاميذ أن يجدوا جوهر صلاة العميدة التي يمكنهم أن يتلوها ثلاث مرات يوميا. كان جواب يسوع هو الصلاة الربانية، والتي تشبه بشكل ملحوظ بعض النسخ المختصرة من صلاة عميدة التي بقيت من تلك الفترة.

إذن، بالنسبة ليسوع، كانت الصلاة الربانية هي الجوهر المقطر لما يجب أن تكون عليه الصلاة. لقد كان قصده أن يتم تلاوة الصلاة، وأيضا أن تعكس أولوياته في الصلاة، مما يجعلها نموذجًا لكيفية الصلاة في كل وقت. إنها أيضًا ملخص لخدمته ورسالته بأكملها.

غالبًا ما يكرر العديد من المسيحيين كلمات الصلاة الربانية، ومع ذلك، عندما نصلي بكلماتنا الخاصة، فإننا عمومًا نفتقد الموضوعات الرئيسية للصلاة. هذا أمر رائع ومؤسف في نفس الوقت- ومع ذلك فإن إلقاء نظرة فاحصة على ما قاله يسوع سيساعدنا على رؤية ما كان يركز عليه. دعونا نلقي نظرة عن كثب على الصلاة الربانية من أجل اكتشاف أولويات يسوع الثلاث المتعلقة بالصلاة:

  • أن يتمجد اسم الآب في العالم من حولنا.
  • أن يأتي ملكوته بقوة.
  • أن يطيع الناس في العالم- وخاصة أتباعه- كلمة ومشيئة الآب.

  أبانا الذي في السماوات، ليتقدس اسمك

  أولوية يسوع الأولى هي مجد الله. قصده في هذا الطلب هو: لتظهر قداسة الله ومجده الذي في السماء حيث أعيش!

  ليأتي ملكوتك

  الأمر الثاني الذي يطلب منا يسوع أن نصلي من أجله هو أن ينتشر ملكوت الله على الأرض. ليتأسس مُلك الله الذي في السماء حيث أعيش!

  لتكن مشيئتك. كما في السماء كذلك على الأرض.

  من المحتمل أن عبارة “كما في السماء” تنطبق في الواقع ليس فقط على “لتكن مشيئتك”، ولكن على جميع الطلبات الثلاثة السابقة: “ليتقدس اسمك، كما هو مقدس في السماء كذلك على الأرض. ليأتي ملكوتك كما في السماء كذلك على الأرض. ولتكن مشيئة الله الكاملة في داخلي- وبين جميع شعوب العالم كما هي في السماء!” هل ترى موضوعًا مشتركًا في الطلبات الثلاثة الأولى؟ من قلب شاكر، هي تذرع لكي:

  • يُعلن مجد الله للناس الذين أعيش بينهم.
  • ينتشر ملكوت الله وسلطانه حيث أعيش.
  • تتأسس مشيئة الله في طاعة كاملة حيث أعيش.

قبل الانتقال إلى الطلبات الموالية، يجدر بنا أن نسأل إلى أي مدى تتماشى أولوياتنا الثلاثة الأولى مع أولويات يسوع. هل أولياتنا الأولى هي مجد الله، ملكوت الله، ومشيئة الله، أم هي تتعلق بنا أكثر من تعلقها بالله؟

خبزنا كفافنا أعطنا اليوم. 

لترفع موارد ملكوت الله احتياجاتنا يومًا بيوم.

واغفر لنا وذنوبنا كما نحن نغفر أيضاً للمذنبين إلينا. 

ليرحمني الرب، أنا الخاطي، ولأمنح بنفسي المغفرة بسخاء للآخرين.

ولا تدخلنا في تجربة، 

ليحفظ روح الله قلبي ورجلي وعيني وأذني من أماكن التجربة.

لكن نجنا من الشرير.

ليقوّيني الروح القدس لكي أقاوم إغراءات الشيطان، ويمكّنني لأكون فعّالاً في فداء الناس لله من ملكوت الظلام. لتكون قوة الشر منعدمة حيث أعيش.

لأن لك الملك والقوة والمجد إلى الأبد، آمين.

هذا المقطع من شبه المؤكد أنه ليس جزءًا من صلاة يسوع الأصلية، ولكنه يتماشى مع روح الصلاة. إنه يقدّم السبب الكامل لهذه الصلاة، ولجميع الصلوات في الواقع. تهدف الصلاة إلى مجد الله. في اللغة الإنجليزية الحديثة، قد تعني هذه الجملة الختامية شيئًا كهذا: “نحن نطلب هذه الأشياء لأن مُلكك هو الذي يُبنى وأنت تستجيب لهذه الصلوات، وقوتك- وقوتك فقط- هي التي يتكمل هذه الأشياء، واستجابتك لصلواتنا تعطيك المجد إلى الأبد “.

كان لدى يسوع الكثير ليقوله عن الصلاة بالطبع. في الواقع، لقد علم عن الصلاة أكثر من أي موضوع آخر باستثناء ملكوت الله. نحن نعلم أيضًا أنه هو والكنيسة الأولى صليا من خلال المزامير، والصلوات العظيمة التي نجدها مسجلة على مر القرون مشبعة بكلمات سفر المزامير. نجد صلوات عميقة وقوية مسجلة في أماكن أخرى من الكتاب المقدس، مثلا رسائل بولس، ولكنها في جميع الحالات تعكس الطلبات والأولويات التي نجدها في الصلاة الربانية.

التصنيفات
حول الحركات

تطوير مواد التلمذة- قابلية النقل والتكاثر

تطوير مواد التلمذة- قابلية النقل والتكاثر

– بقلم آيلا تاسي – تم تحريره من شريط فيديو لجمعية الرعاة العالمية لإنهاء المهمة – 




أنا رئيس خدمة Lifeway Mission والتي مقرها في نيروبي، كينيا. أخدم أيضًا كمدير لخدمة الأجيال الجديدة لمنطقة شرق إفريقيا. أود أن أشارككم أهمية تطوير مواد التلمذة. عندما تقوم بالتلمذة، يجب أن يكون لديك محتوى يساعد في هذه العملية. حاوَلت العديد من الكنائس والمنظمات الإرسالية إطاعة أمر يسوع “اذهبوا وتلمذوا”. لكن بعض هذه الإرساليات هي غير فعالة في صنع التلاميذ لأنهم يفتقرون إلى المواد المناسبة لجعل الآخرين يصبحون تلاميذ يسوع. أريد أن نستكشف معًا عملية تطوير مواد التلمذة التي يمكن أن تساعدنا في جعل الآخرين يصبحون تلاميذ يسوع.

أرى ثلاث مراحل في تطوير مواد التلمذة. المرحلة الأولى هي الإعداد. تتناول هذه المرحلة الأمور التي نحتاج إلى معرفتها قبل أن نبدأ في تطوير مواد التلمذة. المرحلة الثانية هي تنظيم موادنا في جلسات وموضوعات تلبي احتياجات التلاميذ الجدد. المرحلة الثالثة تتضمن تطوير المحتوى. سننظر في مبادئ تطوير مواد التلمذة، مع التركيز على الإعداد.

يتضمن التحضير أربعة أنشطة يحتاجها أي شخص يرغب في إعداد مواد التلمذة. أولا الصلاة. يجب على صانع التلاميذ أن يصلّي من أجل قيادة الله في تطوير المواد التي تناسب التلاميذ الجدد. نحن بحاجة إلى معرفة فكر الله وقيادة روحه. سيقودنا الروح إلى أفضل محتوى- أفضل غذاء يمكننا تقديمه لطفل حديث الولادة. لأن التلميذ الجديد يحتاج إلى تعلم أشياء جديدة. إذا لم نتمكن من الصلاة بشكل فعال، فلن نعرف فكر الله وقيادة الروح القدس في هذا المجال. لذا فإن الخطوة الأولى هي الانخراط مع الله في الصلاة.

