شغف من أجل الله، رأفة من أجل الناس
– بقلم شودانكا جونسون –
عمليات إظهار محبة الله تلعب دورًا أساسيًا في حركات زرع الكنائس.
إنها تخدم كنقاط دخول للأخبار السارة وكذلك كثمار التغيير من الملكوت
في حياة الناس والمجتمعات.
تعد خِدمة فتح الطريق إحدى ركائز إرساليات الحصاد الجديدة (NHM). منذ أن بدأ الحصاد الجديد، قد لعبوا دورًا رئيسيًا في إظهار رأفة الله، وصناعة التلاميذ، وزرع الكنائس في أكثر من 4000 مجتمع في 12 دولة. لقد كانت هذه الاشتباكات الرؤوفة عوامل محفزّة رئيسية في تشكيل مئات الآلاف من التلاميذ الجدد، وأكثر من عشرة آلاف قائد مسيحي جديد.
الرأفة هي قيمة ملكوتية أساسية موجودة في الحمض النووي لكل حركة صنع تلاميذ. لدينا العشرات من أنواع خِدمات فتح الطريق المختلفة. تلعب كل واحدة منها دورًا فريدًا في مساعدتنا في التقدّم بملكوت الله في إفريقيا. معظمها ليست باهظة الثمن، ولكن بعون الله، لها تأثير كبير. نحن شركاء مع السكان المحليين في كل الخِدمة. غالبًا ما يوفرون القيادة، العمل والمواد- الأشياء الموجودة في المجتمع والتي يمكن أن تساعد في تلبية الاحتياجات.
رأفة بطولية
إرساليات الحصاد الجديدة تخدِم العديد من البلدان من مقرنا الرئيسي في سيراليون. عندما ضرب فيروس إيبولا في عام 2014، لم يمكن بإمكاننا البقاء في أماكن آمنة وألا نتشابك في خضم الكارثة من حولنا. ضربت الأزمة بقوة العديد من القرى المسلمة بشكل خاص، حيث تسببت طقوس الدفن في تفشي الوباء هناك. فجأة، وبسبب الإيبولا، لم يستطع الناس حتى لمس الآباء أو الأطفال المحتضرين. في هذا السياق، تطوع العديد من قادة الحصاد الجديد في أكثر الأماكن خطورة. نجا البعض، لكن العديد فقدوا حياتهم في خدمة الآخرين- معظمهم من المسلمين.
كان زعيم مسلم من إحدى المجتمعات محبطا برؤية الناس يحاولون الهروب من قريته التي كانت تحت الحجر الصحّي. اندهش لرؤية المسيحيين يأتون للخدمة. صلّى هذه الصلاة بشكل سرّي: “يا إلهي، إذا أنقذتني من هذا، إذا أنقذت عائلتي، أريد أن نكون جميعًا مثل هؤلاء الناس الذين يظهرون لنا المحبة ويجلبون لنا الطعام.” نجا الزعيم وعائلته وقد حافظ على وعده. حفظ مقاطع من الكتاب المقدس، وبدأ يشاركها في المسجد حيث كان شيخا. ولدت كنيسة في تلك القرية، واستمر الزعيم في التنقّل من قرية إلى أخرى، مشاركا الأخبار السارّة عن محبة الله.
اكتشاف الاحتياجات المحسوسة، والتعامل مع الضياع
بالنسبة إلى إرساليات الحصاد الجديدة، خدمات فتح الطريق تبدأ بتقييم الإحتياجات المحسوسة للمجموعة. عندما نكمل تقييم احتياجات، يجب على الشراكة مع المجموعة أن تبني احترام وثقة متبادلين. بعد فترة، تؤدي العلاقة إلى رواية القصص ودراسات اكتشاف الكتاب المقدس (DBS). تسمح لهم خدمات فتح الطريق برؤية محبة المسيح ولمس قلوبهم بقوة.
الطريق إلى حركات الملكوت
الصلاة هي الأساس لكل ما نقوم به. لذلك بمجرد إجراء التقييم، يبدأ المتشفعون بالصلاة من أجل:
- فتح الأبواب وفتح القلوب
- اختيار قادة المشروع
- أيادي مفتوحة من السكان المحليين
- تحرّك إلهي خارق
- قيادة الروح
- أن يوفّر الله الموارد اللازمة.
تعرف جميع مراكز الصلاة لدينا المجتمعات التي يتم خدمتها. يصومون ويصلون من أجل كل منهم. والله يفتح دائما الباب الصحيح، في الوقت المناسب، مع التوفير المناسب.
