لقد عشت وخدمت أنا وزوجتي كاري في جنوب آسيا منذ عام 2000. لقد كان لنا الشرف أن نرى ملكوت الله في حلل عديدة، وتكاثر الكنائس بين العديد من المجموعات التي لم يتم الوصول إليها. يمكن للمرء أن يدرك أن جهود إرسالية “إنهاء المأمورية”
“Finishing the Task” يجمعنا معًا للاحتفال بمرور 20 عامًا على أمستردام 2000. حيث اجتمع مئات القادة من منظمات الإرساليات وكنائس مختلفة وخلفيات طائفية في أمستردام للاحتفال بثمار مؤتمر لوزان وحركة عام 2000. وفي نهاية المطاف، السعي وراء معرفة المدى الذي وصلنا إليه في سعينا وراء المأمورية العظمى منذ أكثر من 2000 عام من تاريخ المأمورية العظمى.
في ذلك الاجتماع نفسه، تم الاعتراف بأن عدة آلاف من مجموعات الناس في العالم لا تزال بدون الإنجيل. وطبعا هو أمر غير مقبول. الأمر الذي أعطى رؤية بأنه يمكن لنا أن نُنهي مهمة الوصول إلى كل مجموعة من الناس- كل أمة، وقبيلة، وشعب، ولغة، والذين سيتم تمثيلهم في النهاية أمام عرش الله- حتى نتمكن في جيلنا من رؤية الإنجيل يصل إليهم. ولأننا تشرّفنا أنا وزوجتي برؤية الكنائس تتكاثر في جميع أنحاء جنوب آسيا، فقد أصبحنا أيضًا على دراية ليس فقط بمجموعات الناس التي لم يتم الوصول إليها ولكن أيضًا التي لم يتم إشراكها. في بعض الحالات تكون هذه المجموعات مختبئة في أحيائنا.
على مدار العقدين الماضيين منذ أمستردام 2000، كانت إرسالية “إنهاء المأمورية” وجهود أخرى مثل FTT بمثابة محفزين رئيسيين في إشراك أكثر من 2500 مجموعة ناس لأول مرة في تاريخ المأمورية العظمى. أريدك أن تفكر في ذلك معي. عقدين من الزمن، في سياق 2000 عام من تاريخ المأمورية العظمى. إذا كانت حساباتي الرياضية مفيدة، فهذا يمثل 1٪ من تاريخ المأمورية العظمى. فهذين العقدين الأخيرين، عقدي حركة FTT من عام 2000 حتى اليوم، يمثلان 1٪ (20 سنة من أصل 2000) من تاريخ المأمورية العظمى. ما نحتفل به اليوم هو ثمرة جهود إرساليات مثل FTT على مدى تلك السنوات العشرين: ما يقرب من مائة مجموعة في المتوسط، تخدم معًا للمرة الأولى منذ برج بابل. لهم فرصة التعرف على المسيح الذي قدم ذبيحة من أجل خطاياهم.
لدينا الكثير لنحتفل به. نحن نعيش في جيل كايروس (جيل اللحظة المناسبة): ما يقرب من 20٪ من مجموعات الناس في العالم تمت مشاركتهم لأول مرة في 1٪ من إجمالي تاريخ المأمورية العظمى. لقد اعتقدنا في كثير من الأحيان أن إشراك مجموعة هو في بعض النواحي مثل طلقة مسدس الانطلاق في بداية السباق. إذا كان الإشراك مثل مسدس بدء السباق، فإننا ندرك أننا نتولى الإشراف على دورات السباق التي يجب إكمالها. هذا ما نحن هنا لنتحدث عنه اليوم.