الثاني هو التعرف على جمهورك أو مجموعة الأشخاص المستهدفين. للوصول إلى مجموعات الأشخاص الذين لم يتم الوصول إليهم، لا يمكننا فقط إطعامهم أوعية من الطعام الصلب عندما يقبلون حديثًا على الإيمان المخلّص من خلال يسوع. نحتاج أن نعرف أين هم في رحلتهم الروحية. ماذا يعرفون؟ ما الذي لا يعرفونه؟ ما هو مستوى تعليمهم؟ ما هو وضعهم الاقتصادي؟ ما هي التحديات التي يواجهونها؟ هل هم من خلفية إسلامية أم هندوسية؟ كم عمرهم؟ نحتاج إلى معرفة كل هذه الأشياء قبل أن نبدأ في التفكير في تطوير مواد التلمذة. هذا هو السبب في أن أي صانع تلاميذ يريد تطوير مواد التلمذة يحتاج إلى فهم جمهوره. لقد رأيت الكثير من الأشخاص يأخذون مواد من مكان أو مجموعة واحدة ويعتقدون أنها يمكن أن تنطبق مباشرة على مجموعة مختلفة بنفس الطريقة. هذا لن يعمل بشكل فعال. على سبيل المثال، لدينا أشخاص متعلمون شفهيون وآخرون لديهم قابلية تعليم كبيرة. إذا كنت لا تفهم جمهورك حقًا، فسيكون من الصعب جدًا تطوير مواد تلمذة فعالة. لهذا السبب الخطوة الثانية في الإعداد هي مهمة للغاية: التعرف على الجمهور الذي نتلمذه، كأفراد وكمجموعة. نحن بحاجة إلى معرفتهم جيدًا.

النشاط الثالث هو تطوير الفريق الذي سيعمل على تطوير مواد التلمذة. يجب أن يتكون هذا الفريق من الأشخاص الذين لديهم خبرة في العمل بين المجموعة أو المجتمع المستهدف: نوع الأشخاص الذين تريد أن تتلمذهم. يمكن لهذا الفريق تبادل الأفكار والتفكير معًا والصلاة معًا. يمكنهم التعرف على تفاصيل المجموعة التي يتم التركيز عليها. يعد الفريق أمرًا بالغ الأهمية في العملية لأن شخصًا واحدًا يجلس بمفرده لا يمكنه طرح جميع المشكلات التي ستحتاج إلى معالجتها في تلمذة مجموعة الأشخاص المعينة هذه.

لقد رأيت أشخاصًا من جميع أنحاء العالم يتصفحون الإنترنت وينزلون مواد لا تعالج أحيانًا أو حتى تناسب مشكلات مجموعة الأشخاص. يمكننا أحيانًا استعارة أفكار من قبائل أخرى أو مجموعات أشخاص أخرى، لكن هذا لا يعني أن القضايا في تلك القبيلة هي نفس القضايا التي تواجهها هذه القبيلة. لهذا السبب هو من المهم جدّا أن يكون لدى هذا الفريق المعرفة والفهم لهذه المجموعة المحددة من الأشخاص.

النشاط الرابع هو التحليل. يجتمع هذا الفريق معًا للنظر في المشكلات والبدء في تحليل المشكلات التي يحتاجون إلى معالجتها في عملية التلمذة لمجموعة الأشخاص هذه. سيقوم الفريق بجمع المعلومات والنظر في جميع القضايا والتحديات التي تواجه المجموعة التي يتم التركيز عليها. ما هي قضايا نظرتهم إلى العالم التي يحتاج الكتاب المقدس أن يعالجها؟ ما هي المعتقدات التي لديهم والتي يجب أن تعمل عليها عملية التلمذة؟

هكذا يمكنك اختيار المواضيع والحصص في مواد التلمذة. إذا لم تكن قادرًا على جمع وتحليل المعلومات حول معتقدات وممارسات مجموعة الأشخاص، فستخرج بشيء تعتقد أنه يناسبهم، لكنه قد لا يكون كذلك. العديد من مواد التلمذة المستخدمة اليوم لا تتناول الاحتياجات الروحية أو المادية للمجموعات الأشخاص. لهذا السبب نحن بحاجة إلى فريق من الأشخاص الذين يمكنهم تحليل وتطوير الموضوعات التي يجب تناولها لكل قبيلة أو مجموعة أشخاص. هذه الأنشطة مهمة في هذه الخطوة الأولى لإعداد نفسك لتطوير مواد التلمذة. لا تحتاج إلى التسرع في هذا. كلما استغرقت وقتًا أطول، زاد فهمك لاحتياجات هذه المجموعة من الأشخاص. سيمكن هذا من تطوير مواد فعالة لصنع تلاميذ يسوع في سياقهم الخاص.

التصنيفات
حول الحركات

نموذج السكتين للكنائس الموجودة للوصول إلى الذين لم يتم الوصول إليهم- الجزء 1

نموذج السكتين للكنائس الموجودة للوصول إلى الذين لم يتم الوصول إليهم- الجزء 1

– بقلم تريفور لارسن وفرقة الإخوة المثمرة –

بلدنا متنوع للغاية. كثير من المناطق ليس فيها مؤمنون بالمسيح. ومع ذلك توجد في بعض المناطق كنائس تم إنشائها. بعض هذه الكنائس لديها إمكانية الوصول إلى المسلمين. ومع ذلك، فإن معظم الكنائس في المناطق ذات الأغلبية المسلمة (90 إلى 99 في المائة) لم تقم بضم مسلمين كمؤمنين لسنوات. غالبًا ما يخشون ردود الفعل في حال آمن البعض. في العديد من المناطق ذات الأغلبية المسلمة، تتمسك الكنائس بالتقاليد الثقافية المسيحية. هم لا يتواصلون مع الناس الذين لم يتم الوصول إليهم في مجتمعاتهم. الممارسات الثقافية للكنيسة المرئية (“فوق أرضية”) وردود الفعل حولها تجعل من الصعب التواصل مع المسلمين. تختلف ثقافة الكنائس فوق أرضية (“السكك الأولى”) اختلافًا كبيرًا عن الثقافة المحيطة بها. هذا يزيد من العقبات الاجتماعية للمسلمين العطشين روحيا. نقترح نموذجًا مختلفًا: كنيسة “سكك ثانية”. تأتي هذه الكنيسة تحت أرضية من نفس “المحطة”، لكنها تجتمع في مجموعات صغيرة ولا يلاحظها المجتمع بسهولة. هل يمكن لكنيسة تقليدية في منطقة ذات أغلبية مسلمة أن تبدأ كنيسة “سكة ثانية” (تحت أرضية)؟ هل يستطيعون أن يتلمذوا المسلمين في مجموعات صغيرة، بينما في نفس الوقت يحمون أيضًا خدمة كنيسة “السكة الأولى”؟

العديد من المشاريع التجريبية تختبر نموذج “السكتين”

في المناطق الإسلامية الاسمية في البلاد، نمو معظم كنائس الطوائف قد تباطأ أو انخفض خلال السنوات العشر الماضية. في هذه السنوات العشر نفسها، نما بسرعة نموذج تكاثر مجموعات صغيرة تحت أرضية بين مجموعات الناس الذين لم يتم الوصول إليهم.

طلبت منا بعض الكنائس تدريبهم على تكاثر وتضاعف المجموعات الصغيرة للوصول للمسلمين، لكنهم يريدون الاحتفاظ بكنيسة “السكة الأولى” خاصتهم الموجودة. لقد قمنا بتجريب نموذج “السكتين” في عشرين نوعًا مختلفًا من الكنائس في مناطق مختلفة. وقد أنهت أربعة من هذه المشاريع التجريبية فترة أربع سنوات من الاختبار. يقدم هذا الفصل أول أربع تجارب مع نموذج “السكتين”. تم تضمين أفكار إضافية الاختبارات الثلاثة الأخرى في كتاب “ركز على الثمار!” انظر الملحق من أجل تفاصيل إضافية.

دراسة حالة: كنيستنا الأولى ذات السكتين

أكمل “زاول” مشروع “سكتين” تجريبي دام أربع سنوات في منطقة مسلمة بنسبة 90 بالمائة. يوجد في هذه المنطقة العديد من المسلمين الاسميين والعديد من الأصوليين. يشرح زاول ما تعلموه من نموذج “السكتين” الأول هذا.