الصلاة هي خدمة فتح الطريق الأقوى والأكثر فعالية. وقد تسببت في تأثير متتالي عبر الحركة. نحن مقتنعون بدون أي شك بأن الصوم الاستراتيجي والصلاة المتواصلة يؤديان إلى هزيمة قوى الظلام. أحيانًا تفتح الصلاة من أجل المرضى بابًا واسعًا لفتح الطريق. من خلال الصلاة الملحّة، رأينا مجتمعات معادية بشدة تنفتح، وأشخاص بعيدين عن السلام تم تشخيصهم بالسلام، وتم خلاص أسر بأكملها. كل المجد يذهب إلى الآب الذي يسمع ويجيب على الصلاة.
إن الصلاة تدعم كل شيء نقوم به. أقول للناس أن العناصر الثلاثة الأكثر أهمية لخِدمات فتح الطريق هي: أولاً- الصلاة، ثانياً: الصلاة، وثالثاً: الصلاة.
كل مشروع يجعل ملكنا معروف
نحن نفعل كل ما يلزم لإيصال الإنجيل للناس حتى يتمجّد المسيح. عملُنا لا يتعلق بنا أبداً. إنه يتعلّق بالمسيح. نجعله معروفًا من خلال تركيز استراتيجي على مجموعات الأشخاص الذين لم يتم الوصول إليهم.
فريق التعليم
عندما يكون التعليم حاجة واضحة، يأخذ متشفعونا هذه الحاجة إلى الله في الصلاة. بينما نحن نصلي، نرى داخل المجتمع لاكتشاف ما لديهم من موارد. نكتشف ما يمكنهم تقديمه لتلبية احتياجاتهم الخاصة. غالبًا ما يقوم المجتمع بتوفير الأرض، مبنى لكي تجتمع فيه المجموعة، أو مواد البناء من أجل بناية مؤقتة.
نحن عادة نشجع المجموعة على دفع جزء من راتب المعلم. المعلم يكون معتمد وهو أو هي صانع تلاميذ متمرس أو زارع كنائس. تبدأ المدارس ببضعة مقاعد، أقلام رصاص أو أقلام حبر، صندوق من الطباشير، وسبورة. يمكن أن تبدأ المدرسة تحت شجرة أو في مركز مجتمعي أو في منزل قديم. نبدأ ببطء وننمّي المدرسة أكاديميا وروحيا.
عندما يفتح شخص سلام منزله(ها)، تصبح نقطة الانطلاق لاجتماعات دراسات اكتشاف الكتاب المقدس DBS وبعد ذلك كنيسة. لقد أطلقنا أكثر من 100 مدرسة ابتدائية، معظمها مملوكة الآن للمجموعات.
من هذا البرنامج البسيط، قد أقام الله أيضًا 12 مدرسة ثانوية، ومدرستين تقنيتين تجاريتين، وكل كلية “كل أمة”. هذه الكلية لديها مدرسة معتمدة لإدارة الأعمال وكلية اللاهوت. على عكس ما قد يتوقعه البعض، تحتاج حركات صنع التلاميذ أيضًا إلى معاهد قوية.
التطبيب، الأسنان، النظافة
عندما نحدد حاجة صحية، نرسل فرقًا طبية متمرسة ومؤهلة جيدًا مع أدوية ومعدات وإمدادات. جميع أعضاء فريقنا هم صناع تلاميذ أقوياء وماهرين في تسهيل عملية دراسات اكتشاف الكتاب المقدسDBS . العديد منهم هم زارعو كنائس ماهرين كذلك. بينما يعالج الفريق المرضى، يبحثون أيضًا عن شخص سلام. إذا لم يكتشفوه في الزيارة الأولى، فإنهم يقومون بزيارة ثانية. بمجرد اكتشاف شخص سلام، سيكون هو أو هي بمثابة الجسر والمضيف المستقبلي لـدراسات اكتشاف الكتاب المقدسDBS. إذا لم يعثروا على شخص سلام، يذهب الفريق إلى مجتمع أخر، بينما يستمرون في الصلاة من أجل باب مفتوح في المجتمع السابق.
تم تدريب عشرة زارعي كنائس بشكل جيد، وتم جهيزهم كأطباء أسنان. هم معتمدون من قبل السلطات الصحية للقيام بدورات متنقلة لخلع الأسنان وحشوها. واحد منهم يعمل أيضًا كطبيب عيون. يقوم بفحص النظر وتوزيع النظارات المناسبة. يفعل ذلك بتكلفة، لإبقاء العملية مستمرة وتجنب الاعتماد على الغير. يوفر أعضاء الفريق الصحي الآخرون التدريب على النظافة الشخصية، والرضاعة الطبيعية، والتغذية، ولقاحات الأطفال، والرعاية قبل الولادة للنساء الحوامل.
خدمة فتح الطريق الأكثر غرابة
نفعل كل هذا بطريقة شبيهة بالمسيح، سعيًا لجعل ملكوت الله مرئيًّا. يتحرك الله ويعلن عن حضوره. غالبًا ما يبدأ هذا بأسرة واحدة أو زعيم مجموعة غير محتمل. بهذه الطريقة نرى استمرار تضاعف التلاميذ، ومجموعات اكتشاف الكتاب المقدس، والكنائس.