الهدف من هذه الدورة هو السؤال من الكتاب المقدس: “ما هي المكونات الحاسمة؟ ما هي دورات السباق بعد إشراك مجموعة؟” لا نريد أن نرى فقط الكنائس تُؤسس بين الشعوب، والتعبيرات الأصلية لملكوت الله في السياقات والثقافات المحلية في جميع أنحاء العالم. نريد أيضًا أن نرى تلك الكنائس تتكاثر وتتولى المهمة وتتحمل جهود المأمورية العظمى وسط كل مجموعة ومكان. نريد أن نرى كنائس تلد كنائس، وأن تتكاثر أجيال الكنائس بينما نتوقع حشدًا كبيرًا من كل أمة وقبيلة وشعب ولغة يتجمع حول العرش. نحن في خضم مهمة هائلة: كل شعوب هذا الكوكب! حتى في خضم جيل كايروس حيث انخرط الكثيرون لأول مرة، سنخدع أنفسنا إذا اعتقدنا أن خططنا واستراتيجياتنا وقدراتنا هي كافية. لا أحد منا يمكن أن يفترض أن يكون هو الجواب والحل. لا أحد منا يمكن أن يفترض أنه لدينا في أذهاننا وأفكارنا وحتى خططنا استراتيجية كافية لإنهاء المأمورية. في النهاية، ليس لدينا خيار. شكرا لله، ليس لدينا خيار سوى أن نتوجّه لكلمته ونسأل كلمة الله: “كيف نجري في السباق الذي بدأ مسبقًا؟”
هل تنضم إلي في دراسة من الكتاب المقدس؟ عندما نفكر في الإخلاص لعقيدة العهد الجديد، فإننا غالبًا ما نستخدم مصطلح “التشدّد”. ما نعنيه هو أننا نستمد عقيدتنا مباشرة من كلمة الله، ومن الأشياء الأولية في تعاليم العهد الجديد. بنفس الطريقة، عندما نفكر في المأمورية، من المهم أن نسعى وراء تقويم التشوّهات. خاصة في السياق الرائد حين نعبر الثقافات أو الحواجز من أجل إشراك شعوب وأماكن جديدة لأول مرة. ليس لدينا مكان أفضل من صفحات العهد الجديد لنذهب إليه من أجل تقويم التشوهات. لهذا السبب، بينما نجلس معًا، أود أن أطلب منك أن تفتح كتابك المقدس على السّفر الذي يحمل العنوان الأصلي “إيبركسيس”. قد تعرفه باسمه العربي: سفر أعمال الرسل.
عندما تفتح كتابك المقدس على أعمال الرسل 13، حيث سنقرأ معًا، يجب أن نتذكر أنه في سفر أعمال الرسل، يتبع لوقا باستمرار دوائر توسع وتأثير الملكوت الموضحة في أعمال الرسل 1: 8. أمر مخلصنا في اليوم الذي صعد فيه إلى السماء، أتباعه بالبقاء في أورشليم لانتظار الروح القدس الموعود به. لأنه عندما يحل الروح، قال يسوع، ” لكِنَّكُمْ سَتَنَالُونَ قُوَّةً مَتَى حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْكُمْ، وَتَكُونُونَ لِي شُهُودًا فِي أُورُشَلِيمَ وَفِي كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ وَالسَّامِرَةِ وَإِلَى أَقْصَى الأَرْضِ”.
ونحن نقرأ في النصف الأول من سفر أعمال الرسل، نبدأ في رؤية مرحلة أورشليم في الخدمة، ثم إشراك حقلي يهودا والسامرة من خلال مبشرين مثل فيليبس وبطرس. ثم نأتي إلى أعمال الرسل 13 ونجد الإرسال المقصود لبرنابا وشاول من كنيسة أنطاكية، ليؤسسا ويرسخا مرحلة خدمة “أقصى الأرض” بين الأمم. أرجو أن تقرأ معي أعمال الرسل 13. سأبدأ في الآية الأولى. “وَكَانَ فِي أَنْطَاكِيَةَ فِي الْكَنِيسَةِ هُنَاكَ أَنْبِيَاءُ وَمُعَلِّمُونَ “ولدينا خمسة أسماء مدرجة هنا. الآية الثانية: ” وَبَيْنَمَا هُمْ يَخْدِمُونَ الرَّبَّ وَيَصُومُونَ، قَالَ الرُّوحُ الْقُدُسُ: «أَفْرِزُوا لِي بَرْنَابَا وَشَاوُلَ لِلْعَمَلِ الَّذِي دَعَوْتُهُمَا إِلَيْهِ». فَصَامُوا حِينَئِذٍ وَصَلُّوا وَوَضَعُوا عَلَيْهِمَا الأَيَادِيَ، ثُمَّ أَطْلَقُوهُمَا”. غالبًا ما يُطلق على هذا الحدث اسم بداية الرحلة التبشيرية الأولى لبولس. بالطبع نرى أنه لم يكن بولس فقط، بل بالأحرى برنابا وشاول، هذا اسم بولس قبل الرحلة الأولى. لقد تم اختيارهم بناءً على دعوة وفرز الروح القدس.