1. الاختيار الدقيق للكنيسة والمتدربين

النموذج الجيد يتطلب الانتقاء. أردنا أن نبدأ بالكنائس التي من المحتمل أن تنجح، لذلك اخترناها بعناية. اخترت الكنيسة “أ” لمشروع تجريبي لأن الراعي الشيخ أبدى اهتمامًا كبيرًا لوضع جسر خدمة يصل إلى المسلمين. الكنيسة “أ” جزء من طائفة من أوروبا ولكنها تضمنت بعض ميزات الثقافة المحلية. يستخدمون اللغة المحلية للعبادة، لكنهم يشبهون إلى حد كبير الكنائس في أوروبا. بعد واحد وخمسين عاما من بدايتها، كان لهذه الكنيسة 25 عائلة تحضر بانتظام.

كنت أعرف راعي الكنيسة أ لسنوات عديدة. كان لدينا العديد من المجموعات الصغيرة التي تتكاثر في المنطقة المحيطة بكنيسته، بدأها خدام من فريق إرساليتنا المحلي. أحب الراعي ثمار خدمتنا، وأراد أن يتعلم منا كيفية الوصول إلى المسلمين.

2. مذكرة تفاهم

عندما أظهر هذا الراعي اهتمامًا، بدأنا مناقشة شروط شراكتنا. كتبنا ما اتفقنا عليه في مذكرة تفاهم. شعرت أن رسالة اتفاق ستقلل من سوء الفهم وتجعل النجاح ذو احتمالية أكبر. لذلك وقّعنا مذكرة تفاهم بين فريق إرساليتنا وراعي الكنيسة، المذكرة تصف أدوار الطرفين في الشراكة.

أولاً، وافقت الكنيسة على توفير عشرة متدربين مستعدين ليتم “إرسالهم” لخدمة المسلمين في المجتمع. ناقشنا المعايير التي يجب عليهم استخدامها لاختيار المتدربين، لذلك من المرجح أن ينجحوا في خدمة المسلمين. وعدت الكنيسة بموقع تدريب، وميزانية للأكل، ودعم كامل من الراعي. دعا الراعي أيضا بعض رعاة أخرين من المنطقة للتدريب.

ثانياً، وافقت الكنيسة على أن يقوم فريقنا بالتوجيه الميداني. اقتصر دور الراعي مع المتدربين على رقابة واسعة. وافق على عدم التدخل في قرارات فريق إرساليتنا حول الخدمة الميدانية. كما وافق على أن أنماط الخدمة في الكنيسة الموجودة لا يحتاج إلى أن يتبعها المتدربون في خدمتهم للمسلمين. واتفقوا على أن تركيز نموذج “السكة الثانية” سيكون على المسلمين غير المؤمنين خارج الكنيسة الحالية. سيكون للسكة تحت أرضية للكنيسة الحرية في العمل مع الأنماط المناسبة للسياق.

ووافقت الكنيسة على أن أي ثمار تأتي من بين المسلمين من هذه الشراكة ستبقى منفصلة في مجموعات صغيرة ككنيسة “السكة الثانية”. لن يختلط المؤمنون الجدد مع الكنيسة فوق أرضية. كان الهدف من ذلك حماية المؤمنين الجدد من التحول إلى النمط الغربي وحمايتهم من رد فعل عنيف ضد الكنيسة من الأصوليين.

ثالثا، اتفقنا نحن في فريق الإرسالية على توفير التدريب لمدة عام واحد. لقد وعدنا بتوفير التدريب والتوجيه للذين هم نشطون في الخدمة. وافقت على تسهيل التدريب. قدمنا ​​ميزانية لمواد التدريب. كما اتفقنا على توفير التوجيه لمدة أربع سنوات من أجل المتدربين الأكثر نشاطًا.

رابعاً، وافقنا نحن في فريق الإرسالية على توفير نسبة من التمويل للسكك تحت أرضية للكنيسة للقيام بخدمات تنمية المجتمع خلال السنة الأولى. نقوم بإدماج عملنا في تنمية المجتمع مع نموذجنا لتكاثر المجموعات المؤمنة الصغيرة. وافقت الكنيسة على توفير كل نفقات معيشة أو سفر للخدام الميدانيين، وكذلك نسبة من ميزانية تنمية المجتمع.

خامساً، سيتم إعداد تقرير كل ثلاثة أشهر. وسيشمل ذلك الموارد المالية، ثمار الخدمة، وتنمية المتدربين الشخصية.

سمحت صداقتي الطويلة الأمد مع الراعي ببدء وتقوية هذه الشراكة. تم تصميم المسارين لإنتاج كنيستين منفصلتين ستبدوان مختلفتين تمامًا، ولكن لهما قيادة مشتركة. اتفقت الكنيسة على أن المتدربين سيقدمون بيانات عن الثمار إليّ كميسّر، وأن الكنيسة لن تتدخل. بصفتي ميّسر، وافقت على تقديم ملخص لبيانات الثمار لقادة الكنيسة. بدورهم وافقوا على عدم نشر البيانات في الكنيسة أو الإعلان عنها في مجتمعهم.

في الجزء 2 من هذا المنشور، سوف نشارك الثمار التي جلبها الله في ظرف أربع سنوات من تطبيق نموذج السكتين، إلى جانب العقبات التي واجهناها والرؤية المستقبلية.

تريفور لارسن هو استاد ومدرب وباحث. فرحه هو في العثور على الوكلاء الرسوليين الذين اختارهم الله ومساعدتهم على زيادة ثمارهم من خلال مشاركة الممارسات المثمرة في فرق قادة أخوة مشابهين. لقد كان شريكا لوكلاء رسوليين آسيويين لمدة 20 عامًا، مما أدى إلى حركات متعددة في مجموعات الناس الذين لم يتم الوصول إليهم.

مقتبس وملخص من كتاب Focus on Fruit! Movement Case Studies & Fruitful Practices. متاح للشراء على موقع  www.focusonfruit.org.

التصنيفات
حول الحركات

استسلام: حركات تبدأ حركات في الشرق الأوسط

استسلام: حركات تبدأ حركات في الشرق الأوسط

– بقلم “هارولد” ووليام دوبوا 

عندما وصلت الرسالة المشفرة إلى هاتفي، ذُهلت من بساطتها وجرأتها، وشعرت بالتواضع مرة أخرى أمام كلمات “هارولد” صديقي العزيز وشريكي في الشرق الأوسط. على الرغم من كونه إمامًا سابقًا وإرهابيًا من تنظيم القاعدة وقائدًا في جماعة طالبان، فقد تحولت شخصيته بشكل جذري من خلال قوة يسوع التي تغفر. سأثق في هارولد بعائلتي وحياتي- وقد فعلت ذلك. معًا نقود شبكة من حركات كنائس منزلية في أكثر من 100 دولة تسمى عائلة الكنائس الأنطاكية.

كنت قد أرسلت لهارولد رسالة قبل يوم من ذلك استفسر عمّا إذا كان أي من إخواننا المسلمين السابقين، الذين يتبعون يسوع الآن ويعيشون في العراق، على استعداد للمساعدة في إنقاذ اليزيديين. فأجاب:

“يا أخي، لقد كان الله يتحدث إلينا عن هذا منذ عدة أشهر سبقت من عبرانيين 13: 3” اُذكُروا...والمُذَلّينَ كأنَّكُمْ أنتُمْ أيضًا في الجَسَدِ.” هل أنت على استعداد للوقوف معنا في إنقاذ المسيحيين المضطهدين والأقليات اليزيدية من داعش؟ “

ماذا عساي اقول؟ على مدى السنوات العديدة الماضية، ارتبطت صداقتنا بالتزام عميق للسّير في نفس الطريق مع يسوع والعمل معًا لتحقيق المأمورية العظمى. كنا نعمل بحرارة لتدريب القادة الذين سوف يضاعفون استسلامنا الشغوف ليسوع، حاملين رسالة المحبة للأمم. الآن كان هارولد يطلب مني أن أخطو خطوة أخرى أكثر عمقًا في إنقاذ الناس من عبودية الخطيئة وجرائم داعش المروعة.

