توضيح بعض المفاهيم الخاطئة- الجزء الثاني
– بقلم تيم مارتن وستان باركس –
في الجزء الأول تناولنا ثمانية أسئلة تتعلق بالمفاهيم الخاطئة المتكررة. هنا سنرى خمسة أسئلة أخرى.
- هل توجد حركات زرع الكنائس في الكتاب المقدس؟
“حركة زرع الكنائس” مصطلح حديث لوصف شيء حدث طوال تاريخ الكنيسة.
توجد حركات زرع الكنائس منذ القرن الأول من العصر المسيحي. عليك فقط أن تقرأ بين السطور لترى حركات زرع الكنائس كقصة خلفية لصعود المسيحية من المسيح إلى قسطنطين. أفاد لوقا في سفر أعمال الرسل: “ وكانَ ذلكَ مُدَّةَ سنَتَينِ، حتَّى سمِعَ كلِمَةَ الرَّبِّ يَسوعَ جميعُ السّاكِنينَ في أسيّا، مِنْ يَهودٍ ويونانيّينَ.” (أعمال 19: 10). أثنى الرسول بولس على أهل تسالونيكي الذين من خلالهم “لأنَّهُ مِنْ قِبَلِكُمْ قد أُذيعَتْ كلِمَةُ الرَّب…في كُلِّ مَكانٍ” (1 تسالونيكي 1: 8 أ)، ومع قرب نهاية حياته قال بولس أيضا: “ وأمّا الآنَ فإذْ ليس لي مَكانٌ بَعدُ في هذِهِ الأقاليمِ”(رومية 15: 23 أ)، بسبب رغبته “ أنْ أُبَشِّرَ هكذا: ليس حَيثُ سُمّيَ المَسيحُ” (رومية 15: 20 أ).
- هل نهج حركات زرع الكنائس هو ضد الكنائس التقليدية؟
يستخدم الله العديد من أنواع الكنائس لتحقيق مقاصده في العالم. نحن جميعًا أطراف في جسد المسيح وعلينا أن نكرم بعضنا البعض. في الوقت نفسه، يوضح تاريخ الكنيسة والحقائق العالمية الحالية ذلك بوضوح: لا يمكن إتمام المأمورية العظمى باستخدام نماذج الكنيسة التقليدية فقط. إن حجم الموارد اللازمة للكنيسة التقليدية ذات النمط الغربي لا يسمح لنمو الملكوت أن يتجاوز النمو السكاني. كما أن الأنماط الثقافية من العالم الغربي غالبًا ما تكون وسيلة فقيرة لإيصال الإنجيل لغير الغربيين. ومعظم شعوب العالم التي لم يتم الوصول إليها هم ليسوا غربيين. إن الدافع الأساسي ل حركات زرع الكنائس هو الوصول إلى أولئك الذين لم يتم الوصول إليهم والذين من غير المحتمل أن الوصول إليهم بأنماط الكنيسة التقليدية. إن الأنماط الكتابية البسيطة والقابلة للتكرار بسهولة تعطي أفضل رجاء لإيصال الإنجيل إلى جميع الشعوب. يستخدم الله أنماطًا كهذه لبدأ حركات زرع الكنائس بين من لا يمكن الوصول إليهم. لذا، أي شخص جاد في الوصول إلى الأشخاص الذين لم يتم الوصول إليهم بأعداد كبيرة، نوصيه بشدة بإتباع أنماط خدمة تهدف إلى تحفيز حركات زرع الكنائس.
- ألا يزيد التكاثر السريع من احتمالية خلق بدع؟
في الواقع، يبدو أن البدع هي أقل انتشارًا في الحركات من بعض الكنائس التقليدية. هذا بسبب الطبيعة التفاعلية الفعالة في تلمذتهم. يزرع العدو بذور البدع بين مجموعات المؤمنين سواء في الحركات أو الكنائس التقليدية. السؤال ليس ما إذا كان العدو سيزرع مثل هذه المشاكل. السؤال هو ما إذا كنا نجهز التلاميذ والكنائس لكي يحتموا ضد التعاليم الزائفة ويعالجوها عند ظهورها. حتى كنيسة العهد الجديد واجهت مثل هذه التحديات. إن تجهيز المؤمنين للاعتماد على الكتاب المقدس كسلطتهم ودراسة الكتاب معًا في حين أن الجسد (مثال واحد في كتاب أعمال الرسل 17: 11 حيث أن سكان بيرية قد قبلوا الكتاب المقدس وفحصوه معًا) يساعد في الحماية من المعلمين الكذبة ذووا الكلام الحلو والفصيح.