هناك عدة أسباب تجعلنا نأتي إلى هذا المقطع ونعتبره مسألة تقويم تشوهات في إرسال المرسلين. أولاً، في هذا المقطع، نرى الإرسال المقصود لأول مرة. نشأ هذا في كنيسة أنطاكية. فقد جمعت الكنيسة قادتها في الصلاة والصوم، وهي صورة للثبات. كانوا قادرين على سماع صوت الروح والاستجابة من خلال إطلاق هؤلاء المرسلين في خدمة الإرسالية. ربما يكون أكبر سبب من أجله نسلط الضوء على هذا المقطع، هو حقيقة بسيطة ألا وهي أن هنا أحد الأماكن القليلة في كل الكتاب المقدس حيث تم اقتباس الأقنوم الثالث من الثالوث. هذا هو الروح الذي كان يرف على وجه المياه في تكوين 1 كمشارك في الخلق، عندما قال الله، “ليكن نور”. وفقًا لرسالة بطرس الأولى هو نفس الروح الذي حمل وساق أنبياء العهد القديم، الذين أعطونا كلمات الله ذاتها من خلال الوحي. غالبًا ما يكون الروح القدس صامتًا. من النادر أن نقتبس من الروح القدس.
هذا المقطع فريد من نوعه لأن الروح القدس يتكلّم هنا ولأول مرة في كل الكتاب المقدس، بما في ذلك ما بعد يوم الخمسين، حيث يتم اقتباس تعليماته للكنيسة. ما هي هذه التعليمات؟ «أَفْرِزُوا لِي بَرْنَابَا وَشَاوُلَ لِلْعَمَلِ الَّذِي دَعَوْتُهُمَا إِلَيْهِ». يقدم لنا لوقا هنا مقطع كتابي مُقتبَس من روح الله القدس. نحن ندرك أن الروح القدس هو من بدأ هذه المأمورية الروحية، وسوف نراه وهو يوجه خطوات هؤلاء المرسلين في كل منعطف خلال رحلتهم التبشيرية. لكننا نرى أن هذا المقطع الكتابي نفسه قد وصل إلى خلاصة في أعمال الرسل 14. من فضلك اقلب صفحة واحدة في كتابك المقدس.
في أعمال الرسل 14: 26، ذكر لوقا مرة أخرى العمل الذي بدأه الروح القدس. تقول أعمال الرسل 14: 26: “وَمِنْ هُنَاكَ سَافَرَا (برنابا وشاول، المسمى الآن بولس) فِي الْبَحْرِ إِلَى أَنْطَاكِيَةَ، حَيْثُ كَانَا قَدْ أُسْلِمَا إِلَى نِعْمَةِ اللهِ لِلْعَمَلِ الَّذِي أَكْمَلاَهُ”. يستخدم لوقا أداة أدبية لغوية هنا. يطلق عليها اسم “انكلوسيو (التضمين الإقتباسي)”، فهي تُركّب مجموعة من الأقواس حول مقطع من الكتاب المقدس. في هذه الحالة، الأقواس هي العمل. يقتبس أعمال الرسل 13: 2 قول الروح القدس، «أَفْرِزُوا لِي بَرْنَابَا وَشَاوُلَ لِلْعَمَلِ الَّذِي دَعَوْتُهُمَا إِلَيْهِ». في أعمال الرسل 14: 23، يختتم لوقا المقطع بالقوس الثاني. فقد رجعا إلى حيث كانا قد أُسلِما إلى نعمة الله للعمل الذي أكملاه الآن. بوضع الأقواس الإقتباسية حول هذه الرحلة التبشيرية الأولى، يخبرنا لوقا أن نقرأ هذين الإصحاحين كوحدة نصية، أي أن نقرأهما معًا.