أجبت: “نعم، أخي، أنا مستعد. هيّا لنرى ما سيفعله الله.”

في غضون ساعات، تطوعت فرق من زارعي كنائس محليين مدربين وذوي خبرة من الشرق الأوسط لترك وظائفهم للقيام بكل ما يلزم لإنقاذ هؤلاء الناس من داعش. وما اكتشفناه قد غيّر قلوبنا إلى الأبد.

كان الله قد بدأ في العمل! اليزيديون المنكسرون بأفعال داعش البربرية الشيطانية والهمجية، قد بدأوا يتدفقون إلى مواقعنا السرية تحت الأرض التي أطلقنا عليها اسم “مخيم مجتمع الرجاء للاجئين”. لقد حشدنا فرقًا من أتباع يسوع المحليين لتوفير الرعاية الطبية المجانية، واستشارات علاج من الصدمات النفسية، والمياه الصالحة للشرب، والمأوى والحماية. كانت حركة واحدة من كنائس بيتية التي تتبع يسوع وتعيش إيمانها للتأثير على الآخرين.

اكتشفنا أيضًا أن أفضل الخدام قد جاءوا من كنائس بيتية مجاورة. كانوا يعرفون اللغة والثقافة ولديهم قلوب تنبض بالكرازة وزرع الكنائس. بينما المنظمات غير الحكومية الأخرى التي تسجلت لدى الحكومة اضطرت إلى تقييد رسالتها الإيمانية، كانت جهودنا غير الرسمية القائمة على أساس كنسي مليئة بالصلاة وقراءات الكتاب المقدس والشفاء والمحبة والرعاية! ولأن قادة فريقنا قد اختبروا سخاء غفران يسوع، فقد عاشوا مستسلمين كليًّا ليسوع ومليئين بالجرأة الشجاعة.

وسرعان ما بدأت الرسائل تتدفق:

أنا من عائلة يزيدية. لفترة طويلة كانت حالة بلادي سيئة بسبب الحرب. لكن الآن أصبح الأمر أسوأ بسبب داعش.

الشهر الماضي هاجموا قريتنا. قتلوا العديد من الناس وخطفوني مع فتيات أخريات. اغتصبني كثيرون، وعاملوني كحيوان وضربوني عندما لم أطيع أوامرهم. توسلت إليهم، “أرجوكم لا تفعلوا هذا بي”، لكنهم ابتسموا وقالوا “أنتِ عبدة لنا”. لقد قتلوا وعذبوا أشخاصًا كثيرين أمامي.

ذات يوم أخذوني إلى مكان آخر لبيعي. كانت يداي مقيدة وكنت أصرخ وأبكي بينما كنا نبتعد عن الرجال الذين باعوني. بعد 30 دقيقة، قال المشترون، “أختي العزيزة، أرسلنا الله لإنقاذ الفتيات اليزيديات من هؤلاء الأشرار.” ثم رأيت أنه كان هناك 18 فتاة قاموا بشرائهن.

عندما وصلنا إلى مخيم مجتمع الرجاء فهمنا أن الله أرسل شعبه ليخلصنا. علمنا أن زوجات هؤلاء الرجال تخلوا عن مجوهراتهم الذهبية ودفعوا الثمن لكي نكون أحرارًا. الآن نحن بأمان، نتعلم عن الله ونعيش حياة جيدة.

(من أحد قادتنا في مخيمات مجتمع الرجاء للاجئين.)

قبلت العديد من العائلات اليزيدية يسوع المسيح وطلبت الانضمام إلى قادتنا في العمل وخدمة شعبهم. هذا أمر جيد جدًا لأنه يمكنهم المشاركة معهم بطريقتهم الثقافية. اليوم، بصفتنا أتباع يسوع، نصلي من أجل المتضررين أن يوفّر الله لهم احتياجاتهم ويحميهم من المقاتلين الإسلاميين. أرجوك انضم إلينا في الصلاة.

بدأت معجزة تحدث. حركة من أتباع يسوع المستسلمين له من أمم مجاورة- جميعهم كانوا محاصرون سابقًا في الإسلام- تم تحريرهم من ذنوبهم ليعيشوا ليسوع كمخلص لهم. كانوا يعطون حياتهم من أجل إنقاذ الآخرين. الآن، بدأت حركة ثانية من أتباع يسوع بين اليزيديين.

كيف يمكن أن يحصل هذا؟ كما كتب دوايت إل. مودي: “ما زال على العالم أن يرى ما يمكن أن يفعله الله برجل مكرَّس له بالكامل. بعون الله، أسعى أن أكون ذلك الرجل.”

 

ولد “هارولد” في عائلة مسلمة، نشأ وترعرع ليصبح جهاديًا وإمامًا متعصّبًا، وبعد تحوله الجذري إلى يسوع، استخدم هارولد تعليمه ونفوذه وقدرته القيادية على تنمية حركة من أتباع يسوع. بعد أكثر من 20 عامًا، يساعد هارولد في توجيه وقيادة شبكة من حركات الكنائس البيتية بين الشعوب التي لم يتم الوصول إليها.

هذا من مقال نشر في عدد يناير- فبراير 2018 من مجلة Mission Frontiers، www.missionfrontiers.org، صفحات 36-37. ونُشر على الصفحات 119- 120 (النسخة العربية) من كتاب 24: 14 – شهادة لجميع الشعوب، متاح على 24: 14 أو على أمازون.

التصنيفات
حول الحركات

بدأ الحركات بين المسلمين: حالات شاهدة لأفضل الممارسات- عائلة كنائس أنطاكية

بدأ الحركات بين المسلمين: حالات شاهدة لأفضل الممارسات- عائلة كنائس أنطاكية

– بقلم ويليام ج. دوبوا 

أنا ويليام ج. دوبوا، قائد مشارك لعائلة كنائس أنطاكية، وهو تحالف عالمي لحركات زرع الكنائس المحلية. على مدار الثلاثين عامًا الماضية، ركزنا على بناء القدرات القيادية للجيل الأول من المسيحيين الذين يعيشون في بلدان مغلقة ومساعدتهم على تعلم مضاعفة الكنائس المنزلية. سأركز اليوم على بدأ الحركات بين الشعوب المسلمة.

على مدار العشرين عامًا الأولى من عملنا، كان الكثير من جهودنا مليئًا بالعثرات والأخطاء والفشل. ومع ذلك، فقد تعلمنا من خلال أزمة شخصية في حياتي الخاصة إجراء تعديلات من شأنها أن تؤدي إلى نجاح. في عام 2004 كنت أساعد قادة كنائس سرية من إيران على تعلم وفهم تيموثاوس الثانية. بعد الانتهاء من ذلك التدريب، تسممت على يد أحد عناصر القاعدة وكنت على وشك أن أموت. كان الكثير من الناس يصلون من أجلي، وبعد شهرين ونصف من زيارة الأطباء والمستشفيات في محاولة لتحديد ما حدث، شُفيت بأعجوبة. أنا شاكر جدًا من أجل ذلك!

لكن قوة القصة جاءت لاحقًا- بعد سنوات في الحقيقة. كنت أشارك في استضافة تدريب على حركات زرع الكنائس لقادة من أفغانستان والعراق وباكستان، وفي بداية وقتنا معًا كنا نقدم أنفسنا. اكتشفت أن أحد خدامنا في زرع الكنائس هناك هو الرجل الذي أمر بتسممي!

في تلك اللحظة بدأت أفهم أن تضاعف الحركات يتطلب أكثر بكثير من اللغة عبر الثقافات والقدرة على فهم الثقافة. تبدأ قوة التجسد بالتعلم عن روح الناس. وفي هذه الحالة، تطوير فهم عميق لأولئك الذين تحولوا إلى التطرف من أجل الشر. وضعني الرب في رحلة لأبدأ في فهم جوهر ما يتطلبه الأمر لبدء الحركات بين المسلمين.