كان من الصعب للغاية بالنسبة لنا دخول مجموعة كبير في الجزء الجنوبي من سيراليون. كانوا معاديين للغاية تجاه المسيحيين. وجد الأشخاص المسيحيين أنه من الصعب حتى دخول هذا المكان. لذلك صلينا من أجل تلك المدينة. لكن الوقت قد مر ولم تنجح أي من استراتيجياتنا.
ثم فجأة حدث شيء! أفادت الأخبار الوطنية بوجود مشكلة صحية في تلك البلدة. كان الشباب يمرضون ويموتون. وقد تبين أن العدوى تتعلق بحقيقة أن القرية لم تختن أبنائها أبداً. عندما كنت أصلي من أجل المشكلة، شعرت أن الرب أقنعني أن هذا كان بابنا المفتوح لخدمة هذه المدينة أخيرًا.
قد جمعنا فريقًا طبيًا متطوعًا وذهبنا إلى المجموعة بالمعدات والأدوية المناسبة. سألنا إذا كانوا سيسمحون لنا بمساعدتهم. لقد سررنا عندما وافق قادة المدينة. في اليوم الأول ختنوا أكثر من 300 شاب.
في الأيام التالية كان الرجال يتعافون لا غير. أعطانا ذلك فرصة لبدء مجموعات اكتشاف الكتاب المقدس خلال أيام الشفاء. لقد رأينا استجابة كبيرة، وسرعان ما بدأ تضاعف الملكوت يحدث من خلال زرع الكنائس! في غضون بضع سنوات فقط، تحول المكان الذي لم يتمكن فيه المسيحيون من الدخول إلى مكان أضاء فيه مجد الله بإشراق. إن رأفة شعب الله، وقوة الصلاة، وكلمة الله التي تغيّر الناس غيرت كل شيء.
فريق زراعي
كانت أول خدمة فتح الطريق لدينا هي الزراعة. في الأماكن التي تكون فيها الزراعة حرجة، تصبح الزراعة بوابة عظيمة لخدمة الناس. معظم الزراعة هي زراعة اكتفائية، فقط للاستهلاك العائلي. في كثير من الأحيان لا يتم حفظ البذور للزراعة التالية.
قادتنا هذه المواقف إلى تطوير بنوك البذور للمزارعين. كما هو الحال مع فرقنا الأخرى، قمنا بتدريب تسعة مزارعين وهم أيضًا زارعي كنائس. هؤلاء المزارعون/صناع التلاميذ يُعلّمون المزارعين. يؤدي تدريبهم وإرشادهم إلى علاقات تؤدي بدورها إلى مجموعات دراسات اكتشاف الكتاب المقدس DBS، ثم المعمودية، وفي النهاية الكنائس. اليوم أصبح العديد من المزارعين من أتباع المسيح…
زراعة الكنائس
حوالي 90٪ من محاولات خدمات فتح الطريق قد أدت إلى زرع كنيسة. في كثير من الأحيان تؤدي مشاركة واحدة إلى العديد من الكنائس المزروعة. وحينما نرجع لزيارة المجموعات، نسمع العديد من الشهادات حول تغيير أشخاص، عائلات، ومجتمعات بأكملها. رأفة من أجل الناس، تجعل الله معروفًا!
شودانكا جونسون، زوج سانتا وأب لسبعة أطفال، هو قائد إرساليات الحصاد الجديد (NHM) في سيراليون. بفضل الله، والالتزام بحركات صنع التلاميذ، شاهدت NHM مئات الكنائس البسيطة تبدأ، وأكثر من 70 مدرسة أنشئت، والعديد من الإرساليات الجسر تبدأ في سيراليون في السنوات الخمس عشرة الماضية. وهذا يشمل كنائس بين 15 مجموعة من المسلمين. كما أرسلوا خدامًا بأمد طويل إلى 14 دولة في إفريقيا، بما في ذلك ثماني دول في الساحل والمغرب العربي. قام شودانكا بتدريب وتحفيز الصلاة وحركات صنع التلاميذ في أفريقيا وآسيا وأوروبا والولايات المتحدة. وقد شغل منصب رئيس الجمعية الإنجيلية في سيراليون والمدير الأفريقي لإرساليات الأجيال الجديدة. وهو حاليًا مسؤول عن التدريب العالمي وتعبئة الصلاة في إرسالية الأجيال الجديدة. وهو قائد رئيسي في تحالف 24: 14 في أفريقيا والعالم.
تم تحريره من مقال نُشر أصلاً في عدد نوفمبر- ديسمبر 2017 من مجلةMission Frontiers ، www.missionfrontiers.org، صفحات 32-35،. ونُشر على الصفحات 24- 28 (النسخة العربية) من كتاب 24: 14 – شهادة لجميع الشعوب، متاح على 24: 14 أو على أمازون.