إذا تم إرسالنا كمبشرين للوصول إلى الأمم، والشعوب الموجودة في أقاصي الأرض في جيلنا، وأردنا السعي وراء الممارسة الصحيحة (أن يكون لدينا الإخلاص للممارسات الأولى للإرسالية، وخاصة في سياق الريادة- أقاصي الأرض حيث يمكن أن نرسَل)، سيكون من الطبيعي، في الواقع ربما من الضروري، أن نعيد النظر في السفر المسمى إيبركسيس ونجد أنفسنا هنا في وسط سفر أعمال الرسل: النظر إلى وحدة نصية مصممة حول عمل الإرسالية. سيبدو من المناسب إذن لو كانت رغبتنا هي إنهاء المأمورية، العمل الذي كلفنا به الرب، أن نأتي إلى مثل هذا المقطع ونسأل ببساطة السؤال التالي: “ما هو العمل الذي وضع بولس وبرنابا يدهما فيه؟” ثم ثانيًا، “متى يمكن وصف العمل الذي وضعا أيديهما في بأنه -مكتمل أو منجز-؟” من الواضح أن العمل الذي قاموا به قد تم بنزاهة.
الآن، هذا المقطع ليس جديدًا على أي منا. لقد قرأ البعض منا عن هذه الرحلة التبشيرية الأولى مئات المرات. الأمر المثير للاهتمام عندما نفكر في العمل الذي تم تكليف برنابا وشاول (الذي سيُدعى قريبًا بولس) به وأُرسلا للقيام به، هو أنه مرة أخرى تم إطلاق وتمكين وتوجيه العمل من قبل الروح القدس. نرى هذين الرسولين المرسلين، في أعمال الرسل 14: 14. هؤلاء المرسلين هم رواد في المقاطعات والمدن التي لم يتم الوصول إليها أو إشراكها. الريادة- الخدمة المتنقلة لبرنابا وبولس في هذين الفصلين- تقودهم إلى مواجهة ليس فقط حواجز اللغة مثل تلك الموجودة في ولسترة (لغة لاكونيا)، ولكن أيضًا كل أنواع عبادات الأصنام الوثنية. في العديد من الحالات، كما هو الحال في الانتقال من المجمع اليهودي (كما في أنطاكية بيسيدية)، نرى تحولًا يتوافق مع تصريحات بولس المتعلقة بدعوة الأمم. نراهم رائدين في وعبر جزيرة قبرص بأكملها قادمين إلى بافوس. نرى الوالي سرجيوس بولس يسمع كلمة الرب ويؤمن. ثم تحديات أخرى لاحقًا في أنطاكية بيسيدية وإيقونية ولسترة ودربة.
بينما هم كانوا روادا بين هذه الشعوب والأماكن مرارًا وتكرارًا، نسمع على شفاههم “كلمة الرب”، “كلمة الرب”، “كلمة الرب”. في الواقع لقد تمت كتابة كلمة الرب يَكرز بها المرسلون- المبشرون تسع مرات في فصلين. لقد كانوا يهتمون بالناس بينما كانوا يطوفون ويزرعون بذور شهادة الإنجيل. في أعمال الرسل 13، خصّ لوقا ما لا يقل عن 25 آية من أجل عظة واحدة في أنطاكية بيسيدية. فبينما كان بولس وبرنابا يكرزان، لم يتم قبول الإنجيل في كل مكان. في الواقع، عندما ننظر إلى نهاية الفصل 13 (الآية 46)، نجد أن الحاضرين اليهود في مجمع أنطاكية بيسيدية كانوا في الواقع غيورين من الاستجابة للإنجيل. تقول الآية 46، ” فَجَاهَرَ بُولُسُ وَبَرْنَابَا وَقَالاَ: كَانَ يَجِبُ أَنْ تُكَلَّمُوا أَنْتُمْ أَوَّلًا بِكَلِمَةِ اللهِ، وَلكِنْ إِذْ دَفَعْتُمُوهَا عَنْكُمْ، وَحَكَمْتُمْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُسْتَحِقِّينَ لِلْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ، هُوَذَا نَتَوَجَّهُ إِلَى الأُمَمِ. لأَنْ هكَذَا أَوْصَانَا الرَّبُّ”. واقتبس بولس من النبي إشعياء قائلا، “قَدْ أَقَمْتُكَ نُورًا لِلأُمَمِ، لِتَكُونَ أَنْتَ خَلاَصًا إِلَى أَقْصَى الأَرْضِ”. الآية 48: “فَلَمَّا سَمِعَ الأُمَمُ ذلِكَ كَانُوا يَفْرَحُونَ وَيُمَجِّدُونَ كَلِمَةَ الرَّبِّ. وَآمَنَ جَمِيعُ الَّذِينَ كَانُوا مُعَيَّنِينَ لِلْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ”. الآية 49: “وَانْتَشَرَتْ كَلِمَةُ الرَّبِّ فِي كُلِّ الْكُورَةِ”.