تضم عائلة كنائس أنطاكية نفسها اليوم 1225 نشاطًا حركيًا في 748 لغة في 157 دولة. هناك 2.3 مليون كنيسة منزلية بها 42 مليون بالغ. ما بدأه الله فينا وبيننا، بدأ بانكسارنا، وأخطائنا وسوء فهمنا. ولكن بعد أن سمح لنا الرب بلطف أن نتعلم عن بعض الأدوات القوية والمبادئ الفعالة، حدث تقدم كبير.

نحن نركز على ثلاث أولويات. الأولى هي إنقاذ الناس من العبودية إلى البنوة. قد تكون هذه العبودية اتجارًا بالبشر، لكنها دائمًا ما تكون عبودية الخطيئة. وهي حياة مليئة بالتمييز والألم والحزن. ولكن عندما يدخلون في علاقة شخصية مع الله من خلال يسوع المسيح، يصبحون أبناء وبنات الله الحي وورثة مشاركين. لذا فإن علاقتنا، حتى مع المؤمنين الجدد، ليست هرمية. إنها مثل العائلة لأننا نطلب منهم أن يعتمدوا ليكونوا في يسوع، ثم في الكنيسة، ثم في العالم. نحن لا نطلب من أي شخص أن ينضم إلى ثقافتنا قبل أن يجدوا مخلصنا. نتأكد من أنهم يعرفون مخلصنا أولاً. ثم نكتشف معًا كيف ستبدو الكنيسة في ثقافتهم. لذا، فإن الأولوية الأولى هي الإنقاذ من العبودية إلى البنوة.

والأولية الثانية هو تمكين الناس لجلب الآخرين إلى المسيح. ربما سمعت مصطلح “البحث عن رجل سلام”. في نموذجنا، نبحث عن رجل أو امرأة ذات تأثير. نسميه نموذج كورنيليوس، من أعمال الرسل 10، نطلب من الرب أن يرينا الناس الذين لديهم تأثير كبير في قريتهم أو مجتمعهم أو بلدهم. وبعد تقديم الإنجيل إليهم، فهم بدورهم لديهم القدرة على نشر تلك الأخبار السارة لجميع الأشخاص في شبكاتهم الاجتماعية. ثم، مثلما طلب الرسول بولس من تيطس أن يؤسس شيوخًا في كل كنيسة، نطلب من هؤلاء الكورنيليوسيون المساعدة في تدريب القادة وتأسيس شيوخ في كل كنيسة منزلية. إن خدمتنا إذن هي من كنيسة إلى كنيسة أخرى. وليس من منظمة إلى لكنيسة بل كنيسة محلية تشارك مع كنيسة منزلية أخرى من السكان المحليين للطلب من الله ما يجب القيام به ثم العمل عليه معًا.

ثم تأتي أولويتنا الثالثة وهي التضاعف. تقول رسالة تيموثاوس الثانية 2: 2 أن الأشياء التي سمعناها من أشخاص موثوق بهم، يجب أن ننقلها إلى أولئك الذين يمكنهم مشاركتها مع الآخرين أيضا. إنها عملية تضاعف ثلاثة أجيال. لقد وجدنا أنه إذا ركزنا على الأجيال المتنامية من القادة، يمكننا مضاعفة الحركات. يعتمد تدريبنا قيادتنا على على الطاعة وليس المعرفة. سأعطيك مثالا. قبل عدة سنوات، افتتحنا خدمة جديدة في مدينة كبيرة، ووجدنا شخصًا مهتمًا بالأمور الروحية. بدأ أحد خدامنا يتحدث معه، وسرعان ما سأل عن يسوع. لكن قبل شرح عمق الملكوت، طلبنا من ذلك الشخص أن يذهب للبحث عن خمسة أصدقاء.

لم يكن الهدف جمع هؤلاء الأصدقاء الخمسة معًا في اجتماع كنيسة منزلية، ولكن بدلاً من ذلك، لكي يتم توجيه كل واحد منهم من طرف “كورنيليوس” الأول هذا. سيبدأ هؤلاء الخمسة على الفور في المشاركة مع خمسة من أصدقائهم، وسيجد هؤلاء الأصدقاء الخمسة خمسة من أصدقائهم. لذا فمنذ البداية، تم دمج عملية التضاعف في الخدمة بأكملها.

مع هذه الأشياء الثلاثة- الإنقاذ والتمكين والتضاعف- اكتشفنا أنه يمكننا أن نتعلم الكثير من الأشخاص الذين يأتون للتو إلى المسيح. لذا فبدلاً من تعليمهم بيانات تصريحية، نبدأ بطرح أسئلة قوية. ها هي الأسئلة الثلاثة التي نطرحها. نسأل: “من هو الجائع روحياً؟ متى يبحثون روحيا؟ وأين هم منتبهون روحيا؟” نحاول العثور على الإيقاعات الثقافية والروحية لأولئك الذين نخدمهم.

على سبيل المثال، لن تكون نهاية أسبوع عيد الفصح يومًا مقدسًا بالنسبة للمسلم لأنهم لا يعرفون المسيح بعد. وجدنا في الواقع أن رمضان هو أهم لحظة في التقويم يمكننا فيها مشاركة الأخبار السارة مع المسلمين. لماذا؟ لأن هذا هو الشهر الذي يبحثون فيه عن الله. مع أنه ليس نفس الإله. إنهم لا يسعون وراء يسوع ابن الله. بل يحاولون فقط إيجاد طريقة لكسب رصيد حسنات كافٍ قد يقبله الله. لذا بدلاً من تعريفهم بأعيادنا أولاً، قررنا أن نسير معهم، ونفهم إيقاعاتهم الروحية، ونصلي من أجل أولئك الجياع روحياً. نجد أين هم جائعون وما الذي يثير اهتمامهم. ثم من خلال المحادثات الروحية، يمكننا أن نجد كورنيليوس. نطلب منه أن يجد أصدقائه وهكذا تبدأ عملية التضاعف.

لقد جهزنا قادتنا بترجمة الكتاب المقدس أو الآيات الرئيسية. غالبًا ما نوفر لهم صناديق متصلة بشبكة الأنترنت، حتى يتمكنوا بضغطة زر من نشر فيلم يسوع أو أجزاء من العهد الجديد، على الأقل في اللغات المشتركة. إذا كانت مجموعة الأشخاص لم يتم إشراكها من قبل، فنحن نوفر لفرقنا حقائب الظهر مجهزة، بحيث إذا كانوا في القرى يمكنهم عرض فيلم “يسوع” ​​لما يصل إلى 300 شخص. ونمنحهم الكثير من التدريب حول كيفية بدء المحادثات الروحية مع الناس- حتى يرغب الناس في معرفة الله الذي يمكنه إنقاذهم وتقويتهم ومضاعفة تأثيرهم. يمكنهم أن يقابلوا الله، يسوع، الذي يستطيع أن يغفر لهم خطاياهم.

في خضم كل هذا، وجدنا أنه إذا اجتمعنا وصلّينا، إذا قمنا ببناء فرق للشفاعة في الصلاة، فهناك فرصة هائلة في هذه اللحظات. هناك يوم خاص، قرب نهاية شهر رمضان (اليوم السابع والعشرون)، يسمى ليلة القدر. في تلك الليلة بالذات، يعتقد العديد من المسلمين في جميع أنحاء العالم أن صلواتهم تحمل وزنًا يزيد بمقدار ألف مرة عن الأيام الأخرى. وفي تلك الليلة، يطلبوا من الله الكشف عن نفسه. يطلبون غفران الله عن خطاياهم، ويطلبون الأحلام والرؤى. لذلك نرسل خدّامنا ليختلطوا مع أولئك الذين يبحثون عن إله لا يعرفونه، حتى نتمكن من مشاركة الله الذي نعرفه.