عادة ما تأتي الهرطقة من قادة و/أو مؤسسات مؤثرة وديناميكية ومقنعة. نتجنب ونتعامل مع البدع بالعودة إلى كلمة الله ومن خلال التصحيح الذاتي لكلمة الله. إن الاستراتيجيات التي تستخدمها الحركات لصنع التلاميذ تعتمد على الكتاب المقدس. يأخذون أسئلتهم إلى كلمة الله، حتى تكون كلمة الله هي مصدر الإجابات، وليس سلطة بشرية.
إن التركيز على التلمذة القائمة على الطاعة بدلاً من التلمذة القائمة على المعرفة يحمي أيضًا من البدع. لا يكتسب التلاميذ المعرفة فقط. مقياس التلمذة هو طاعة تلك المعرفة.
- هل يؤدي النمو السريع للحركة إلى تلمذة سطحية؟
تميل التلمذة السطحية إلى الحدوث عندما يتعلم المؤمنون الجدد أن:
- الشيء الرئيسي المتوقع منهم هو حضور اجتماعات الكنيسة مرة أو مرتين في الأسبوع.
- طاعة الكتاب المقدس هو أمر نشجع المؤمن عليه ولكنه ليس أمرا ضروريًّا.
- أنهم سيتلقون أهم تعاليم الله من قائد الكنيسة.
للأسف، هذه من بين الخطابات التي يتلقاها العديد من المؤمنين حول العالم.
أفضل طريقة لتغذية التلمذة الحقيقية هي عن طريق تدريب المؤمنين الجدد على:
- التفاعل مع كلمة الله (الكتاب المقدس) بأنفسهم واكتشاف (مع المؤمنين الآخرين) ما تقوله الكلمة وكيف تنطبق على حياتهم.
- طاعة ما يؤمنون أن الله يطلب منهم أن يقوموا به من خلال كلمته.
- مشاركة “الوضع الحقيقي” لحياتهم مع أتباع يسوع الآخرين، أن يصلوا ويشجعوا بعضهم البعض، وعيش وحدة العهد الجديد.
- مشاركة واقع الحياة في المسيح مع أولئك الذين لا يعرفونه بعد.
هذه الأنماط من التلمذة الحقيقية هي في قلب حركات زرع الكنائس.
- أليست الحركات مجرد بدعة؟
كانت الحركات موجودة عبر التاريخ. لاحظ سفر أعمال الرسل، وحركة السلتية بقيادة باتريك، والحركة المورافية، وحركة ويسليان، ونهضة ويلز الروحية، وما إلى ذلك. بدأت موجة جديدة من الحركات في عام 1994. وتتزايد هذه الموجة بشكل كبير في الوقت الحاضر، مع أكثر من 700 حركة تم التعرف عليها.
مثل الكنيسة الأولى، هذه الحركات تظهر وكأنها فوضوية. فهي مليئة بالبشر والضعف البشري وقوة الله رغم نقاط الضعف تلك. إذا كانت لديك أسئلة أخرى أو إجابات أخرى، فسنكون سعداء بالحوار معك. يمكنك الاتصال بنا من خلال موقعنا على www.2414now.net.
بعد مهنته في مجال النفط والغاز الدوليين حيث عمل تيم كنائب رئيس شركة الاستكشاف والتنمية الدولية (International Exploration and Development)، أصبح في عام 2006 أول راعي رسولي في كنيسة مجتمع وودز إيدج في سبرينغ بولاية تكساس. أصبح دوره أكثر تركيزًا في عام 2018 عندما أصبح “راعي حركات صنع التلاميذ”. كان تيم طالباً ومدرباً في الحركات الكتابية لعدة سنوات ولديه شغف لرؤية متى 24: 14 تتحقق.
الدكتور ستان باركس يخدم في ائتلاف 24: 14 (فريق التيسير)، Beyond (نائب رئيس الاستراتيجيات العالمية)، و Ethne (فريق القيادة).وهو مدرب ومرشد لمجموعة متنوعة من حركات زرع الكنائس حول العالم وقد عاش وخدم وسط الذين لم يتم الوصول إليهم منذ سنة 1994.
تم تحريره من مقال نشر في عدد يناير- فبراير 2019 من مجلةMission Frontiers ،www.missionfrontiers.org ، صفحات 38- 40، ونُشر في الصفحات 200- 202 من كتاب 24: 14- شهادة لجميع الشعوب (النسخة العربية)، متوفّر من 24: 14 على موقع أمازون.