لذلك نحن لا نرى فقط المبشرين الرائدين يشتبكون في الحقول (في هذه الحالة أنطاكية بيسيدية)، وهم يبشرون بكلمة الرب بين الأمم. نرى تلك الأمم بنفسها، الأمم التي تم تعيينها للحياة الأبدية، تتّجه فورًا إلى الرب. نراهم في جميع أنحاء المنطقة يواصلون السعي وينضمون إلى نفس خدمة زرع البذور. هذا تحول مهم. في الرحلة التبشيرية الأولى، قبل نهاية الفصل 13، في الآية 52، نرى كلمة “تلاميذ”. هناك في أنطاكية بيسيدية، امتلأ التلاميذ بالفرح، وبنفس الروح القدس، بحيث أنه حيثما كان يُكرز بالإنجيل، وحيث تُزرع البذور، نرى حياة جديدة تنبثق في الحقل، على شكل تلاميذ. قبل نهاية الرحلة، في الفصل 14، ستظهر كلمة تلميذ ثلاث مرات إضافية. في مدن مقاطعة غلاطية: إيقونية، لسترة ودربة، وحتى في لسترة حيث رُجم بولس حتى اعتُقد أنه مات وجُرّ جسده خارج المدينة واجتمع المؤمنون الجدد حوله. اجتمع التلاميذ، وعندما صلّوا، قام بولس وعاد إلى المدينة. إن التلاميذ في دربة، لسترة، وإيقونية، هم الذين علّمهم برنابا وبولس أنه ” أَنَّهُ بِضِيقَاتٍ كَثِيرَةٍ يَنْبَغِي أَنْ نَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللهِ”. لم يكن بولس وبرنابا مبشّرين رائدين فقط، ولم يكرزوا برسالة الإنجيل فحسب، بل عززوا أيضًا النمو الجديد في شكل تلاميذ في كل من تلك المدن، حتى أنهم عادوا إلى المدن التي تعرضوا فيها للاضطهاد. (في حالة بولس حتى أنه رُجم بالحجارة حتى الموت من أجل تشجيع هذا النمو الجديد).
إذا كانت كتبكم المقدسة مفتوحة، اقرأوا أعمال الرسل 14: 23. في رحلة العودة، وفي زيارتهم الثانية لكل تلك المدن نفسها التي زرعوا فيها كلمة الرب، حيث صُنِع التلاميذ، نرى أن بولس وبرنابا يشرعان في تعيين شيوخ في جميع الكنائس. من الواضح أنهم اهتموا كثيرا بتكوين الكنيسة لدرجة أنهم كانوا على استعداد أن يرجعوا ويتعرفوا على الرعاة المحليين، والشيوخ المعاينين الذين انبثقوا من وسط الحصاد والذين يمكن تعيينهم هناك لرعاية وإدارة القطيع الجديد. هذه المهمة التبشيرية، هذه الرحلة الأولى، التي وصفها لوقا بأنها “العمل (الخدمة)”، لها هذه المكونات المختلفة. تتطلب منا مهمة الإرسالية لإنهاء المأمورية أن نكون روادًا. هذه المهمة التي تبدأ بالذهاب والاشتباك. لكن عليك أن تدرك أنه بما أن الذهاب هو مسدس الانطلاق، نحتاج أيضًا إلى جري دورات السباق. حيق نذهب إلى الحقول الفارغة، نقوم بذلك من أجل زرع بذور الإنجيل. حيث يُزرع الإنجيل، فمن الطبيعي- حتى الشراكة مع روح الله القدوس- متابعة ورعاية النمو الجديد على شكل تلمذة. هذا هو المكان الذي يتم فيه جمع الحصاد، لكي تتشكل الكنائس.