في 19 مايو 2020، تجمع أكثر من مليار مسلم في منازلهم للصيام والصلاة. تم إغلاق المساجد لأول مرة منذ عام 622 م بسبب فيروس كورونا. ودعوا في “ليلة القدر” هذه من أجل وحي خاص من “الله” وغفران ذنوبهم. في الوقت نفسه، رفع أكثر من 38 مليون من أتباع المسيح من 157 دولة- جميعهم مسلمون سابقون- أصواتهم في الصلاة طالبين من الله الحقيقي الواحد والحي أن يكشف عن نفسه من خلال الآيات والعجائب والأحلام والرؤى للمسلمين في جميع أنحاء العالم. وصلّوا أن يفهم المسلمون للمرة الأولى بقوة الروح القدس الرحمة والمحبة والمغفرة الموجودين فقط في يسوع المسيح. وفي هذه “الليلة المعجزة الواحدة” سمع الله صلواتنا.

عندما نتفق معًا في الصلاة ونذهب إلى العرش في السماء، نطلب من يسوع أن يتشفع بالنيابة عنا- لكي نجري محادثات روحية في الوقت المناسب وفي المكان المناسب. يمكننا أن نتوقع حدوث أشياء خارقة. اريد ان اقول لكم قصة حدثت هذا العام في شهر رمضان. أرسلنا فرقًا من قرية إلى قرية خلال هذا الوقت، طالبين من الرب أن يمنحنا أبوابًا مفتوحة وقلوبًا مفتوحة. ذهب أحد فرقنا إلى أحد البلدان (أعتذر لأنه لأسباب أمنية لا يمكنني مشاركة تفاصيل البلد)، لكنهم ذهبوا إلى قرية حيث لم يستقبلهم أحد. لم يُظهر أحد كرم الضيافة، ولم يفتح أحد بابه.

مع نهاية اليوم، كان الفريق محبطًا للغاية. ذهبوا خارج القرية وجلسوا جميعًا تحت شجرة وأقاموا نار المخيم حتى يتدفؤوا طوال الليل. بدأوا بالصلاة وسألوا الرب عن ماذا يمكنهم فعله، طالبين طريقة ليدخلوا هذه القرية. وناموا ليلا. سرعان ما استيقظوا ورأى أحد القادة نارًا مشتعلة متجهة نحوهم. اتضح أن 274 شخصًا يحملون نار في أيديهم يسيرون نحوهم. كان الفريق في البداية ممتلئًا بالخوف حتى قال أحدهم، “مرحبًا، صلينا أن تتاح لنا الفرصة لدخول هذه القرية ومشاركة يسوع. الآن القرية قدمت إلينا!”

قبل أن يقابلوا هؤلاء الأشخاص مباشرة، تقدم أحد الرجال البالغ عددهم 274 وقال، “لا نعرف من أنتم، ولا نعرف من أين أنتم، ولم نفتح منازلنا لكم عندما جئتم إلى قريتنا اليوم. لكن الليلة، كل واحد منا كان لديه نفس الحلم بالضبط. وفي هذا الحلم ظهر لنا ملاك وقال، “هؤلاء الناس الذين جاءوا إلى قريتكم هم الذين لديهم الحق. يجب أن تذهبوا وتسألوهم وتتبعوا ما يقولونه.”

كانت تلك هي اللحظة: حدثت محادثات روحية مع الأشخاص المناسبين، في الوقت المناسب، وفي المكان المناسب. وقبل انتهاء الليل، آمن بالمسيح جميع قادة البيوت الـ 274 وتركوا دينهم ليكونوا في علاقة مع بيسوع. هذه هي قوة الصلاة وإجراء الأحاديث الروحية في المكان المناسب.

أريد أن أترككم مع قصة أخرى عن بدأ الحركات بين الشعوب المسلمة. لا تأتي من فكرة أن الخادم أو المُرسل هو الذي من المفترض أن يفعل هذا الأمر. يبل تعلق الأمر بتجهيز وبناء القادة، وبكورنيليوس، الذي سيضاعف الخدمة. قبل عدة أشهر، جاءني قادة وقالوا لي، “كما تعلم، لم نتمكن من الوصول إلى قرى معينة ولا توجد طريقة للوصول إليها باستخدام الوسائل العادية. لذلك صلينا، وشعرنا أن الروح القدس قد طلب منا أن نفرز فرقًا من الناس الذين سيعبرون الصحراء ويتأكدون من أن جميع الأشخاص الذين لم يتهم إشراكهم، والذين لم يتم الوصول إليهم ولم يمسهم أحد، سيسمعون الأخبار السارة.”

أنا وأنت لدينا فرصة لإطلاق حركات بين الشعوب المسلمة. يبدأ كل الأمر عندما نقوم بتدريب السكان المحليين الذين يعيشون بالقرب من الثقافة. نجد كورنيليوس، نستثمر فيه، وهو يساعدنا على فهم كيفية حشد أصدقائه لإخبار أصدقائهم. يمكن أن يكون كل هذا بعيدا بعد صحاري الشرق الأوسط على الجمال. إذا قمنا بتمكين الكنائس المحلية لتحمل المسؤوليات التي أعطاها الله لها بدلاً من أن نكون في المقدمة، فإننا نصبح برنابا الذي يدعم هؤلاء الرسل والأشخاص المرسلين. لذلك أود أن أقول إن مسؤوليتنا هي تزويد الناس بالتدريب والأدوات وبناء الثقة. وهم من يعيّنون القادة ويرسلون زارعي الكنيسة لمضاعفة الأشخاص آخرين يشاركون الأخبار السارة.

باختصار، أعتقد أنه يمكننا أن ننظر إلى إطلاق الحركات بين الشعوب المسلمة بهذه الطريقة. أولاً، يمكن أن تنتج ثقافة سفر أعمال الرسل نجاحًا مثل نجاح سفر أعمال الرسل. ثانيًا، نطلق الحركات بين الشعوب المسلمة من خلال تعديل محادثاتنا، بحيث يتم إجراء المحادثات الروحية مع الأشخاص المناسبين، في الوقت المناسب، في المكان المناسب.

نطلب من الناس أن يتعمدوا ليسوع، ثم نساعدهم على اكتشاف شكل كنيستهم، بدلاً من أن نطلب من الناس أن يجدوا طريقهم في ثقافة كنيستنا. نحتاج أيضًا أن نطلب من الله كورنيليوس، رجلًا أو امرأة ذات تأثير، والتي ستستخدم تأثيرها لمضاعفة الملكوت بين العلاقات التي لديها مسبقًا. أريد أن أشجعك وأنت تفكر في إطلاق حركات بين الشعوب المسلمة، أن تبحث عن الأدوات، وأن تعثر على تدريب جيد، وتبني الثقة. كنيسة واحدة، متصلة بكنيسة قريبة ثقافية وغرافيا، بحيث يمكنكم الذهاب معًا إلى المجموعات التي لم يتم إشراكها والتي لم يتم الوصول إليها ورؤية كورنيليوس يضاعف الملكوت بالشراكة معكم. بركات الرب معك.

التصنيفات
حول الحركات

الله يعمل وسط الجائحة

الله يعمل وسط الجائحة

– بقلم جون رالز 

وسط الجائحة وعدم اليقين، لا يزال الله يعمل. روحه تتحرك في حياة الناس في جميع أنحاء العالم.

بينما وجد الناس أنفسهم في المنازل، في بعض الأحيان بمفردهم، ومع أسئلة عديدة، يبحث الكثيرون عن إجابات حول التحديات والمشاعر التي يشعرون بها. الإنترنت هو أحد الأماكن التي يلجأ إليها الناس للحصول على إجابات. إن عدد الأشخاص الذين يبحثون عبر الإنترنت على محرّك البحثGoogle ، ويشاهدون مقاطع الفيديو علىYouTube ، ويعلقون علىFacebook ، وغير ذلك- هو مستمر في الارتفاع.

لدى Facebook أكثر من مليارَين مستخدم، ويوتيوب هو ثاني أكبر محرك بحث بعد Google (التي تمتلك يوتيوب). هذه الزيادة في مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي تزيد أيضًا من فرص خدمات وسائل التواصل الاجتماعي والتلمذة.

يفتح الله حقًا أبواب الإنجيل للعديد من الباحثين.

من واحد يأتي الكثيرون

فتح الله باب الإنجيل من أجل أزيبيدين من خلال إعلان إنجيلي شاهده على مواقع التواصل الاجتماعي. استجاب للإعلان وتم رب الاتصال بينه وبين صانع تلاميذ محلي يدعى بِشارى. كان بِشارى قد آمن قبل عام وشارك بحماس إيمانه مع كل من يستمع إليه. نتيجة لذلك، آمن 300-400 شخص، ممثلين 30 مجموعة إيمانية فريدة. تعرض بِشارى للاضطهاد الشديد بسبب إيمانه لكنه أبقى يده على المحراث وهو يقوم حاليًا بتلمذة وتجهيز أزيبيدين للخدمة.

لستَ وحدكَ

بالنسبة لطلاب الجامعات في إحدى المناطق الآسيوية، فتح الله بابًا للإنجيل من خلال مقاطع فيديو من فيلم يسوع المُستخدم في حملة إعلانية على وسائل التواصل الاجتماعي. ردّ أحد الطلاب على الإعلان برسالة تقول: “اعتقدت أنني الشخص الوحيد الذي شعر بالوحدة أثناء الجائحة، ومع ذلك فأنا أسمع عنكم أنتم المسيحيون وعن حبّكم لنا”. لم يكن هذا التلميذ وحده الذي سمع عن حب المسيح. آمن ثلاثة أشخاص على الأقل بالمسيح بعد الرد على هذه الإعلانات.

كان هناك سؤال على إحدى الحملات الإعلانية يقول “ما نوع الصلاة التي تطلب من الله أن يستجيب لها؟” أجاب مئات الطلاب بعبارات مثل ” اغفر لي يا رب”. “يا إلهي، ساعدني في الأشياء التي تجعلني خائفًا.” “يا الله، أرجوك أعطني شخصًا يفهمني ويحبني.” “يا إلهي، أرني ما هي الاختيارات التي يجب أتبعها.”

الذين الذي لم يتم الوصول إليه يأتون

تسمح وسائل التواصل الاجتماعي للكثيرين في المناطق التي لم يتم الوصول إليها بالتواصل مع أولئك الذين يمكنهم مشاركة الأخبار السارة. على سبيل المثال، اكتسبت صفحة خدمة مسيحية على Facebook أكثر من 1800 متابع من مجموعة لم يتم الوصول إليها في جنوب شرق آسيا. يتواصل المسيحيون المحليون مع المهتمين بالإنجيل، وقد تم مسبقا تعميد شخص واحد على الأقل.

ليست صدفة

من خلال استخدام الإعلانات المستهدفة والمحتوى العضوي (غير المدفوع)، يسمع الناس عن يسوع. في بلد مسلم بنسبة 99.9٪، وصلت هذه الرسالة إلى فريق يستخدم وسائل الإعلام للعثور على باحثين: “في كل مكان على Facebook وInstagram وYouTube، دائمًا ما أصادف أشياء عن يسوع وما إلى ذلك. لا أعتقد أن هذا يمكن أن يكون صدفة. أتساءل عمّا إذا … كان يمكنني أن أؤمن بيسوع. أتساءل عمّا إذا كان بإمكاني رؤية معجزة “.

أوقات وأدوات غير عادية

منذ بداية الكنيسة، كان الناس يشاركون الأخبار السارة. نشارك الرجاء الذي في داخلنا عندما نتفاعل مع الناس على مدار اليوم في عملنا ومدارسنا وفي أماكن أخرى. بفضل قوة الإنترنت وحجمه، أصبح لدينا الآن أدوات وتكنولوجيا تسمح لنا بالوصول إلى مواقع بعيدة على مدار 24 ساعة في اليوم. حتى أثناء نومنا، فإن روح الله يعمل في جذب الباحثين إلى أولئك الذين يمكنهم مشاركة أخبار ابنه، يسوع المسيح.

لا يحل التواصل الرقمي محل عيشنا شخصيًا في حياة إرسالية، ولكنه يسمح بنموذج خدمة مختلف جذريًا حيث يتواصل الباحثون مع الخدام المسيحيين. يتواصل هؤلاء الباحثون مع الأشخاص الذين يمكنهم بدء محادثة معهم (أولا عبر الإنترنت ثم خارج الأنترنت)، الأمر الذي قد يقود في النهاية إلى تلميذ يمكنه صنع تلاميذ.

ليست رصاصة سحرية

التواصل الرقمي ليس رصاصة سحرية. لا يمكننا فقط تشغيل إعلان مدفوع ونتوقع أن يتم خلاص الآلاف. هناك حاجة إلى الكثير من الاستراتيجيات والتدريب والتفكير للاستفادة بشكل أفضل من هذه الفرص الرقمية. ولكن مع وجود تلك الأسس في مكانها الصحيح، يمكن استخدام هذه الأداة القوية لمجد الله وتقدم ملكوته.

إذا كنت مهتمًا أو تريد البدء في العثور على باحثين عبر وسائل التواصل، فإن العديد من الخدمات تقدم التدريب وتوفر الموارد للخدّام المسيحيين الذين يستخدمون هذه الوسائط. نذكر بعضها:

Media To Movements– الفريق (من الميديا إلى الحركات) يقوم بتجهيز صانعي التلاميذ باستراتيجيات وسائل التواصل لتحديد وإشراك الباحثين الروحيين الذين يسرعون حركة تضاعف التلاميذ. فهم يقدمون التدريب والإرشاد انطلاقًا من الخطوات الأولى إلى الكرازة المستمرة. ( www.Mediatomovements.org)

Kingdom Training– تقوم هذه المجموعة بالكرازة الرقمية لسنوات ولديها العديد من الدورات الدراسية الممتازة لمساعدة الأشخاص على البدء. (www.Kingdom.training)

Mission Media U – هي عبارة عن منصة تدريب عبر الإنترنت مُوجَّهة ومصممة لمساعدة أتباع المسيح على أن يكونوا أكثر فاعلية في صنع التلاميذ وبدء الكنائس باستخدام الميديا، القصة والتكنولوجيا المبتكرة. www.missionmediau.org/foundations-of-media-strategy

Kavanah Media​​- متخصصة في مساعدة فرق الإرساليات والكنائس في العثور على الباحثين في سياق محيطهم. هم متخصصون في التدريب، وإنشاء الميديا، وإدارة الإعلانات، والتدريب، ويعملون مع الخدمات الإرسالية لتحقيق أقصى استفادة من ميزانياتهم الإعلانية. كما أنهم يستضيفون بودكاست أسبوعي حول الكرازة الإعلامية: “التسويق الإعلامي المسيحي”. (www.Kavanahmedia.com)

قام تحالف بين Media to Movements و Kingdom Training و Mission Media U بتجميع مقطع فيديو رائع يعكس ما تعمل هذه الفرق من أجله. شاهد فيديو “ما المقصود بالكرازة الإعلامية؟” لتشاهد مثال رائع عن التعاون.

تبدأ الاستراتيجية التي تستخدمها المجموعات المذكورة أعلاه بخط الوصول في تفكيرهم: تلاميذ يضاعفون. فإن محتوى الوسائط المستنير بالبحوث والإبداعي والحساس ثقافيًا- مقاطع الفيديو ومنشورات الوسائط الاجتماعية، جنبًا إلى جنب مع التسويق الاستراتيجي، يدعون الأشخاص إلى استكشاف الكتاب المقدس والاستجابة له. أصلّي لله أن ننظر إلى هذه الأوقات، ونفهم مثل بني يسّاكر (أخبار أيام الأول 12: 32) الأوقات ونستخدم جميع الوسائل الممكنة لنرى الجميع يعرفون محبة المسيح وتضحيته وغفرانه.