قد يظهر القادة ليس فقط لرعاية القطيع محليًا، ولكن أيضًا (كما في أعمال الرسل 16: 1 حيث نرى تيموثاوس يخرج من نفس الكنيسة في لسترة) قد ينضمون إلينا في الريادة وزرع بذور الإنجيل في الحقل الفارغ الموالي. هل تتذكر هذا النمط؟ عمل الإرسالية في سفر أعمال الرسل؟ هو ليس مرتبط فقط بالرحلة الأولى. فإن ما يتم تقديمه هنا- نهايات الخدمة في الرحلة الأولى- نراه يتكرر في الرحلة الثانية والثالثة. نراهم أيضًا يمسكون مسؤولية الخدمة بين الكنائس التي تُركت، بينما كان يستمر بولس وبرنابا (لاحقًا بولس وسيلا، بما في ذلك تيموثاوس) نحو الدعوة إلى مقدونية. نحو تأسيس كنيسة كورنثوس في مقاطعة أخائية، وتأسيس كنيسة أفسس في مقاطعة أسيّا.
في كل حالة، من خلال صدى الإنجيل، من خلال صنع التلاميذ والكنائس التي تزرع كنائس، نرى أدلة على التكاثر. نرى أدلة على الموارد القادمة من الحصاد والتي تقود إلى حصاد. أعتقد أن كل عنصر من هذا النمط هو ضروري. حين ننهي مهمة البدء، نخوض السباق. حين ننهي الخدمة وسط الحقول الفارغة، نضع أيدينا على مهمة زرع بذور الإنجيل وصنع التلاميذ وتشكيل الكنائس وتكاثر القيادة التي يمكن أن تسهر على تكرار هذه العملية.
دعونا نسعى لنكون وكلاء جيدين على حياتنا وأيامنا، وفقًا لمزمور 90: نطلب من الرب أن يعلمنا أن نحصي أيامنا، حتى يثبت عمل أيدينا. المهمة، المهمة، المهمة. أن نراها مكتملة، ونرى عودة الرب، هما على رأس أولوياتنا. أن يجدنا الرب نقوم بعمله عندما يأتي، ونسمع منه، “أحسنت، أيها الخادم الصالح والمخلص” حسب متى 25. لنضع في اعتبارنا المهمة التي دعانا لإنهائها: تحريك المؤمنين في كنائسنا، وطائفتنا، وخدماتنا الإرسالية. في كل حالة وبغض النظر عمن يكون هذا الجمهور، فإن الأمر يتعلق ببساطة بطرح الأسئلة والإجابة عليها، “مع من أشارك الحق؟ من أقدم له الإنجيل؟” FTT على استعداد لمساعدتك في الإجابة على هذا السؤال. وأنت تحدد هدفك، وتجد دعوتك للأمم، ربما إلى أقاصي الأرض، يُطرح سؤال ثانٍ: “ماذا أقول؟ كيف أمضي في حمل كمال كلام الرب إلى الذين لم يسمعوا؟ ” السؤال الثالث: “ماذا أفعل إذا قالوا نعم؟ كيف أبدأ في التلمذة؟” إذا تمكنت من الإجابة على هذا السؤال في قلوب وعقول تلاميذك، فسيكون من الممكن تحريكهم للذهاب والتلمذة أيضًا”. سؤال رابع: كيف نشكل الكنيسة؟ بعيدا عن تفضيلاتنا، توقعاتنا الثقافية، أو حتى التقاليد المذهبية، ماذا تقول كلمة الله عن عروس المسيح؟ كيف نشكلها؟” إذا أجبنا على هذا السؤال من كلمة الله، فقد نرى تلاميذنا كزارعي كنائس في وسط الحقول البعيدة. أخيرًا، “كيف يمكننا مضاعفة القادة الذين يمكنهم الذهاب والقيام بكل هذه الأشياء نفسها: الوصول إلى الحقول الفارغة، وزرع بذور الإنجيل بنزاهة، والمتابعة من أجل صنع التلاميذ بين أولئك الذين يقولون نعم، وتشكيل كنائس من هذا الحصاد، ثم من الحصاد نستخرج كل ما هو مطلوب من أجل الحصاد، وأيضا تدريب القادة الذين سيخرجون مرة أخرى ويتكاثرون. هذا هو الطريق الحاسم للجموع من كل أمة وقبيلة وشعب ولغة.