التصنيفات
حول الحركات

لماذا نحن بحاجة إلى التوقف عن القيام بأشياء جيدة

لماذا نحن بحاجة إلى التوقف عن القيام بأشياء جيدة

– بقلم س. أندرسون

تم نشر هذا المقال في الأصل على مدونة س. أندرسون، السعي وراء حركات صناعة التلاميذ في خدمة Frontiers

التقليم يجعل الأشياء قبيحة. لا نحب عادة الطريقة التي تبدو بها الأشياء في البداية. أمام منزلي في تايلاند، لدينا شجيرات مزهرة. يجب تقليمها لتبقى في صحة جيدة. كل بضعة أشهر، أخرج وأقلّم الأغصان. من الصعب بشكل خاص قطع تلك التي لا تزال عليها أزهار. إن تقليم الأنشطة الغير مثمرة والاستثمار في الأعمال المثمرة أمر لا بد منه إذا أردنا أن نرى حركات صنع التلاميذ. في المقالات الأخيرة، كتبت عن الخصائص الرئيسية للقادة الذين يثق بهم الله في الحركات. دعونا نضيف واحدة أخرى.

إن قادة الحركات الذين يستخدمهم الله يكونون على استعداد لوقف الأنشطة الغير مثمرة. فهم يركّزون على فعل الأشياء التي تعطي ثمار الملكوت. يجب علينا تقييم كل ما نقوم به في ضوء الرؤية التي وضعها الله في قلوبنا لطاعة المسيح من خلال تضاعف التلاميذ.

يتعثّر القادة الذين يرفضون التخلي عن الأنشطة، أو يرفضون وضع نهايات ضرورية لبرامج وجهود غير مثمرة. لا يرون عملية التضاعف. القادة الجيدين يقومون بتقييم ما يفعلونه. فهم على استعداد لتقليم الجيّد لإعطاء الوقت للأفضل.

هل أنت مستعد أن تتوقف عن فعل الأشياء الجيدة؟

كان أحد القادة الذين دربتهم يكافح باستمرار لتحقيق خطوات عمله. لقد أحرز تقدمًا طفيفًا في رؤيته للحركة. عندما التقينا عبر الهاتف، أو حضر لتدريب ما، كان هذا الشاب الآسيوي متحمسًا. صلاة بشغف، بدموع تنهمر على خديه، تخرج من فمه في أوقات الشفاعة. استطعت أن أرى كم كان يتوق لرؤية شعبه يعرف الله. وهو يدرس سفر أعمال الرسل، تبنّى مبادئ الحركات، مقتنعاً أنها صحيحة.

بعد بضع سنوات من الخدمة مع هذا الأخ، كانت المشكلة واضحة. التزامه لرعاية المجتمع المسيحي للكنيسة الأم منعه. لم يستطع التركيز على أنشطة التلمذة المثمرة.

بعد دورة تدريبية، حدد أهدافًا لمقابلة الأشخاص الضائعين وسط شعبه (oikos) ومشاركة قصة من الكتاب المقدس. بعد أسابيع قليلة تحدثنا. قال إنه كان مشغولاً في ذلك الأسبوع بمؤتمر للرعاة القساوسة، وحفل زفاف لابن عمه، وإكمال أشغال لوالده راعي كنيسة كبيرة.

في كل مرة التقينا فيها، كانت هناك مجموعة مختلفة من الأشياء التي كان مشغولاً بها. كان النمط هو نفسه. لم يكن على استعداد للتوقف عن فعل بعض الأشياء في حياته التي كانت مبنية على ولائه للآخرين، للتركيز على صنع التلاميذ.

كان لهذا الأخ إمكانات كقائد حركات. اليوم، بعد سنوات عديدة، لم يكن لديه سوى كنيسة صغيرة واحدة. كان بحاجة إلى التخلي عن الأشياء الجيدة، واختيار القيام بأشياء مثمرة بدلاً من ذلك. لم يكن هذا اختيارًا كان على استعداد للقيام به.

أَنَا الْكَرْمَةُ الْحَقِيقِيَّةُ وَأَبِي الْكَرَّامُ. كُلُّ غُصْنٍ فِيَّ لاَ يَأْتِي بِثَمَرٍ يَنْزِعُهُ، وَكُلُّ مَا يَأْتِي بِثَمَرٍ يُنَقِّيهِ لِيَأْتِيَ بِثَمَرٍ أَكْثَرَ. يوحنّا 15: 1-2

تقليم الممارسات غير المثمرة

التقليم يعني القطع. نأخذ مقصّنا إلى الغصن ونقطعه. يسقط على الأرض ويجف. نرميه في الحقل أو في سلة المهملات.

ما الذي يجب أن تكون على استعداد لتقليمه كصناع تلاميذ؟ هذا سؤال نقدّمه إلى الله. لتبدأ، دعني أعطيك بعض الأمثلة من حياتي الخاصة. هذه أشياء كان عليّ “تقليمها” لإفساح المجال للصلاة، وتلمذة جيراني، وتدريب وتوجيه القادة الصاعدين في الحركة، وإعطاء الوقت للأشخاص الضائعين.

  • البرامج التدريبية التي لم ينتج عنها تلاميذ مطيعون يمكنهم تدريب الآخرين.
  • فرق القيادة التي كنت جزءًا منها والتي أخذت الكثير من الوقت لكنها لم تعزز رؤيتي في حركات صنع التلاميذ.
  • المحاضرات في المدارس عندما لا تتعلق الموضوعات بصنع التلاميذ.
  • حضور المؤتمرات لأنه فقط “كان من المفترض” أن أكون هناك.
  • استنزاف الأنشطة والاجتماعات التي لم تمنح الحياة.
  • التواجد في كل مناسبة عائلية حدثت.

لا شك في أن هذه هي خيارات يصعب اتخاذها. لن يتفهم الجميع الأمر عندما تختار أحدها. كن حذرا كيف تفعل هذه الأشياء أيضا. لا تقل للأخرين “ليس لدي وقت لك لأنني أركز على أشياء أكثر فائدة” على سبيل المثال! كن حكيمًا ولكن حدّد الخيارات للتركيز على ما دعاك الله أن تفعله.

زيادة الأنشطة المثمرة

بينما تقوم بتقليم الأشياء الأخرى، فإنك تخلق مساحة في حياتك لأنشطة مثمرة أو مبتكرة. لا نعرف دائمًا ما الذي سيؤتي بالثمار. خاصة في مثل هذه الأوقات، يجب أن نجرب بطريقة إبداعية أفكارًا جديدة أعطاها الله لنا. قد تكون مثمرة وقد لا تكون، لكننا بحاجة إلى أن نجرّب ثم نتحقّق.

هل لديك مساحة في حياتك لإنشاء أو تجربة طرق جديدة للكرازة؟

لعل الأهم من ذلك هو مراقبة ما هو مثمر والاستثمار فيه. امنح المزيد من الوقت، والمزيد من المال، والمزيد من القوة البشرية لتلك الأشياء التي تعمل بشكل جيد من أجلك أو الآخرين في مواقف مماثلة. لهذا السبب هو مهم جدّا أن تكون جزءًا من مجموعة تسعى وراء حركات صنع التلاميذ. نتعلم من ومع بعضنا البعض.

فيما يلي بعض الممارسات المثمرة التي أعمل بجد لإفساح مجال لها في حياتي.

  • صلاة استثنائية من أجل الضائعين (تخصيص ساعات في اليوم، وأيام في الشهر من أجل الصوم والصلاة)
  • المحادثات رسمية وغير رسمية مع الذين أقوم بتدريبهم.
  • الصلاة مشيا في الحي الذي أعيش فيه، والتوقف للتحيّة والدردشة مع من أراهم.
  • دراسات اكتشاف الكتاب المقدس عبر الإنترنت وشخصيًا.
  • تدريب تنمية القيادة لفريقي.
  • التعلم المستمر من أجل تنميتي الروحية والنمو كمدرب في حركات صنع التلاميذ.

حان وقت التطبيق.

ما الذي تحتاج أن تتوقف عن فعله لإفساح المجال للأنشطة التي ستدفعك إلى الأمام في إطلاق الحركات؟

اكتب كل ما يخطر ببالك. في اليوم أو اليومين التاليين، خصص وقتًا للتعامل مع إمكانية التخلي عن تلك الأمور مع الله. أكتب في مجموعة DMMs Frontier Missions   على الفايسبوك، أو في التعليقات أدناه، الإجراء الذي ستتخذه لتطبيق ما تعلمته في هذه المقالة.