إن الجمع الهائل الموصوف في سفر رؤيا 7 يتطلب أن نتكاثر في إحدى المراحل. هل أنت على استعداد لإعطاء نفس المهام لتلاميذك؟ هل أنت على استعداد لرؤيتهم ينطلقون ويرسَلون حتى بين أمم وشعوب العالم؟ السؤال السابق: هل تسمع صوت روح الله الذي يستمر في دعوة وإرسال الخدّام؟
لإنهاء المأمورية يجب أن نكون في المهمة. لإنهاء المهمة يجب إرسال مبشرين. في رومية 10 نجد “كيف يؤمنون بمن لم يسمعوا به؟ وكيف يسمعون بلا كارز؟ وكيف يكرزون إن لم يرسلوا؟” أيتها الكنائس المحلية، والطوائف التي تسمع، يبدأ تدبير ملكوت الله بالإرسال. ونحن في وسط جيل كايروس (جيل اللحظة المناسبة).
قبل مائة عام، خدم مبشر بطل يدعى جيمس و. فراسير بين شعب ليسو في جنوب غرب الصين. وقال ما يلي عن العمل التبشيري:
من الجانب الإنساني، يكون العمل التبشيري في مجال الإرسالية يشبه رجلًا يدور في واد مظلم وفي يده عود ثقاب مشتعل، ويسعى لإشعال أي شيء قابل للاشتعال. لكن الأشياء رطبة للغاية ولن تحترق مهما حاول. في حالات أخرى، تكون رياح الله وشروق الشمس قد أعدتا مسبقًا المكان، والوادي جاف في بعض الأماكن، وعندما يتم استعمال عود الثقاب المشتعل، تكون هنا شجيرة، هناك شجرة، هنا بضع أعواد، وهناك كومة من الأوراق. يأخذون النار ويعطون النور والدفء لفترة طويلة حتى بعد مرور عود الثقاب المشتعل وحامله. هذا ما يريد الله أن يراه. بقع صغيرة من النار مشتعلة في جميع أنحاء العالم.
خلال عقدين من هذا الجيل وبفضل جهد إرسالية Finishing The Task، كان هناك حرفياً ألف شعلة اندلعت في جميع أنحاء العالم. تم إشراك 20٪ من مجموعات الناس في العالم في آخر 1٪ من تاريخ المأمورية العظمى. إذا كان الإشراك هو كمسدس الانطلاق، وإذا كان الإشراك يشبه الدخول إلى حقل فارغ، فلا يزال يتعين علينا جري دورات السباق: زرع بذور الإنجيل، التلمذة، وتشكيل الكنائس. كما يقول فراسير، مثل وضع الحطب على نار صغيرة.
بينما نمضي قدمًا لإشراك الذين لم يتم إشراكهم وبينما نجري سباق زرع الكنائس بين هؤلاء الناس، تأكدوا أيها الإخوة والأخوات أن: الألف شعلة تلك التي أوقدتها المنظمات، وجهود مثل FTT، كلها تشتعل في اتجاه بعضها البعض. يجب أن تدرك معي أن النهاية قريبة: عمل ملكوت الله في جيلنا. لماذا لا نكون الجيل الذي ينهي المأمورية؟ تقف خدمةFTT على أهبة الاستعداد ليس فقط لإلقاء الرؤية، ليس فقط لمساعدتك على تحديد الأشخاص، ولكن للتجهيز والتدريب. لرؤيتك تحشد كنيستك، وطائفتك، وحتى تنظيم إرسالياتك، لكي يقود زرع بذور الإنجيل إلى التلمذة وتشكيل الكنائس. ومن ثمار تلك الكنائس، يمكن أن نرى قوة عاملة متزايدة ومتضاعفة تنضم إلينا في مهمة الإرسالية.
دعني أصلي. يا رب، بالروح، بمبادرة منك، بقوتك، بإرشادك، أيها الرب الإله كما كنت القائد في القرن الأول، نعلم ونثق أنك تعمل في هذا الجيل. قم بالدعوة. قم بإرسال الخدام من وسط الإخوة والأخوات الذين سيستجيبون لدعوتك يا رب. أظهر قوتك. أظهر جبروتك، أظهر حكمتك بيننا. أيها الرب الإله، حين تسكن كلمتك في قلوبنا، أعنا حتى لا نتجاهل روحك أبدًا بل نسير حسب ما تفعله. يا رب أعنا حتى ننكب على عملك إلى أن تكمُل المأمورية. نحن نحبك ونحمدك. باسم يسوع، آمين. ليبارككم الرب.